بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

بيان اللجنة التحضيرية للعمال

معاً.. نستكمل المشوار

تواصل الحركة العمالية كفاحها البطولي من أجل تحسين أوضاعها المالية والمعيشية، ولمواجهة هجمات رجال الأعمال على حقوقها.

وفي تطور مهم شهدت الفترة الماضية انتصاراً مهماً لعمال النقل العام الذين شلوا القاهرة بإضرابهم البطولي الذي استمر لمدة يومين ليعيدوا التأكيد على قدرة العمال عبر كفاحهم الجماعي على انتزاع حقوقهم بالرغم من لجوء حكومة الأغنياء مؤخراً إلى رفع شعار “لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم” في مواجهة الإضرابات العمالية.

هذا في الوقت الذي تواصل فيه إضراب عمال طنطا للكتان في مواجهة المستثمر السعودي للشهر الرابع على التوالي، لكي يكون شاهداً على النتائج الكارثية للخصخصة على عمال مصر، وليطرح من جديد أهمية النضال من أجل وقف عجلة البيع بل وللمطالبة بعودة الشركات مرة أخرى إلى قطاع الأعمال. كما نجح الإضراب في إجبار الاتحاد العام على احترام إرادة العمال والعودة إلى دفع رواتب العمال من صندوق الإضراب بعد أن حاول خيانة مطالبهم وفض الإضراب.

ولكن الإضراب في يومه الخامس بعد المائة يواجه اليوم سؤال مهم هو: كيف يكون مؤثراً وضاغطا من أجل تحقيق مطالب العمال قبل أن يستسلموا للمستثمر؟ وهو ما يستدعي تقديم إجابات عملية للعمال من قبيل التفكير الجدي في الإدارة الذاتية لشركتهم في حال تواصل تجاهل المستثمر للعمال المضربين أو كما قال “سأتركهم حتى يسوسوا بالشركة”، وفي ذات الوقت توسيع رقعة التضامن مع العمال المضربين من كافة الشركات وبالأخص عمال الغزل والنسيج ذات الظروف المتشابهة؟

وأخيرا وليس أخرا يستعد خبراء وزارة العدل وعمال النقل العام للعودة مجددا إلى الإضراب والاعتصام مرة أخرى في حال عدم الاستجابة لباقي مطالبهم.

ولكن هذه الانتصارات لا يجب أن تجعلنا نغفل أن حكومة رجال الأعمال تلجأ بشكل متزايد إلى سلاحين في مواجهة حركة العمال اليوم الأول: هو تجاهل الاحتجاجات العمالية لفترة طويلة حتى لا تتسع، والثاني هو تزايد وتيرة اللجوء إلى تشريد العمال وفصلهم ونقلهم، وإجبارهم على تقديم استقالات.. رأينا هذه المساعي عبر التنكيل بقيادات عمال غزل شبين والعامرية والبريد والضرائب العقارية والمطاحن وأطلس وغيرها.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى تقديم بلاغ من التنظيم النقابي الأصفر ضد رئيس النقابة العامة المستقلة للضرائب العقارية، في محاولة لوأد النضال من أجل التنظيمات والروابط واللجان المستقلة للعمال.

وهو ما يتطلب من كل المهتمين بالحركة العمالية اليوم وليس غدا تنظيم حملة واحدة بخطوات عملية محددة يتم الاتفاق عليها من أجل مواجهة هذا العسف والظلم الذي يطول قيادات عمالية ويستهدف نشر الخوف وسط صفوف العمال ودفعهم إلى قبول سياسة الجوع والنهب والفساد، ولتكن محطتنا الأولي تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة القوى العاملة تضم كل القيادات العمالية التي تعرضت للاضطهاد وعشرات المتضامنين معها يوم 20 أكتوبر القادم، على أن نعمل من اليوم للحشد والتعبئة لهذا اليوم.

واليوم ونحن نرفع صوتنا لكي نطالب برفع الحد الأدنى للأجور، فقط لكي يصل إلى خط الفقر، وبالحرية النقابية، وبوقف اضطهاد القيادات العمالية، علينا أن نعي إن مشوارنا طويل يستلزم النفس الطويل، والتضحية من أجل مستقبل أولادنا ولقمة العيش، وإننا لن ننتصر في معاركنا إلا إذا اتحدنا معاً.. وتضامنا معاً.. وتحركنا معاً. فمصالحنا مشتركة وعدونا واحد..

وبالتالي فمعركة عمال طنطا للكتان هى معركة كل عمال مصر.. واضطهاد قيادات غزل شبين، والعامرية.. والبريد.. والضرائب العقارية لا يجب ان يمر دون كفاح مستميت من كافة الطلائع العمالية في شركات مصر.