بيان حركة الاشتراكيين الثوريين
نرفض النزول في 28 نوفمبر.. الطائفية عدو للثورة
للمرة الألف، تصر قيادات قوى الإسلام السياسي على الإضرار بالثورة وحرف معارك الشارع عن معانيها الحقيقية، للمرة الألف يصرون على الدفع بخطاب مشوه ورجعي تحت غطاء الثورة، وما أشد تناقض ما يقولون مع ما تعنيه الثورة.
دعوات للنزول غدا 28 نوفمبر للدفاع عن “الهوية الإسلامية” في مواجهة “الحرب على الإسلام”، ينقاد خلفها عدد كبير من القوى الإسلامية. شعارات طائفية ورجعية تستعدي كل من لا يليقون بمعايير قوى الإسلام السياسي، كأنهم أعداء للثورة ومؤيدين للقمع والاضطهاد. نفس الشعارات التي رفعوها طوال سنوات الثورة حتى 30 يونيو 2013، ولكن مع الدولة ولتأييد القمع والاضطهاد!!
نعلن نحن الاشتراكيون الثوريون رفضنا التام لدعوات النزول في 28 نوفمبر. مثل هذه الشعارات التي يرفعها الإسلاميون تحت غطاء الثورة هي شعارات معادية لأهداف الثورة الحقيقية.
الثورة هي حلم كل كادح ومضطهد، تهدف لتحقيق العدالة في توزيع الثروات على كل صانعيها وتحرير الجماهير من كل قيد ورفع الاضطهاد عن كل مستضعف. الثورة ليست صراع هوية ضد أخرى وليست لنصرة طائفة ضد غيرها. هذه المعارك الوهمية التي تبتعد عن الأصل الطبقي لاستبداد النظام لا تخدم سوى النظام ذاته.
وحقا، من المستفيد من مثل هذه الدعاوي الطائفية غير الدولة نفسها؟ استغل إعلام الدولة الأمر في تهويل خطر يوم 28 نوفمبر وتصويره كأنه يوم ستغزو فيه داعش مصر، وهو ما يسهل على الجماهير تخيله في ظل الأحداث الأخيرة في سيناء.
سيستغل النظام هذه الدعوة في تبرير المزيد من الإجراءات القمعية التي تستهدف القضاء على ما تبقى من أصوات معارضة ومجتمع مدني وأي من أشكال الحرية والديمقراطية تحت شعار “الحرب على الإرهاب”. طرح قانون الجماعات الإرهابية الجديد يوضح ما نحن مقبلون عليه.
ونحن نؤكد رفضنا التام ﻷي قمع أمني سيتعرض له المتظاهرين غدا، ونحمل السيسي ودولته أي دماء ستسيل في ذلك اليوم، ولا ننسى أن عنف النظام واستباحته الدماء هما ما أوديا بنا إلى هذا الحال.
من العجب حقا أن يعتقد الإسلاميون أن هناك حربا على الإسلام وهجوما يستهدف الهوية الإسلامية. في دولة تفتح رصاصها وتملأ سجونها بآلاف الطلاب بدون تفرقة، دولة تسحق العمال المطالبين بأبسط حقوقهم، دولة يتعرض فيها المسيحيون للدهس والتهجير، والبهائيين والملحدين والشيعة يتعرضون للتشويه والاعتقال والقتل دون اعتبار، دولة تعامل المرأة كمخلوق أدنى من البشر لا يحق له حتى السير في الشارع دون انتهاك، دولة تعتقل وتغتصب المثليين وسط مباركة الأغلبية، دولة تطرد أهالي سيناء من بيوتهم وتهدمها دون حساب.
دولة تفعل كل ذلك تحت نفس شعارات حماية الهوية الدينية والدولة المسلمة والشعب المتدين بطبعه التي يرفعها الإسلاميون. الدولة تضطهد الإسلاميين لأسباب سياسية لا طائفية؛ لتبرير استمرار حكم الانقلاب العسكري ولمحاربة المنافس السياسي الأقوى ولتبرير استمرار القمع والاعتداء على الحريات. سيستمر قواعد الإسلاميين في معاركهم العبثية ما لم يفهموا طبيعة الصراع الحقيقية.
الاشتراكيون الثوريون
27 نوفمبر 2014