بيان الاشتراكيين الثوريين
معركة الأمعاء الخاوية.. درس عنوانه “مقاومة السجان خيرٌ من الاستسلام”

دقَّ أكثر من 1500 معتقل سياسي طبول حرب معركة الأمعاء الخاوية، معلنين الإضراب الجماعي عن الطعام، ومنهم من امتنع عن تعاطي العلاج، بسجنيّ طرة شديد الحراسة، المعروف بين المعتقلين بـ”مقبرة العقرب”، والحضرة بالإسكندرية، ليواجه نظام الجنرال السيسي، هذه المرة، مقاومةً من داخل الزنازين الانفرادية في معتقلاته وسجونه، بعد أن ضيَّق الخناق على باقي الشعب المصري في الخارج، حتى أصبح الجميع معتقلين محتملين!
يأتي إضراب سجن العقرب على خلفية احتجاجات تتجدَّد داخل السجن، من حين لآخر، منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013، حتى وصلت مداها في 28 أكتوبر 2017، بدخول أكثر من ألف معتقل في إضراب جماعي عن الطعام، بدأه عصام سلطان، القيادي بحزب الوسط، في 17 من الشهر الجاري، احتجاجًا على سوء المعاملة للمعتقلين وذويهم، إذا ما سُمِحَ لهم زيارة ذويهم، مُصِرًّا عدم التراجع عنه إلا إذا عُرِضَ على لجنة من الأمم المتحدة.
أما الجبهة الأخرى، التي فتحها المعتقلون على حكم الجنرال السيسي فكانت في سجن الحضرة بالإسكندرية، عندما أعلن 236 من مشجعي الزمالك إضرابًا جماعيًا عن الطعام، احتجاجًا على تجديد المحكمة العسكرية حبسهم لمدة 30 يومًا، للمرة الثالثة على التوالي، وهو ما واجهته إدارة السجن بالاعتداء على المشجعين المعتقلين والتنكيل بهم.
الإضرابان المتزامنان، المختلفان في المطالب، فتحا، مرةً أخرة، ملفات ذات طابع حقوقي منها محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، واستمرار اعتقال السياسيين، رغم انتهاء مدة حبسهم الاحتياطي (عامان(، بالإضافة إلى العامل المشترك بينهما، وهو سوء معاملة المعتقلين والتنكيل بهم، وهو ما قد يُلقي بظلاله على الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمُقرَّر إجراؤها بعد شهور. ففي حين ينفي السيسي دائمًا، من خلال تصريحاته في الخارج، وجود معتقلين سياسيين، يأتي هذان الإضرابان ليؤكدا أن في مصر سجناء سياسيين بالفعل، وصل بهم الحال إلى تعذيب النفس كسلاح أخير أمام جبروت الجنرال السجَّان، وهو ما يؤكِّد أمام الجميع أن السيسي يريد انتخابات تحت سياط الجلاد!
وإذا كان السيسي يحاول خداع العالم بتنظيم دولته لما يسمى بـ”المؤتمر العالمي للشباب”، في محاولةٍ منه للإيحاء بأن مصر سيقودها الشباب في المستقبل، فإن تزامن إضراب شباب مشجعي الزمالك (الألتراس) مع المؤتمر يُؤكِّد أن جميع جهود الجنرال تضيع سدى بعد أن ظهر جليًا أن الدولة تتعامل مع الشباب بالقهر والقمع والتنكيل.
وإذ يطالب الاشتراكيون الثوريون بالإفراج الفوري عن معتقلي مقبرة العقرب وشباب ألتراس الزمالك، فإنهم يدعون أيضًا القوى السياسية والثورية بدعم أصحاب الأمعاء الخاوية في معركتهم ضد السجان، بتنظيم إضرابات تضامنية في مقراتها، وفتح ملفات محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، واستمرار حبس المعتقلين بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي، إضافةً إلى التعذيب والتنكيل والمعاملة السيئة داخل السجون.
وليتعلم من أصابه خوفٌ أو كلل أو إحباط أن المقاومة خيرٌ من السكون، وأن الاستسلام ليس خيارًا.
اكتب على حيطة الزنزانة حكم السيسي عار وخيانة
الاشتراكيون الثوريون
31 أكتوبر 2017