بعد الغارة الأمنية على مدى
كلنا مدى مصر

بعد يوم واحد من اعتقال قوات الأمن لمحرر موقع مدى مصر شادي زلط قامت عصر اليوم قوات الأمن باقتحام مقر مدى مصر واحتجاز الصحفيين بداخله.
وبالطبع لم تظهر بعد أبعاد الغارة التي قامت بها قوات السلطة على الموقع إلا أن السياسة الأمنية التي يتبعها نظام الثورة المضادة لا تحتمل التأويل، فالصمت المطلق هو ما يريده النظام ويسعى لفرضه بكل السبل.
إن الصحفيات والصحفيون في موقع مدى مصر يدفعون اليوم بجسارة ثمن شجاعتهم ورفضهم الدائم للدخول في حظيرة النظام، وإصرارهم على الاستمرار في رسالتهم الصحفة ليتحولوا لحالة فريدة تقاتل بإصرار وسط مستنقع من أبواق السلطة التي وصلت لأدنى مستويات الانحطاط.
وإذ تغير اليوم قوات الأمن على مدى مصر لأنها تثبت للجميع أن المنارة التي أضاءها صحفيوها نجحت في أن تكشف قبح سلطة الثورة المضادة وأكاذيبها وزيفها.
اليوم كلنا مدى مصر، كلنا نرفض أكاذيب السلطة وقبحها مثلما رفضها صحفيو مدى مصر، كلنا نرفض الدخول للحظيرة القذرة التي حشرت فيها سلطة غاشمة دواب صحفية، تقتصر مهارتها على كتابة التقارير للأمن وتلقي الأوامر منه.
الغارة اليوم على مدى مصر لن تمحو ما كشفه الموقع من كل قبح السلطة وأكاذيبها. ومن لم يتأكد بعد من مصداقية كل ما نشرته مدى مصر، خاصة التحقيق الأخير عن إبعاد نجل الديكتاتور لروسيا، فقد أتاه اليوم الدليل القاطع، فسلطة التزييف لا تحارب سوى الحقيقة.
التضامن اليوم مع مدى مصر بكل السبل هو دفاع عن الخندق الأخير للصحافة المستقلة، التي حولها السيسي إلى نشرات يشرف عليها الضباط المكلفون. تمامًا مثلما حول النقابة إلى مكتب يديره موظفيه.
الاشتراكيون الثوريون
24 نوفمبر 2019