بيان مكتب قضايا الاضطهاد - الاشتراكيون الثوريون
بين التفويض وطائفية الإسلاميين.. الأقباط يُذبَحون
دقت أجراس الكنائس في وقت صلاة المغرب وصام الأقباط مع المسلمين في رمضان، وتغنى إعلام الدولة بالملحمة الوطنية واتحاد الشعب المصري مسلميه ومسيحيه.. وبعد يوم واحد كانت هناك محاولات من مؤيدي المعزول لاقتحام كنائس قرية دلجا بالمنيا الثلاث ورشقها بالحجارة والمولوتوف، وإطلاق للنار على كنيسة ماري جرجس في بورسعيد. واستغاث الأهالي بالأمن دون مجيب.
قد تندهش من موقف الأمن، فقد فوضه الشعب بالأمس لحمايته من الإرهاب المحتمل فأين هو الآن؟! في الحقيقة أين كانت الشرطة طوال عهد مرسي في جرائم ترتكب في حق اقباط مصر وتهجير لهم؟ لم يرى أحد دورا لها في وقف أيا من هذه الجرائم اللهم إلا في ضرب جنازة شهداء “الخصوص”. بل أين كانت طوال عهد المجلس العسكري أيضا وطوال عهد مبارك؟!
وماذا عن إعلامنا الحر النزيه الذي ينقل بشفافية جرائم الإخوان لم لا يذكر الجرائم الطائفية التي تحدث في سيناء كقتل ثلاثة أقباط منهم قس والتهديدات المستمرة لهم من قبل المتطرفين أم ربما تعود هذا الإعلام على الطائفية منذ تحريضة على الأقباط اثناء دهسهم بالمدرعات أمام ماسبيرو؟!
بالطبع طائفية الاخوان وحلفائهم ليست بجديدة هي الأخرى فقد كانوا رعاة الفتنة الطائفية طوال عهد المجلس العسكري واستمروا في خطابهم التحريضي الطائفي طوال عهد مرسي. والآن ومنذ 30 يونيو يستمر الإخوان في جرائمهم بمهاجمة الكنائس وترديد الشعارات الطائفية في مسيراتهم.
النظام صانع الطائفية وحاميها، دائما مايستحضرها للتغطية على فجاجة فساده مثلما فعل نظام مبارك في كنيسة القديسين للتغطية على تزويره للانتخابات البرلمانية في 2010، أو لتشتيت صفوف الثوار كما فعل المجلس العسكري بالهجمات المتتالية على الكنائس بداية من أطفيح ونهاية بمذبحة ماسبيرو، أو في استخدام خطاب تحريضي طائفي لتصوير كل معارض معادي للإسلام كما فعل نظام مرسي.
سيستمر النظام في تجاهل قضايا الأقباط، وستستمر الدولة بغض الطرف عن الجرائم الطائفية حتى تحدث كارثة لنرى المشهد التقليدي بين قس وشيخ وشعارات لطيفة لا تمنع تكرار الأمر. إن أولى مسؤليات الدولة هي حماية الاقباط – لا تأمين تهجيرهم – ودور عبادتهم أم أن تفويض الأمس لم يتضمن هذا البند؟!
لقد أثبتت تجربة الأسابيع القليلة الماضية بالدليل القاطع أن الدولة ومؤسساتها لا تكترث كثيراً لدمائنا التي سالت أمام أعين رجال الشرطة والجيش ووقفوا متفرجين في أكثر من واقعة ولم يتحرك لهم جفن.
لكن الأهم من ذلك هو أن التجربة أثبتت أيضاً أن الجماهير قادرة – رغم الثمن الباهظ – على ردع الهجمات على الأحياء عبر لجانهم الشعبية التي ارتجلوها في ظل التقاعس المقصود من الجيش والشرطة في حماية أحيائهم ومنازلهم.
علينا الآن أن ننظم لجاننا الشعبية لتحمينا من الاعتداءات المتكررة ولنضغط بواسطتها على أجهزة الدولة المتغافلة للقيام بواجبها في حماية الشعب في إطار القانون ودون الحاجة إلى تفويض من أحد.
بالأمس وقفت مدرعة للجيش بجوار جرافيتي في شارع محمد محمود للشهيد مينا دانيال، لتذكر من نسى بمن قتله ولم استشهد ومن اجل ماذا، لتذكر بحلمه الذي لم يتحقق ودمه الذي لم يحاسب عليه احد. مات مينا وكان يغني في اعتصام التحرير الذي أسقط مبارك “ليه الثورة جميلة وحلوة وأنت معايا” مع صديقة المسلم كان يعلم أن الثورة لن تنتصر إلا باتحادهما.. كان يعلم أن حريته وكرامته والمساواة التي كان يحلم بها لن تتحقق إلا بالثورة على نظام مبارك المستبد وإسقاطه.
لنكمل طريقنا على خطا مينا لنعرف عدونا مهما تبدلت صورته، ولنتذكر قاتله، ولنحقق حلمه.
مكتب قضايا الاضطهاد – الاشتراكيون الثوريون
28 يوليو 2013