بيان الاشتراكيين الثوريين
التضامن والدعم لإضراب أطباء مصر

بعد أعوام من التفاوض والاحتجاجات والاجتماعات والمظاهرات من أجل أن يلتفت المسئولون إلى أن وضع الصحة في مصر لم يعد محتملا لا من قبل المواطنين ولا من قبل الأطباء.. قرر أطباء مصر بدء الإضراب العام لجميع أطباء وزارة الصحة بداية من يوم الاثنين 1 أكتوبر، إضرابا جزئيا مفتوحا لحين إصدار قانون برفع الإنفاق على الصحة إلى 15% من الميزانية ووضع قانون بكادر للأطباء يمكنهم من العيش الكريم والتفرغ لأداء مهامهم في علاج وعلاج المرضى في المستشفيات مجانية تستوفي الشروط الأساسية لأي مؤسسة علاجية من حيث الإمكانيات وفريق العمل والقدرة على ممارسة المهنة في أمان دون التعرض لغارات البلطجة على أقسامها وعلى الأطباء والتمريض على السواء والتي انتشرت في الشهور الماضية وكأن وباء جديدا انتشر في البلاد اسمه “الهجوم على المستشفيات” الأمر الذي ترتب عليه إغلاق العديد من أقسام الاستقبال.
لقد أعلن أطباء مصر أنهم والتمريض وجميع العاملين بالقطاع الصحي لا يرضون عن هذا المستوى المتدني في الرعاية الصحية ولا عن الإنفاق المتدني عليها الذي لا يتجاوز 4.5% من الميزانية، أي أقل مما ينفق على الصحة في بلدان مثل أفغانستان والسودان والبحرين والكاميرون والبرازيل والأردن ولبنان والسنغال وتونس وتركيا، ناهيك عن دول ما سمي بالعالم الأول. أما باقي الإنفاق على الصحة فيأتي من جيوب المستهلكين للخدمة مباشرة.. وبذلك تصبح الصحة التي هي حق أساسي للمواطنين بغض النظر عن قدراتهم المالية حسب القانون والدستور والمواثيق الدولة، تصبح سلعة مطروحة في سوق السلع، متوفرة لمن يقدر على ثمنها، محجوبة عمن لا يملكون.
لقد قرر أطباء مصر الإضراب عن العمل اعتبارا من يوم واحد أكتوبر حتى تنفذ الدولة وعودها بالإنفاق على الصحة.. إنه إضراب من أجل الناس ومن أجل حقهم في العلاج والرعاية الصحية.. وحيث أن المرضى هم الهم الأول للأطباء فقد أعلن الأطباء أنهم سوف ينظمون إضرابهم بحيث لا يفقد أي مريض حياته بسببه، لذلك قرروا استمرار العمل بأقسام الطوارئ و العناية المركزة و الغسيل الكلوي والحضانات مجانا بجميع المستشفيات.. أي أنهم سوف يقدمون الخدمات الطبية الطارئة بدون تحصيل أموال. كما قرر الأطباء المضربون أيضا عدم إيقاف العلاج الشهري للمرضى المعالجين على نفقة الدولة الذي سوف يتم صرفه يوم الخميس فقط من كل أسبوع.. أي أن إضرابهم سوف يشمل فقط العيادات الخارجية والخدمات غير العاجلة في جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
الكرة الآن في ملعب الرئيس مرسي، الذي وعد الناس بالعدالة الاجتماعية حين رشح نفسه لرئاسة الجمهورية.. فأي عدالة اجتماعية بدون حق في الصحة.. وأي عدالة اجتماعية إذا كان الطبيب لا يجد لقمة العيش.. وأين تذهب المليارات التي قيل أنها تدخل البلاد مع كل زيارة رسمية؟.. لن نقبل برد على نهج: منين نجيب الفلوس؟ ونحن نعلم ان ما يصرف على الأمن وعلى مؤسسة الرئاسة كفيل بأن يرفع الإنفاق على الصحة والتعليم أضعاف ما هي عليه.. ونحن نعلم أيضا أن 5800 موظف كبيرا بالحكومة يحصلون على رواتب تساوي ما يحصل عليه ثلاث ملايين وتسعمائة ألف موظف في نفس الحكومة.. فعن أي عدالة نتحدث.. وعن أي نقص موارد نتحدث؟؟؟؟
رسالة الأطباء إلى المصريين، وخاصة المرضى منهم واضحة تلخص الأمر:
“عزيزي المريض نعتذر لك.. ولكن هذا الإضراب من أجلك أنت فساعدنا لأن الدولة تظلمك و تظلمنا”
موعدنا يوم الاثنين 1 أكتوبر
كل التضامن مع إضراب أطباء مصر
كل التضامن مع كل الكادحين المناضلين من أجل تحقيق مطالب الثورة
عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية
الاشتراكيون الثوريون
29 سبتمبر 2012