درس اليوم وكل يوم: الإضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع

اليوم ينظم آلاف المعلمين المصريين مسيرة احتجاجية من ميدان التحرير إلى مجلس الوزراء عل في مجلس الوزراء والمجلس العسكري من يستمع إلى صوت معلمي الأجيال بأن وضع التعليم في مصر لم يعد محتملا وأن فتات الأجور التي يحصل عليها المعلمون هي أقرب إلى الإهانة وأنه من المشين أن تكون ميزانية التعليم بهذه الضآلة مقارنة بميزانيات الأمن والدفاع وأنهم لن يعودوا إلى الفصول قبل أن تنفذ الدولة ما يدل على أنها جادة حين تتحدث عن أهمية التعليم وأهمية الأجيال الجديدة..

عندما أعلن المعلمون الإضراب عن العمل وحين بدأ أساتذة الجامعات إضرابهم أول أكتوبر وحين يحتجون ويعتصمون ويتحدون الطوارئ وقانون تجريم الإضراب والاعتصام ويصمدون أمام التحرشات والتهديدات الأمنية التي تعرضوا لها جراء إضرابهم مصرين على حقوقهم مصممين على انتزاعها فإنهم بذلك لم يتوقفوا عن إعطاء الدروس بل يقدمون لتلاميذهم وطلابهم وللمجتمع كله أكبر درس يمكن أن يعطيه معلم عن كيفية تنظيم الصفوف وتوحيد الكلمة والمطلب ورفض الابتزاز والصمود أمام الضغوط والتزييف وتوحيد مطالب الأفراد لما يستجيب لمطالب الجماعة.

ونحن الاشتراكيين الثوريين إذا نعلن تضامننا الكامل مع مطالب المعلمين نقرأ في إضرابهم وإضراب الأطباء وعمال النقل العام والشركات والمصانع وأساتذة الجامعات خطوات تلو الأخرى تقربنا في كل يوم عن سابقه من الإضراب العام، ذلك الإضراب القادم لا ريب فيه في مواجهة وزارة لا ترى ولا تسمع ولا تخطط سوى لمصالح رأس المال ورموزه المدنية والعسكرية في السلطة..

الإضراب العام هو طريقنا لإنقاذ الثورة واستعادتها ممن حاولوا احتوائها ويحاولون الآن الاستيلاء عليها بعد أن انكشف كونهم جزءا لا يتجزأ من نظام الرئيس المخلوع.. الإضراب العام هو وسيلتنا لاستكمال الثورة وتحقيق مطالبها واستعادة ما نهب من ثروات البلاد.. واسترجاع الشركات المنهوبة وإعادة توزيع الثروة والسلطة بين عمال مصر وفلاحيها ومهنييها وشبابها.

الإضراب العام هو طريقنا المشروع فننظم الصفوف من أجل تنظيمه وتوحيد الصفوف من أجل حكومة ثورية حقيقية يختارها الشعب تعمل على خدمته وتحقيق مطالبه واحترام أولوياته، حكومة تحترم دماء مئات الشهداء الذين سالت دمائهم من أجل نصرة الثورة.. حكومة ترضخ لإرادة الشعب الذي قام بالثورة.. لا لإرادة رأس المال الذي يسعى إلى إفراغ هذه الثورة من محتواها.

لا ثورة ديمقراطية بدون ثورة اجتماعية.. والإضراب العام هو طريقنا لتحقيق الاثنين.
عاش نضال الطبقة العاملة المصرية.. عاش نضال فقراء المصريين
المجد للشهداء.. والنصر للثورة.. والسلطة والثروة للشعب

الاشتراكيون الثوريون
24 سبتمبر 2011