بيان مركز الدراسات الاشتراكية
لا لمؤتمر شرم الشيخ الداعم للاحتلال
يبدو أن سيناء، ومدينة شرم الشيخ بالذات، موعودة باستضافة المؤتمرات الداعمة للإمبريالية وكلاب حراستها وعملائها. فاليوم، فتستضيف شرم الشيخ مؤتمرا هو في الحقيقة مهزلة هدفها دعم الاحتلال الأمريكي للعراق وإضفاء الشرعية على حكومة علاوي العميلة. بعد أن صمتت الحكومة المصرية عن غزو العراق، وبعد أن دعمت الاحتلال والحكومة الناشئة عنه، وبعد أن قبلت بحرب الإبادة في الفلوجة.. بعد أن فعلت كل ذلك قررت أن أفضل سبيل لها حتى تلعب دورا في الشأن العراقي هو مساندة الاحتلال وحكومته وانتخاباته المزمعة في بداية العام القادم.
يزعم رجال السلطة في مصر أن هذا المؤتمر هو خطوة للأمام ستؤدي إلى تحجيم الدور الأمريكي في العراق وإلى إعطاء دور أكبر لدور الجوار ولمصر وللأمم المتحدة وللدول الكبرى الأخرى عدا أمريكا، وبهذا المعنى فإن المؤتمر، بتدويل القضية العراقية، سيحقق مصالح الشعب العراقي. هذا الزعم هو كذبة كبيرة. فالمؤتمر لا يدين الاحتلال، بل حتى لا يتحدث عن توقيت خروج القوات الأمريكية، ويدافع عن حكومة علاوي، ويعطيها الحق في تنظيم انتخابات في ظل الاحتلال، هذا بالإضافة إلى أنه يدين ما يسميه “الإرهاب” في العراق. هذا المؤتمر هو ورقة توت يحتاجها الأمريكيون لإعطاء صورة شرعية لنهبهم للشعب العراقي ولقمعهم للحريات وقتلهم للمدنيين.
تشهد العراق الآن توسعا في المقاومة. فمعركة الفلوجة، بالرغم من الوحشية الأمريكية، أثبتت أن المقاومة ليست فلولا صدامية أو إرهابيين أجانب، بل حركة ذات جذور شعبية مستقبلها هو الاتساع بفعل فظائع الاحتلال وأهواله. الأمريكيون الذين أتوا للعراق لسرقة ثرواته وللسيطرة على منطقة الشرق الأوسط لا يستطيعون أن يقدموا للشعب العراقي العدل أو الحرية. الانتخابات التي يريدونها لا يريدها الشعب العراقي طالما أتت في ظل الاحتلال. كل يوم ينضم لصف مقاطعي الانتخابات حزب أو تيار عراقي جديد. والسبب واضح. فالاحتلال لم يترك مجالا لأي قوة حتى تحسن الظن به. كلما اقتربت الانتخابات كلما زاد معدل سفك دماء الشعب العراقي. الأساليب الإسرائيلية في العقوبات الجماعية وفي قصف المدن بالطائرات وفي اعتقال الآلاف من كل مكان أصبحت هي السائدة. والهدف: التأكد أن الانتخابات سوف تأتي بمن يريدهم الاحتلال حتى يستمر التعاون بين العملاء والإمبريالية على توزيع حصص الثروة في العراق بين الشركات المتعددة الجنسيات.
المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير العراق. وواجب كل القوى الديمقراطية والوطنية في مصر هو تأييدها ودعمها. وإذا كانت الطبقة الحاكمة المصرية تدعم الاحتلال وتوفر له ورقة توت يحتاج إليها، فعلينا فضح المؤامرة وكشف النوايا والنضال دفاعا عن شرعية المقاومة.
هذا المؤتمر المنعقد في شرم الشيخ هو دليل على النقطة التي وصلت إليها السلطة في مصر في عدائها لمصالح جماهيرها وجماهير المنطقة. مصر التي تحمل شعبها عبء النضال ضد القهر والاحتلال، والتي دفع أبناؤها ضريبة الدم في الكفاح ضد الصهيونية، أصبحت الآن هي المكان المختار لمؤتمرات ومؤامرات الإمبريالية. وفي هذا دليل على أن التغيير في مصر بات ملحا ليس فقط لمصلحة الجماهير المصرية، ولكن أيضا لمصلحة الكفاح العربي ضد الاستعمار الجديد والصهيونية. فمن مارسوا العقوبات الجماعية ضد الشعب السيناوي بعد حادث طابا، ومن اعتقلوا الآلاف من العريش إرضاء لإسرائيل، ومن لم يفعلوا شيئا عندما قتل الصهاينة ثلاثة جنود مصريين، هم الآن الذين يهيئون سيناء لاستقبال وزير خارجية حكومة العراق العميلة ليتشاور مع وزير خارجية أمريكا الإمبريالية حول كيفية دعم سلطة الاحتلال وحكومة العملاء. هذا لا ينبغي أن يمر.
مستقبل التحرر في هذه المنطقة يمر عبر القاهرة. فإذا كانت المقاومة العراقية الباسلة تبني اليوم حائط دفاعنا الأول ضد الاستعمار وأذنابه، فإن الحركة المصرية المناهضة للإمبريالية والديكتاتورية والظلم الاجتماعي سوف تلعب دورا حاسما ليس فقط في دعم المقاومة في العراق وفلسطين، وإنما أيضا في تحطيم القوى المحلية المساندة للإمبريالية. معركة العراق ومعركة مصر واحدة … النضال ضد الإمبريالية مرتبط بالنضال ضد الاستبداد والاستغلال .. ولن نحقق النصر إلا إذا انصهر نضال كل المضطهدين والمظلومين في بوتقة واحدة.
عاشت المقاومة في فلسطين والعراق
تسقط الأنظمة الداعمة للإمبريالية والحامية للاستغلال