بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

بيان الاشتراكيين الثوريين

الدرس انتهى.. لموا الكراريس

الاشتراكيون الثوريون

لا نجاح لتفاوض دون ضغط.. لا بصيرة لحكومة دون أن تعي أن شرعيتها وشرعية سياساتها يحددها استجابتها واستجابة تلك السياسات لمطالب واحتياجات شعبها وفئاته التي دونها لما كان هناك دولة ولا حكومة.. الإضراب حق مشروع وسلاح فعال حين يسد النظام أذنيه أمام هدير الشعارات التي تطالب بتحقيق مطالب الثورة.. والثورة وحدها هي القادرة على زعزعة العروش وإزالة الحكام وتغيير السياسات وفرض سلطة الشعب على من يدعون تمثيله، وهم في حقيقة الأمر منشغلين بنهبه وقمعه واستغلاله.. وحكومة ما بعد الثورة، لو كانت حقيقة حكومة ثورية، لا يجوز أن يشغلها شاغل اليوم سوى تحقيق تلك المطالب وترجمتها في سياسات تكفل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. لكنها لا تفعل لأنها ليست حكومة الثورة بل لا مبالغة في أن نصفها بأنها حكومة الثورة المضادة

ذلك هو درس ثورة 25 يناير الذي استوعبته الجماهير المصرية، قطاعا بعد قطاع، ولن تنساه بعد أن انطبع في وجدانها بدماء مئات الشهداء وبعد أن اثبت النظام الحالي أنه ليس إلا امتداد للنظام الذي قامت الثورة من أجل إسقاطه..

ثمانية شهور شهدت فترات من الترقب ثم الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات المتفرقة احتجاجا على استمرار سياسات الإفقار والقمع ومحاولات التهدئة تحت دعاوي تحقيق الاستقرار الذي لا يعني بالنسبة للنظام سوى استقرار الأوضاع المذرية للطبقات الكادحة في مصر حتى يتثنى لأصحاب الأموال والسلطة ترتيب أوراقهم من جديد.

اليوم أغلق معلمو مصر كراريسهم وبدءوا إضرابهم معلنين أنه لا تعليم ولا تدريس ولا مدارس دون أن يوضع التعليم على قمة أولويات الدولة بما يتضمنه ذلك من رواتب كريمة للمعلمين، وفصول آدمية للتلاميذ، ومدارس لا تنهار أسوارها على أطفالنا.

اليوم يرفض معلمو مصر دخول الفصول ويبدءون إضرابهم رغم قانون تجريم الاعتصامات والإضرابات ورغم تهديدات المجلس العسكري بالطوارئ وغيرها من القوانين الاستثنائية.. إضراب معلمي مصر الذي بدأ اليوم هو درس عملي في التحدي والتنظيم والإصرار والثورة على الفقر والظلم الاجتماعي.. وحين لا تقتصر مطالب المعلمين على زيادة الأجور بل تمتد لتشمل تحسين أحوال التعليم برمته فإنهم مرة أخرى يقدمون لتلاميذهم وأسرهم والمجتمع بأسره درسا في كيفية الانتصار للثورة وتكذيبا عمليا لما يروجه النظام بشأن أنانية وفئوية المطالب الاجتماعية والاقتصادية لفقراء الشعب المصري.

وحين ينضم إليهم الإضراب الشامل لأطباء مصر مطالبين برفع مستوى الخدمات الصحية.. وإضراب عمال النقل العام مطالبين بمواصلات أكثر إنسانية وآدمية لمن لا يملكون ثمن السيارات الخاصة، مضافا إلى كل ما سبق الإضرابات العمالية في كافة أنحاء مصر مطالبين بحد أدنى للأجور وتثبيت العاملين بعقود وأحيانا بدونها واسترداد ما نهب من ثروات الشعب.. حين تتسع الإضرابات لتشمل كل أنحاء البلاد في إضراب عام لا يفض سوى بتغيير السياسات وإعادة توزيع الثروة والسلطة.. يكون الشعب المصري قد خط الفصل الأول في كراس نصرة الثورة.

كل التضامن والتحية لإضراب معلمي مصر..
ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل مدارس مصر

الاشتراكيون الثوريون
17 سبتمبر 2011