بيان مركز الدراسات الاشتراكية: تحية إلى القافلة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
الانتفاضة باقية برغم مؤامرات الأنظمة
القافلة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني المتجهة إلى رفح اليوم تثبت، للمرة الألف، حقيقة أساسية: أن الداعم الوحيد لحركة التحرر الفلسطينية وللانتفاضة الباسلة هو الشعوب وليس الحكام. فبينما يحيك الحكام العرب والغربيين مؤامرتهم في واشنطن وشرم الشيخ لوأد الانتفاضة ولتبييض وجه شارون، نجد الحركة العالمية لمناهضة العولمة الرأسمالية والحرب، جنبا إلى جنب مع كل المناضلين العرب والمصريين من أجل العدل والحرية، يقفان بصلابة وراء حق الجماهير الفلسطينية في تحرير أرضهم بالنضال المسلح.
لا شك أن الانتفاضة الفلسطينية تواجه اليوم أخطر المؤامرات. فمع موت عرفات وصعود تيار أبو مازن السريع إلى سدة السلطة، بدأت عملية الهجوم الشامل على الكفاح الفلسطيني. لم يكتف النظام المصري بالصمت على مقتل الجنود المصريين الثلاثة، ولم يكتف بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام في صفقة يندى لها الجبين إذا ما قورنت بصفقة مبادلة حزب الله أسراه مع العدو الإسرائيلي، بل إنه وصل إلى حد الترويج لشارون بوصفه “الشخص الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين إقامة سلام معه”، ووصل إلى حد التفاوض الجدي على إعادة السفير المصري إلى تل أبيب بعد الانتخابات الفلسطينية!!
النظام المصري المتهافت الذي يحاول الحفاظ على وجوده بشراء حب الأمريكيين بكل وأي ثمن بدأ الحلقة الأخيرة من مسلسل التنازلات. فبعد “السلام البارد” الذي ساد على مدى سنوات، بدأنا في عهد “رجل السلام” شارون عهد “السلام الدافئ”! الآن تبدأ من على أرض مصر السوق الشرق أوسطية. المناطق الحرة المصرية-الإسرائيلية (الكويز)، التي تمتد في معظم المناطق الصناعية المصرية، تدشن لعلاقة حميمة مع الرأسمالية الإسرائيلية ينتظرها ويرجوها رجال الأعمال المصريين على أحر من الجمر. لا يهم إن كانت هذه الصفقات القادمة ملوثة بدماء الشعب الفلسطيني أو الجنود المصريين. لا يهم إن كانت هذه الصفقات سوف تحقق أرباحها من امتصاص دماء العمال المصريين وعموم فقراء هذا البلد. لا يهم كل هذا. المهم أن “البيزنيس” عال العال وحسابات البنوك تتراكم.
في ظل وضع كهذا ينتظر فيه أن ينزع النظام المصري، ومعه الأنظمة العربية المعادية لشعوبها، أي ورقة توت كانت باقية، لنا أن نتوقع أن تواجه الانتفاضة ورجالها أعداء أكثر شراسة وصفاقة في القاهرة وعمّان ودمشق وكل العواصم العربية. مروان البرغوثي المعتقل في زنازين الاحتلال يعاني اليوم سجنا أقصى وأكبر من سجنه الإسرائيلي: سجن عداء الأنظمة وتشهير ساسة اليمين. هذا الرجل الفتحاوي الذي يطالب فقط بأن تقترن المفاوضات بفعل الانتفاضة على الأرض أصبح اليوم عدوا وخطرا على الوحدة الفلسطينية! هل رأيت صفاقة أكثر من هذا؟ من يطالب باستمرار النضال، حتى ولو لم يرفض التفاوض وحق إسرائيل في الوجود، أصبح عدو الشعب رقم واحد!
لم يتبق للانتفاضة إلا نضال الشعب الفلسطيني الباسل. لم يتبق لها إلا كفاح الجماهير العربية ضد أنظمتها وتضامنها مع حركة التحرر الفلسطينية. لم يتبق لها إلا التضامن العالمي الرائع الذي أصبحت في ظله الكوفية الفلسطينية رمزا للكفاح ضد الظلم والاضطهاد في كل أركان العالم.
نعم .. الانتفاضة الفلسطينية لن تستمر بدعم الساسة والأنظمة. الانتفاضة الفلسطينية ستستمر رغما عنهم. نضالنا وتضامننا مع الانتفاضة الفلسطينية فرض عين علينا. الفلسطينيون مع العراقيون هم الجبهة المتقدمة لمقاومة الإمبريالية والصهيونية. دعمهم دعم لأنفسنا. انتصارهم انتصار للحرية في كل العالم. هزيمة الإمبريالية والصهيونية إضعاف لقوى الظلم في كل العالم.
تحية لكل المناضلين المشاركين في القافلة الدولية. هذه القافلة هي مجرد رمز على حركة كبرى ينتظر لها أن تنمو وأن تتواصل. حركة هدفها تعبئة كل شعوب العالم وتوحيدها في معركة ضد إمبريالية القطب الواحد الهمجية. قوة النضال الجماهيري ووحدته العالمية هي السلاح الأكيد والوحيد لهزيمة أعداء الشعوب الذين يريدون نهب العالم ولا يتورعون عن سفك الدماء من أجل الوصول لهدفهم.