بيان الاشتراكيين الثوريين
سميرة إبراهيم.. نصرتها الثورة وخذلها القضاء العسكري

هكذا وقفت سميرة إبراهيم شامخة اليوم أمام محكمة القضاء العسكري برسالة واضحة “مش هتقدروا تكسروني”. سميرة إبراهيم الشابة المصرية الثائرة من صعيد مصر التي اعتقلتها الشركة العسكرية يوم 9 مارس 2011، قبل أقل من شهر على رحيل المخلوع وسرقة المجلس العسكري للثورة، كسرت حواجز الخوف وحواجز التقاليد التي تفرض على النساء الصمت حال تعرضهن للانتهاك الجسدي ولجأت إلى القضاء لاستعادة حقها ممن اعتقلوها وعذبوها وانتهكوا جسدها بالكشف على عذريتها في السجن الحربي. واحدة من 17 فتاة تعرضن لنفس الاعتقال وتعرضت غير المتزوجات منهن لنفس الانتهاك. القليلات منهن تحدثن عما حدث وشهدن عليه لكن سميرة وحدها لم تكتف بذلك بل مارست حقها في مقاضاة الطبيب المجند أو الجندي الطبيب الذي ضرب بعرض الحائط كل معايير ممارسة المهنة وآدابها حين رضخ لأوامر عسكرية لا تقل فجرا وإجراما.
اليوم حكم القضاء العسكري ببراءة الطبيب المتهم وذلك رغم ما أدلى به مسئول بارز في المجلس العسكري لمحطة «سي إن إن» حين “أقر بإخضاع محتجات اعتقلن إبان ثورة 25 يناير، إلى “فحوصات عذرية” إجبارية” مضيفاً أن فحوص العذرية أجريت كخطوة احترازية حتى لا تزعم المحتجات في وقت لاحق تعرضهن للاغتصاب من قبل السلطات المصرية. لكن حكم المحكمة كان متوقعا. فالقضاء العسكري الذي زج بآلاف الشباب في السجون والذي استبعد الشهيد مينا دانيال من قوائم ضحايا مجزرة ماسبيرو والذي لا يتوقف عن تهديد الثوار والإعلاميين الشرفاء ما كان ليحكم خلاف ذلك. أنه حكم متسق مع عام من ملاحقة الثوار ونصرة الثورة المضادة.
وكان مجلس نقابة الأطباء قد أعلن في شهر فبراير إبان لجوء سميرة إبراهيم للقضاء أن “أن النقابة أعلنت تضامنها مع عضو النقابة من منطلق تأكدها من براءة الطبيب”، مشيرًا إلى أنه في حالة ثبوت إدانته فإنها مع محاسبته وتوقيع الجزاء المناسب عليه، مؤكدًا أنه من وقائع القضية وأوراقها فإن النقابة تتوقع براءته”. وذلك على لسان الدكتور عبد الله الكريوني مقرر لجنة الحريات بالنقابة العامة لأطباء مصر: والمنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في تدخل فج في مسار قضية كانت لا تزال منظورة أمام القضاء، وفي تناقض شديد مع ما كان متوقعا من جماعة لا تتوقف عن الحديث عن حرمة أجساد النساء وعورتها. لكن حين تعارضت حرمة جسد شابة مصرية ثائرة لا تملك من السلطة أو الثروة ما يغري بالانحياز لها في مواجهة مجلس عسكري في يديه مفاتيح السلطة والثروة لم يكن من المستغرب أن ينحاز مجلس النقابة للعسكر .
حكم القضاء العسكري ضد سميرة إبراهيم وحكم بالبراءة على الطبيب أحمد الموجي ومع ذلك فإن سميرة لم تخسر قضيتها. فقد انتصرت سميرة إبراهيم من قبل أن يصدر حكم المحكمة.. انتصرت منذ أصبحت رمزا لنساء الثورة في مصر وحين ارتفعت صورتها في مقدمة المظاهرات المطالبة برحيل العسكر والعدالة والقصاص للشهداء والمصابين.
إن الاشتراكيين الثوريين إذ يتوجهون بالتحية لنضال وشجاعة سميرة إبراهيم في مواجهة آلة العسكر ومعتقلاته وقمعه للثوار يعلنون تضامنهم الكامل معها ومع كافة معتقلي الثورة ومصابيها وأهالي شهداءها ويؤكدون على استمرارهم في النضال من أحل نصرة الثورة والثوار ورحيل العسكر بقضائه وشرطته وأعوانه في كل المؤسسات وصولا إلى دولة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
تحية لنضال النساء المصريات لنصرة الثورة..
المجد للشهداء.. والنصر للثورة.. والسلطة والثروة للشعب
الاشتراكيون الثوريون
11 مارس 2012