بيان مركز الدراسات الاشتراكية: في يوم الاستقلال الأمريكي
عاش كفاح كل الشعوب من أجل العدل والحرية
هل تصدق أن تراث حركات التحرر الوطني ومسيرة النضال الثوري الحديث بدآ من أمريكا؟!! في مثل هذا اليوم من مائتي وثمانية وعشرين عاما حققت الولايات المتحدة، بالسلاح والنضال الجماهيري، استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية. أول إعلان للاستقلال في التاريخ هو ذلك الذي صاغه توماس جيفرسون، مؤكدا أن “كل البشر متساوين”، وفاتحا بذلك الباب للثورة الفرنسية العظمى ولكل الثورات الحديثة التي اعترفت للإنسان في كل مكان بحقه في الحرية والمساواة.
اليوم الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة تخون إعلان الاستقلال الأمريكي. اليوم أمريكا هي أكبر لص وبلطجي في العالم: بقوة السلاح، بالقنابل الانشطارية والعنقودية وطائرات الآباتشي والـ”إف 16″، تعربد الولايات المتحدة في كل أركان العالم. أياديها ملطخة بدماء آلاف الأبرياء في الفلوجة والرمادي وبعقوبة والنجف وغيرها من مدن العراق الأسير. سياساتها الإمبريالية هي المسئول الأول عن المحرقة اليومية للشعب الفلسطيني على يد كلب حراستها الصهيوني. حربها ضد الإرهاب تدعم الديكتاتور مشرف وحكام القرون الوسطى في تركمناستان وآذربيجان والسلطات الشمولية الرجعية في مصر والأردن والسعودية. وأجهزتها الاقتصادية، من صندوق النقد للبنك الدولي، تفرض سياسات الليبرالية الجديدة بالتحالف مع رأسماليات محلية تعشق الطوارئ لأن العنف المنظم على يد الدولة هو طريقها الوحيد لنهب الفقراء وإفقار العمال والكادحين.
تحتفل الولايات المتحدة اليوم بعيد استقلالها. سفراؤها في كل البلدان يفتحون أبواب السفارات لحفلات الكوكتيل المسائية حيث تحاك المؤامرات لقهر الشعوب. الطبقة الحاكمة الأمريكية سرقت عيد الاستقلال وشوهت مضمونه إذ حولته إلى رمز لـ”لوطنية” التي لا تعني لديها شيء سوى خداع الشعب الأمريكي ودفع فقراؤه للموت في العراق وأفغانستان. تحالف الرأسماليين والساسة البرجوازيين في أمريكا يمتص دماء عمال أمريكا ويسوقهم كوقود لحربه على شعوب العالم.
علينا نحن فقراء وكادحو العالم أن نعلم جورج بوش وعصابته درسا: العالم ليس كعكة للالتهام والفقراء ليسوا لقمة سائغة. انصهار الحركة العالمية المناهضة للعولمة الرأسمالية وللحرب مع المقاومة العراقية والفلسطينية هو المدرسة التي سيتعلم فيها بوش وحلفاؤه هنا وفي كل مكان الدرس القاسي. اليوم يعلم بوش أن العراق أصبحت مستنقعا وأن حكومة الدمى التي نصبها في بغداد لن تنفعه. اليوم يعلم رامسفيلد أن سياسة الحرب الاستباقية التي بشر بها أصبحت نكتة. اليوم كلنا يرى المعنى الحقيقي لليبرالية الجديدة: الفقر ثم الفقر والفقر.
حملت الجماهير الأمريكية السلاح لتحرير أمريكا من الاستعمار البريطاني. هكذا يمكن أن تتحرر الشعوب. وهكذا يفعل العراقيون والفلسطينيون الآن. لهم منا كل الدعم وكل التضامن. لكن إذا كان لدروس التاريخ من أثر، فعلينا أن نتذكر جيدا أن طبقة الرأسماليين لا تسير سوى وراء مصالحها. ومصالحها هي الأرباح. ولذا فهذه الطبقة تخون مبادئ التحرر من أجل حفنة دولارات. ساستها يخشون إغضاب السادة في واشنطن، ويرتعدون من صوت الجماهير في الشارع. من هنا فحرية الأوطان لن تنفصل عن التحرر من سيادة رأس المال.
الجماهير ـ بنضالها ـ هي التي ستطرد الإمبريالية وتهزم الصهيونية. إذن فالجماهير هي التي ينبغي أن تقطف الثمرة. لا ينبغي أن تكون الحصيلة هي استبدال سيد بسيد آخر. فالحرية لا تتجزأ، والاستعباد الامبريالي هو الوجه الآخر للاستعباد الطبقي.
تحية لكفاح الشعب الأمريكي من أجل الاستقلال
وتحية لكفاح الشعبين العراقي والفلسطيني ضد الإمبريالية والصهيونية