بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

طلاب

فلنبدأ نضالنا من جديد

الطلبة والعمال ضد الإدارة والداخلية في «صيدلة الإسكندرية»

الجميع داخل حرم كلية الصيدلة يعلمون جيداً أن إدارة الكلية متمثلة في العميد محمد أبو شعير ووكيليه عدنان بخيت وأمل الكامل تمثل لجموع الطلاب معنى الفساد الحكومي، واليوم يتراجع النفوذ الثوري للطلاب بانتصار جزئي للثورة المضادة علي مطالبهم. فتلك الإدارة التي يحاصرها الطلاب في الانتفاضة تلو الانتفاضة رافعين دائماً شعار حق الطلاب في عزل المسئولين الفاسدين بسبب تورطهم في أكثر من جرم في حق المنظومة التعليمية وسعيهم الدائم لتسليع عملية التعليم. فالمكاسب المادية وحدها دون غيرها هي من تحكم منظومة التعليم بداخل كلية الصيدلة من بداية تستر الإدارة على المخالفات المادية، والميزانية التي طالب الطلاب مراراً بإعلانها، وإلزام الطلاب بشراء الكتب المكلفة في الثمن والربط بين درجات العملي بشراء الكتب، كقيام أساتذة قسم الكيمياء العضوية بإجبار الطلاب على شراء كتابي المادة – النظري والعملي – بسعر 60 جنيه للكتابين وعندما أعترض الطلاب على شراء الكتابين وأصروا على شراء كتاب العملي فقط قام الأساتذة برفع سعر كتاب العملي من 30 إلى 50 جنيه في غياب تام للإدارة.

وعلاوة على فساد الإدارة المالي هناك الإهمال الطبي الذي أودى بحياة معيد، تلك الحادثة المعروفة لدى الطلاب باسم “معيد الساينايد” في عام 2011، والتي توفي فيها المعيد الدكتور أحمد عبد المعطي بسبب عدم وجود عيادة طبية مجهزة، وصولاً إلى إحياء ذكرى شهداء محمد محمود 19 نوفمبر 2013 نفس الاهمال الطبي يودي بحياة عامل من عمال الأجر اليومي بسبب عدم وجود عربيات إسعاف داخل المجمع الطبي.

فالمؤتمر الأول لطلاب كلية الصيدلة بين الطلاب والإدارة انتهى بالفشل، حين أنتهى سعي الإدارة لاحتواء غضب الطلاب بالهتاف ضد الإدارة واتهامها بالقمع والنهب وطلب الرحيل من الكلية، لتبدأ مرحلة جديدة من النضال، فلم يكن هذا دور تلك الإدارة العميلة فحسب، بل امتد دورها للتغطية على جرائم الداخلية وعدم الدفاع عن الطلاب المعتقلين بل وتبرير اعتقالهم كواقعة إزالة “بانر” لشهيد الكلية أسامة السيد، حيث قامت الكلية بإزالة البانر مرتين إحداها عند زيارة رئيس الجامعة للكلية، بالإضافة إلى تخلي الكلية عن طالبين تم إلقاء القبض عليهم وها هم قابعون في سجون الدولة منذ ما يزيد عن 20 يوماً، فالإدارة هي من يقود حرب بالوكالة عن دولة الديكتاتور العسكري تجاه الطلاب، فدائماً ما هددت الطلاب بالتحويل للتحقيق والفصل ومنعت وبشدة أي نشاط طلابي ذو طابع سياسي ثوري منذ اللحظة الأولى من انفجار الجماهير في 25 ناير، وهذا ما دفع الطلابي إلى إلصاق نضالهم ضد الدولة بنضالهم ضد الادارة الفاسدة.

ولكن العفن من قبل الإدارة امتد لأكثر من هذا، فبدأت باختلاق أزمة بين العمال والطلاب حتي تخرج نفسها والأجهزة القمعية بعيدة عن نضال الطلاب ولكننا واعون لتلك المحاولات البغيضة لإشعال حرب بين الطلاب المضطهدين والعمال المُستغلين من قبل الإدارة والحكومة.

فتتلخص الأزمة عندما قام عميد الكلية بتحريض العمال لمسح جرافيتي طلاب الاشتراكيين الثوريين وتهديدهم بالفصل، وقام بتهديد العمال بالخصم من رواتبهم إذا لم يتصدّوا لتلك الحركة المشتعلة ضده في الكلية علي مرأى ومسمع من الجميع. وامتدت الأزمة بين الطلبة والعمال عندما قام طلاب الإخوان المسلمين بالتظاهر للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين يوم الإثنين الماضي داخل مباني الكلية فقام العمال والطلاب بتبادل الاعتداء على بعضهم البعض بعد أمر الإدارة للعمال بالاعتداء علي الطلاب، وامتدت الاعتداءات حتى يوم الأربعاء بالاعتداء على الطالب عمر خالد وتمزيق ملابسه وصفعه علي وجهه بإيعاز من وكيلة الكلية أمل الكامل داخل ساحة كلية الصيدلة في محاولة منها لزيادة الأزمة بين الطلبة والعمال.

رسالتنا إلى العمال
فليقف المضطهدون إلى جانب المُستغَلين ضد ممثلي الحكومة في الكلية، فعمال الكلية الفقراء الذين تترواح رواتبهم بين ثلاثمائة جنيه ولا تصل للحد الأدنى للأجور 1200 جنيه هم أكبر فئة داخل الكلية يقع عليهم الاستغلال المادي والسياسي عن طريق تصديرهم في معركة سياسية ليسوا هم الخصوم فيها بالاساس مع الطلاب. فإن تراثنا الثوري يعلمنا دائماً أن طبقة المستغِلّين (الإدارة) أكثر وعياً بمصالحها المادية من طبقة العمال المستغَلّة، ولكننا في العام الرابع من الثورة المصرية المحاصَرة قد تعلمنا فيها أن النضال السياسي متصل تمامًا مع النضال الاقتصادي وعلى الطلاب الثوريين النضال إلى جانب العمال المستغَلّين وكسبهم علي أهمية النضال المشترك بكل وسائله لاسقاط حكومة الدكتاتورية العسكرية و بناء حكومة شعبية تنبثق من داخل نضالنا الثوري لها.

إن حكومة كليتنا متمثلة في إدارتها الفاسدة ويجب أن يقف الطلاب بجوار العمال ضد الاستغلال والاضطهاد وليعلنوا سوياً مطالب واحدة تبدأ من أجر عادل لكل العمال و تنتهي بتحرير الطلاب والمعتقلين عن طريق التحرير الذاتي لكل المضطهدين ومحاسبة كل الفاسدين، فعلينا أن نفكر اليوم في تكوين هيئة قاعدية من العمال و الطلاب الثوريين ضد الإدارة.

إن عدونا واحد ونضالنا واحد فلماذا لا تتشابك الأيادي؟
إننا كطلاب الاشتراكيين الثوريين نضع أمام أعيننا أهمية قصوى لتشابك الطلاب والعمال في نضالهم ضد الإدارة. ونعلن بالبدء من اليوم السبت ولمدة ثلاثة أيام بمعرض تحت عنوان (الطلبة والعمال ضد الإدارة والداخلية ). وندعو كل الطلاب المناضلين وكل العمال المستغَلّين لمؤتمر يوم الثلاثاء المقبل لتوحيد مطالبهم الثورية يخرج بوثيقة لتوحيد نضالهم الثوري ضد خصومهم السياسيين والطبقيين، سنرفع مطالب العمال بجوار صور الشهداء لنحاصر الإدارة الفاسدة ونطالب بالقصاص.

* المقال بقلم أحد الطلاب الاشتراكيين الثوريين بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية.