إدارة كلية هندسة القاهرة: «لازم تدفع»!

امتداداً لتمثيل إدارة كلية هندسة بجامعة القاهرة لسلطة الثورة المضادة داخل الكلية، أعلنت الإدارة في منشور لها عن تحديد فترة للطلاب لتسديد الرسوم الدراسية، وحذرت في منشورها من عدم السماح لهم بدخول الكلية في حالة عدم سداد الرسوم.
تُكثف إدارة الكلية تضييقاتها على الطلاب لتصل إلى ذويهم في البيوت لتزيد عليهم من عبء المعيشة المتصاعد من يوم لآخر في وقتنا هذا.
جاء المنشور في سلسلة من إجراءات تتخذها الإدارة خلال الإجازة ضد حقوق ومصلحة الطلاب بشكل واضح وصريح، ففي بداية العطلة الدراسية مسحت الإدارة جرافيتي لشهداء الكلية الذين سقطوا في السنوات التي تبعت ثورة 25 يناير، والذي قام الطلاب برسمه بعد استشهاد زميلهم محمد رضا في بداية العام الدراسي السابق، إشارة منها لانتهاء عصر كانت فيه الحركة الطلابية في أوجها وبداية عصر جديد تكون فيه الإدارات الجامعية هي المسيطر الأول والأخير على الجامعات في كل كبيرة وصغيرة.
وفي منتصف العطلة، قامت إدارة الجامعة بفصل 18 طالب من الكلية ضمن قرار رئيس الجامعة جابر جاد نصار “بفصل 94 طالب وطالبة فصلا نهائيا بدون تحقيق، والتوصية بعدم قبولهم في أي جامعات أو معاهد مصرية”، ولاتقف إدارة كلية الهندسة بعيدة عن مشهد الفصل هذا، فالطلاب الذين تم فصلهم أصدرت إدارة الكلية قرارات تعسف ضدهم خلال العام الدراسي السابق، وبالتالي فالتوصية بفصلهم بشكل نهائي لعبت فيه إدارة الكلية دور رئيسي.
ومنذ عدة أسابيع، صدر أول قرار بحظر أسرة طلابية، حيث أعلنت الإدراة في منشور لها “حظر أنشطة أسرة المنار وتحذير لجميع الأسر ذات خلفية حزبية أو سياسية”، ليطل علينا بعدها بعدة أيام جابر جاد نصار بقرار حظر أنشطة كل الأسر الطلابية التي لها خلفية سياسية أو حزبية مثل الميدان ومصر القوية وغيرهم.
كانت وستظل إدارة كلية هندسة الدرع الأهم لإدارة جامعة القاهرة، وذلك لقوة الحركة الطلابية في هندسة القاهرة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، لكن في وقت صعود الثورة المضادة تحول افتضح موقفها إلى الهجومي القمعي، فتحاول الإدارة بكل السبل الممكنة قتل الحركة الطلابية تماماً. وها نحن قبل بداية عامنا الدراسي الجديد نسمع أنباء عن تركيب كاميرات صوت وصورة داخل مباني الكلية وتركيب بوابات إلكترونية.
سيكون مهمة الحركة الطلابية في الجامعات عموماً، وهندسة القاهرة خصوصاً، حماية نفسها من الهجمات القمعية القادمة إذا كانت أمنية أو أكاديمية، ومحاولة خلق مساحات وتكتيكات جديدة في نضالها تسمح لها باستمرار وجودها كحركة طلابية.