بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

طلاب

بين الفصل التعسفي والتسليم للشرطة

الحريات الطلابية في «مدينة الثقافة والعلوم»

بعد مرور ٱكثر من 3 سنوات على الثورة المصرية، ينبغي علينا الاعتراف بالهزيمة المؤقتة للثورة وأنها تمر بأقصي مراحل الجزر  وانقضاض الثورة المضادة عليها بجميع مؤسساتها، فالثورة المضادة التي نجحت في حربها مع الجماهير لن تتردد في الإطاحة بمن كانوا في قلب المعارك والصفوف الأولى.

فالدولة تحاول أن تفرض حالة من الهدوء يتخللها جميع أنواع القمع والتضييق داخل وخارج الجامعات، التي تعمل إداراتها جاهدة على قمع الحراك الطلابي وتشويهه بمساعدة أجهزة الدولة، التي تحاول بدورها أن تقضي على أي حراك جماهيري يهدد هذه الحالة من الهدوء.

مدينة الثقافة والعلوم تشهد حراك طلابي من مختلف التيارات السياسية وبتكتيكات متنوعة، مما دفع  إدارة المدينة إلى محاولة القضاء على هذا الحراك عن طريق إجراءات تعسفية تضع الطالب بين خيار “الصمت أو الفصل أو الاعتقال”.

أثبتت إدارة المدينة من العام الماضي أنها تنسق مع جهاز الأمن، حيث قامت بتسليم بيانات عدد من الطلاب الناشطين  ليقوم الأمن باعتقالهم من أمام ٱسوار المدينة بعد خروجهم من المحاضرات، لتتكرر هذه الواقعة عدة مرات على مدار العام الماضي.

وعلى نفس النهج بدٱت الإدارة العام الجديد بقرار فصل 3 طلاب نهائيا على خلفية مظاهرات العام الماضي، بدون تحقيقات تثبت مخالفة الطلاب حتى تصدر ضدهم أي عقوبات، ويٱتي هذا القرار تطبيقا للمادة 184 من قانون تنظيم الجامعات التي تتيح لرئيس الجامعة الفصل المباشر للطلاب.

وتستمر الإدارة في إثبات ولائها للنظام محاولة فرض حالة الهدوء عن طريق تهديد 19 طالب بالفصل النهائي ووضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الصمت أو الفصل، 
فالإدارة منعتهم من دفع المصاريف أو استخراج كارنيهات العام الدراسي الجديد لتضعهم “تحت العين”، فبقاء الطلاب مرهون بمدي صمتهم.

والإدارة لم تترك للطالب أي مكان للعمل حتى أن كان في شكل شرعي، فالإدارة سبق وأن أعلنت الجدول الزمني لانتخابات اتحاد الطلاب متضمنا الشروط العامة المنظمة للانتخابات، وقد اتضح أن الإدارة قد قامت بضرب القانون عرض الحائط حيث تم وضع شرط ينص على الآتي: “يشترط لصحة الانتخابات في لجان اتحادات طلاب الكليات والمعاهد حضور 50% علي الأقل من عدد الطلاب الذين لهم حق الانتخاب في كل فرقة دراسية على حدة، فإن لم يكتمل العدد يعين عميد المعهد ممثلي لجان هذه الفرق الدراسية”.

ويأتي هذا في مخالفة صريحة للمادة رقم 321 من القانون رقم 49 لسنة 1972 التي تنص على “يشترط لصحة الانتخابات في لجان اتحاد طلاب الكليات والمعاهد حضور أي عدد من الطلاب الذين لهم حق الانتخاب في كل فرقة دراسية، ويعلن فوز المرشح الحاصل على أعلى الأصوات وفي حالة التساوي تتم الإعادة بين المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات”.
  
هذا الشرط يفتح الباب أمام الإدارة لتعيين الجزء الأكبر من ممثلي الفرق الدراسية، وبالتالي السيطرة على اتحاد طلاب المدينة ككل.

وفي النهاية، الثورة هي حلم الفقراء والمضطهدين والطالب في قلبهم ، فلا تظن الثورة المضادة أنها ستنعم بجامعات هادئة أو طلاب صامتين. هذه الفترة تتطلب نوعا خاصا من التكتيكات أكثر حرصا وأكثر حذرا، فمعارك الثورة طويلة ومتعددة، وفي كل معركة يجب علي الثوار حصد أي مكاسب حتى ولو كانت الضئيلة نسبيا، والابتعاد عن الاندفاع أو الاشتباكات مع قوات الأمن بدون أي ظهير جماهيري، فهذه التصرفات لا نجني من ورائها أي مكاسب، وسجون النظام جاهزه لاحتواء أعداد اكثر من الثوريين، والقرارات التعسفية في حق الطلاب لا رجعة فيها.