عن سكن الطالبات التابع للمعهد التكنولوجي العالي بالعاشر من رمضان
“أقر أنا السيدة… والدة الطالبة… أنني إستلمت إبنتي في تمام الساعة الخامسة مساءً وسلمتها في تمام الساعة الثانية عشر في منتصف الليل، وذلك إقرار مني أنها كانت معي في تلك الأثناء”.
كانت تلك هي صيغة الإقرار الذي تم إملاءه على والدة إحدى الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي التابع للمعهد التكنولوجى العالي في العاشر من رمضان كتوثيق لكون الطالبة برفقة أهلها أثناء فترة تغيبها عن السكن.
تُعاني الطالبات المقيمات بالسكن الجامعي التابع لمعهد العاشر من لائحة وأوضاع تعسفيه تنتهك بصورة واضحة حرياتهن ومساحتهن الشخصية داخل السكن.
حيث تحذر اللائحة على الطالبة التأخر عن التواجد بالسكن الجامعى عن الساعة السادسة مساءً في الشتاء والثامنة مساءً في الصيف. ويتم توجيه عدد 3 إنذارات لمن تخالف تلك القاعدة من الطالبات، وإذا تمت المخالفة للمرة الرابعة تحال الطالبة للتحقيق من قبل الشؤون القانونية بالمعهد.
في حالة تأخر الطالبة لإنهاء بعض أعمال مشاريع التخرج أو أخذ كورسات (تابعة للمعهد) يتم إحضار موافقة على ذلك من السيد أ.د رئيس القسم وتعتمد من السيد أ.د وكيل المعهد.
أما في حالة تأخر الطالبة لأخذ كورسات غير تابعة للمعهد أو ممارسة نشاط رياضى أو الإشتراك في مسابقات، فيسمح للطالبة أن تتأخر عن مواعيد السكن 3 مرات إسبوعياً، بعد كتابة إقرار مسبق من ولي الأمر بموافقته على ذلك يتم فيه ذكر سبب التأخير مع إحضار ورقة مختومة من المؤسسة التدريبية تفيد بمواعيد التدريب الذي تتلقاه الطالبة، ويتم تحويل طلب التأخير لإدارة السكن للموافقة عليه.
كما تنص اللائحة على أنه إذا دعت الظروف للمبيت خارج السكن على الطالبة إحضار موافقة كتابية مسبقة من ولي الأمر بذلك دون أدنى مسؤولية على إدارة السكن، على أن يتم إخطار ولي الأمر بخطاب غياب عن الفترة ويرسل لولي الأمر بعلم وصول.
كما أنه لا يحق للطالبة الخروج من السكن في أيام العطلات الرسمية والأجازات الإسبوعية دون موافقة كتابية مسبقة من ولي الأمر وفي اللائحة: “يفضل كتابة إقرار الخروج يوم الأجازة والعطلة الرسمية من ولي الأمر أمام المشرف”.
أي يجب أن تكون الموافقة من ولي الأمر كتابياً وفي أغلب الحالات يجب أن تكون أمام هيئة الإشراف، فالمكالمات التليفونية لا يتم الأخذ بها، ولكن يسمح بإرسال “فاكس” -حتى الآن- ولكن إدارة السكن صرحت أنه لن يتم الأخذ بالفاكسات هي الأخرى في المستقبل القريب.
الجدير بالذكر أن الكثير من الطالبات المقيمات في المدينة الجامعية يقطنن بمحافظات بعيدة عن مدينة العاشر مثل محافظة الفيوم والبحر الأحمر، ومن المنهك لأولياء الأمور أن يأتوا لكتابة الإقرارات لبناتهم كلما تطلب الأمر إلى ذلك.
تنص اللائحة على قواعد أخرى تخص المبيت وسلوكيات الطالبات داخل السكن أيضاً، منها أن الطالبة مسؤولة كامل المسؤولية عن الحفاظ على مقتنياتها ومتعلقاتها الشخصية دون أدنى مسؤولية على إدارة السكن في حالة فقدانها.
وتعليقاً على ذلك تقول إحدى المقيمات في السكن والطالبة بكلية إدارة الأعمال بالمعهد، أن إدارة السكن تتعنت في مواعيد الخروج والدخول، وفي قواعد المبيت، وسلوكيات الطالبات داخل السكن، ولكن في المقابل تهمل دورها في الإشراف على صيانة أي شيء نطلب صيانته مثل: المكيفات وتغيير فلاتر المياة، كما ترفع اللائحة السكنية مسؤولية ضياع أي متعلقات شخصية للطالبات عن هيئة الإشراف، ويذكر تكرار حوادث السرقة للمتعلقات الشخصية من موبايلات ونقود داخل السكن حتى الآن.
ومن الانتهاكات الواضحة للمساحة الشخصية للطالبات, تم إحالة أربعة فتيات للشؤون القانونية بالمعهد للتحقيق معهن حول كونهن مدخنات، ورغم أن لائحة السكن لا تحتوي أى بند ينص على ممنوعية التدخين وإنما فقط ممنوعية المواد المحرمة مثل: الكحوليات والمواد المخدرة، إلا أنه تم إحالة الأربع طالبات للشؤون القانونية بمذكرة كتبتها مشرفة السكن في الطالبات تفيد بدخول المشرفة إلى غرف الطالبات وتفتيشها أثناء غيابهن!. وذكرت محققة الشؤون القانونية أن المشرفة قدمت مع المذكره علبة سجائر أتت بها من غرفة الفتيات كحرز. و عندما قام أحد أعضاء الإتحاد عن الطالبات ذاكراً أن التدخين قانوناً ليس تهمة و ليس ممنوعاً في اللائحة السكنية، كان رد المحققة “إحنا مجتمع شرقى، وعيب البنت تدخن!” الرد الذى قد يتم قبوله من اخصائى اجتماعى وليس من محقق قانونى.
وفي نفس السياق، قالت طالبة ممن ناقشتهن حول سوء أوضاع السكن، أنهن حاولن الإعتراض بأشكال كثيرة على أوضاع السكن، منها أنهن اعتصمن أمام السكن السنة الدراسية الماضية – الترم الثانى، للمطالبة بصيانة المكيفات التي قد دفعن ثمنها كخدمة، ولكن لم يتمتعن بها بسبب عطل المكيفات و تأخر الصيانة، وقد نجح الإعتصام وتمت صيانة التكييفات ولكن بعد إنتهاء الترم، وكانت قد وعدت الإدارة بإعادة مستحقات خدمة التكييف للطالبات نظراً لعدم تلقيهن تلك الخدمة، ولكنهن لم يحصلن على شئ!
كما عبرن الطالبات لإدارة السكن في إجتماعها السنوي بالطالبات عن إستيائهن من مواعيد السكن أكثر من مرة في أكثر من سنة ولكن يتلقين دائماً رداً واحداً “إحنا خايفين عليكوا” و “إحنا بنحافظ عليكوا”، ومع تزايد الشكوى قالت الإدارة أنها ستنظر تأخير مواعيد السكن ساعة واحدة عما هي عليه.
وتواجه إدارة السكن الطالبات بحقيقة أن أهاليهن وضعوهن في سكن يجبرهن على العيش كدجاجات,، يسكنن إلى عشهن مع غروب الشمس، ورغم أن بعض الأهالي يرون بقواعد السكن شيئاً من التعسف والتسلط المبالغ بهما، إلا أن حسب أقوال الفتيات أهاليهن لا يوافقون على أن تسكن بنتهم وحدها خارج السكن، ويرون في المدينة الجامعية رغم ما تقره على الطالبات من تقييد لحرياتهن وتسلط على مساحاتهن الشخصية شيئاً من الأمان. الأمر الذي لا يشجع الفتيات على الوقوف بحزم ضد قواعد السكن وقوانينه ويساعد الإدارة على مزيد من التعسف معهن.