بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

في جامعة الزقازيق.. يأتيكم “التحرش” برعاية: الأمن والإدارة واتحاد الطلاب

تكشف واقعة اعتداء أحد الطلاب على زميلته بالضرب، داخل الحرم الجامعي في كلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق، مدى انحطاط مستوى الحقوق الأكاديمية والإنسانية التي يحظى بها الطلاب داخل الجامعة.

ففي الثامن والعشرون من فبراير الماضي، في كلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق، وقفت إحدى الطالبات بجانب صندوق من الكارتون تُطعم مجموعة من القطط الصغار المختبئين داخله، مر أحد الطلاب ومعه رفاقه بجانب الطالبة واستهزأ وتحرش بها لفظًا، لترد عليه الفتاة قائلةً “انت مش محترم”، ويكون جزاؤها أن يصفعها الطالب على وجهها.

تجمهر الطلاب حول الواقعة وأتى فرد من أفراد الأمن بالجامعة واصطحب الفتاة إلى مكتب مدير الأمن إبراهيم أبو هاشم، لكتابة شكوى، حضر مع فرد الأمن أحد رفاق الطالب الذي اعتدى على الفتاة، وشهد بما رأى ودلهم على اسم الطالب المعتدي.

كُتِبت الشكوى وأُرسِلت لوكيل الكلية الدكتور إيهاب حامد عبدالعظيم، وفي اليوم التالي بعد أن أكدت الطالبة لمدير الأمن عدم وجود أى نيّة لديها للتنازل عن الشكوى، أُحيلت الشكوى لعميد الكلية الدكتور صلاح شريف، الذي أحال الطالب لمجلس التأديب.

وفي الأول من مارس، اتصل مكتب العميد بالطالبة لإبلاغها بأن عليها التوجه للشئون القانونية لمتابعة التحقيق. كما اتصلت الدكتورة فاطمة الصباغ، الأستاذة فى قسم رياض الأطفال فى كلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق، بالطالبة، وطلبت منها أن تحضر لمكتبها لتتحدثا معًا حول المشكلة.

توجهت الفتاة، التي توقعت أن أستاذتها متضامنة معها وأنها بالتأكيد مدركة لكون الواقعة أكبر من مجرد شجار بين طالبة وزميلها، إلى مكتب أستاذتها قبل موعد التحقيق، ولكنها فوجئت بأستاذتها تطلب منها التنازل عن الشكوى، حتى لا يضيع مستقبل زميلها. وعندما أعربت الطالبة عن رفضها التنازل، كان رد الدكتورة الذي تكرر مرتين: “كفاية وكبيرة أوي إن راجل يعتذر لبنت”، ثم: “كل البنات بتتعاكس، ما ينفعش كل ما بنت تتعاكس تقدم شكوى”، وهو الرد الذي جعل الطالبة تصر أكثر على عدم التنازل عن شكوتها.

لم تظهر نتيجة التحقيق حتى اليوم، بالرغم من أنه من المفترض ظهورها بعد 7 أيام من التحقيق. ولكن متابعة الطالبة لمستجدات الأحداث كشفت عن أن فرد الأمن والذي شهد معها في البداية، قد غيّر شهادته وقال أنها هي التى بدأت الاعتداء بالضرب على زميلها، كما ادعى مدير الأمن عدم وجود أي شهود مع الفتاة، وأنكر شهادة الطالب الذي أدلى بما شاهد وباسم زميله المعتدي على الطالبة.

فليذهب حق الطالبات في السلامة الشخصية داخل الحرم الجامعى للجحيم! خاصةً إن كان من أذاها هو زميلها “الذكر”، ففي تلك الحالة بالتحديد، هي المخطئة بالطبع، هي من استفزته وجرحت كرامته بكلمة مثل: “انت مش محترم” كما قال المحقق للفتاة أنها هي المخطئة لاستفزاز زميلها ولتلفظها بألفاظ لا تليق بالحرم الجامعي!

زميلات الطالبة خفن التدخل والشهادة معها، خوفًا من الدكتورة المنحازة للطالب المعتدي، بسبب أنها صاحبة نفوذ داخل القسم ويمكنها أن تعرضهن جميعًا للرسوب.

أما عن اتحاد طلاب الكلية، فهو اتحاد لم يأتِ بالانتخاب، بل اختير من قِبَل الدكاترة والأساتذة في الكلية، فلا يتوقع بالطبع أن تأتى انحيازاته في صف الطلاب، كما أن الاتحاد قد نوه في تعليق له على صفحة الكلية على موقع فيس بوك أن مسئوليته الأساسية هي دعم النشاط الطلابي، وأنه يحاول توصيل صوت الطلاب ومشكلاتهم للجامعة. توصيل صوت الطلاب فقط، وليس السعي معهم في خطوات جادة لحل مشكلاتهم التي ربما تكون الإدارة والأساتذة أصحاب النفوذ جزءًا منها أو على رأسها.

ليس غريبًا إذًا أن يقدم اتحاد الطلاب شكوى في أحد الطلاب لأنه كتب على فيس بوك أن الاتحاد يقوم بتجاهل عدة مشكلات يواجهها الطلاب داخل الجامعة.

في ظل أوضاع كهذه، تمثل الجامعة نموذجًا صغيرًا لمجتمع يمتلئ بعبق الذكورية، والوصولية، والظلم، ولا يأمل من فيه مِن مَن ليس لهم مصالح مباشرة مع أصحاب النفوذ، سوى أن يظلوا منه آمنين، وهو ما لم يعد أيضًا مضمونًا.