بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

إعلام القاهرة تفصل طالبًا بسبب رأيه السياسي.. والطلاب يضربون عن الدراسة

استمرارًا لمسلسل الانتهاكات الذي تقوم به الإدارات الجامعية تجاه الحقوق والحريات الطلابية داخل الجامعة في عهد الثورة المضادة، أصدرت كلية الإعلام بجامعة القاهرة منذ ما يقرب من شهر قرارًأ بفصل حسين لطفي، الطالب بالفرقة الرابعة بعد أن وجهت له تهم سب عميدة الكلية و الإساءة إلى “30 يونيو”.

فوجىء الطالب بتحويله للتحقيق بتهمة سبه للعميدة، وهو ما أنكره لأن الحساب الذى سب العميدة لم يكن حسابه الشخصي بل حساباً ينتحل شخصيته.

وعندما واجه الطالب موظف الشئون القانونية بحقيقة هذا الحساب الوهمي، واجهه الموظف بـ”سكرين شوتس” من حسابه الأصلي يهاجم فيه الطالب “30 يونيو”، وسأله مستنكرًا إذا كان هذا أيضًا حسابًا مزيفًا! وعليه صدر القرار بفصل حسين فصل دراسي كامل، ما يعني الرسوب في العام الدراسي كاملًا.

فبالرغم من أن حسابات الفيسبوك في الأساس وثيقة غير رسمية أو معتمدة لاتهام أي شخص بأي شيء، إذا كانت من حسابه الشخصي أو حساب مزور، فالأمر الأكثر فجاجة هو مراقبة إدارات الجامعات والكليات لحسابات الطلاب ومحاسبتهم على آرائهم طبقًا لمعايير آراء الإدارة التي تتذيَّل النظام السياسي الحالي وتُبجِّله، وكأنهم لم يكتفوا بإغلاق كل مساحات النشاط الطلابي في الجامعة لإبداء رأيهم واهتماماتهم، فشرعوا في مطاردة حساباتهم الشخصية! وعلاوة على ذلك، فإن النظام التأديبي الحالي الذي طالما ندَّدت به الحركات والاتحادات الطلابية لا تزال الجامعات المصرية متمسكة به كأداة جيدة لقمع الطلاب حتى ولو بسبب حساب على فيسبوك.

تكرَّرَت واقعة حسين في أغلب الجامعات المصرية لأسبابٍ غير منطقية، كما حدث لطلاب كلية العلوم بجامعة الإسكندرية.

نالت قضية حسين لطفي دعمًا كبيرًا من زملائه الطلاب عن طريق حملة إلكترونية عبر هاشتاج #ضد_فصل_حسين_لطفي. وتولى اتحاد طلاب كلية الإعلام تمثيل الطلاب للتفاوض مع الإدارة، وقدَّم حسين بدعمٍ من زملائه وزميلاته واتحاد الكلية ووالده تظلُّمًا ضد عقوبة التحقيق.

وبعد شهرٍ من مماطلة الإدارة بالإعلان عن عقد جلسة التأديب الاستئنافي كخطوة تابعة للتظلم، دعا الاتحاد، في نهاية الأسبوع الماضي، الطلاب للإضراب عن الدراسة يوم الأحد الماضي، وبالفعل حقق الإضراب نجاح نسبي عجّل بتحديد ميعاد لجلسة الاستئناف يوم الثلاثاء القادم الساعة 1 ظهرًا.

وأيًا كانت نتيجة مجلس التأديب غدًا، فالتضامن الواسع من طلبة الكلية ونشرهم للقضية خارج إطار الكلية هو الحامي الوحيد لحسين وغيره من قمع الإدارات، واستمرار تضامنهم ودعمهم ليس فقط الحل في كسب قضية حسين، ولكن جزء من طريق طويل لتغيير نظام تأديبي بأكمله يقمع ويقيد الآلاف من الطلاب، وقانون تنظيم جامعات “يُطبخ” بمعزل عنهم.

تعيش الجامعات المصرية حالة لم يسبق لها مثيل في مستوى القمع والانتهاكات لأي تحرك أو نشاط طلابي مستقل.

وكما استُبيحت دماء الطلاب كما حدث مع الشهيد “أنس” الذي قتُل على أيدي الأمن الإدارى أو الشهيد محمد رضا الذي قتلته الداخلية وغيرهم الكثيرين، وكما فصلت الجامعة العديد من الطلاب والطالبات لممارستهم حقهم الطبيعي في التعبير عن رأيهم داخل الجامعة، وكما حدث في قضية تيران وصنافير من منع الطلاب من إقامة فعالية اعتراضًا على بيع الجزيرتين، يُعاقب الطلاب الآن على آرائهم على حساباتهم الشخصية!

هذا فى ظل مناخ سياسي استبدادي ومحاولات من جانبِ النظام لتأميم العمل العام، والقضاء على الحياة السياسية وسحق الحركة الجماهيرية تمامًا، وإسكات أي أصوات حتى ولو “إلكترونية”، خوفًا من تكرار “25 يناير” الذي لا يزال يؤرق الطبقة الحاكمة المصرية.