اذكروا أمجاد وبطولات موتاكم

انتقل إلى الأمجاد السماوية مساء يوم الجمعة الماضي البطل والمناضل الشاب كريم نجيب أحد أبرز قيادات الحركة الطلابية في مصر والجامعة الألمانية على الأخص، بدأ كريم مشواره النضالي خلال الثورة المصرية في عام 2011 ثم شارك في مشروع استكمال الثورة من خلال نقل روح ميدان التحرير إلي مكان دراسته، لاستكمال مسيرة النضال من أجل نشاط طلابي بلا قيود وحرية أكاديمية غير مشروطة، وجعل الطلاب شركاء في اتخاذ القرار عبر اتحاد طلابي يمثلهم في التعبير عن آرائهم.
كان كريم جزء من جميع نضالات طلاب الجامعة الألمانية بداية من اعتصامهم وتظاهرهم من أجل تطهير جامعتهم من فلول نظام مبارك إلى نضالهم التاريخي لإنشاء أول اتحاد طلابي بالجامعة وتعديل اللائحة الطلابية، حتى امتناعهم عن دخول امتحاناتهم اعتراضًا على دهس وقتل زميلة لهم بسبب غياب معايير الأمان داخل حرم الجامعة، وفي عام 2013 انتُخب كريم رئيسًا لاتحاد طلاب الجامعة الألمانية، ثم انتخب مرة أخري عام 2015 كنائبًا له.
لم يفلت كريم من بطش إدارة الجامعة عقابًا له على دوره الرئيسي كممثل للطلاب ومدافعًا عن حقهم في حرم جامعي آمن وتعليم غير استثماري، وقامت الإدارة بتحرير محضر ضده وعدد من زملائه مما أدي إلي القبض عليهم وحبسهم من أجل التنكيل بهم مستعينة بالأجهزة الأمنية للقضاء على فكرة الاتحاد الطلابي والانقضاض على مكتسبات الطلاب وتكميم أفواههم، وبعد خروجهم من محبسهم سارعت إدارة الجامعة الألمانية إلى فصلهم نهائيًا لتدمير مستقبلهم ولم تتراجع الإدارة عن قرارها رغم صدور قرار من محكمة مجلس الدولة بإلغاء قرار الفصل النهائي، فبدلًا من التخرج من الجامعة، اضطر كريم للبحث عن جامعة خارج مصر بعد أن بائت كل محاولاته بالفشل في الحصول على قبول من الجامعات المصرية، لذلك سافر إلي ألمانيا وبدأ مشواره الدراسي مرة أخري من الصفر وبعد عدة سنوات حصل كريم أخيرا على شهادته الجامعية وبدأ رحلة البحث عن العمل، مرت كل هذه الأعوام وهو بعيدًا عن أهله وأحبائه ورفاق نضاله، بعيدا عن وطنه وأحلامه، ثمنًا لإخلاصة إلى أفكاره.
المجد للأحرار الثابتين على الأفكار