بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

«هندسة القاهرة»: من الحرب على الإرهاب للحرب على الطلاب

استمرت فعاليات طلاب هندسة القاهرة داخل كليتهم  اعتراضا على اعتقال خمس من زملائهم واستشهاد ثلاث، وذلك على خلفية الأحداث التي تبعت “تفويض السيسي بحجة محاربة الإرهاب”، برغم تأكيد زملاء الطلاب المعتقلين بعدم صلتهم بأي أعمال إرهابية، كما أن معظمهم قُبض عليهم عشوائياً وتم تلفيق التهم لهم بل والمبالغة فيها مثل حيازة سلاح وترهيب مواطنين والشروع في القتل والشروع في تفجير بنك. بالإضافة إلى أن طالبين بجانب الخمس طلاب تم توجيه تهم جديدة لهم مثل حيازة كاميرا وكمامات، ولكنهما أخذا إخلاء سبيل بينما قضية كل منهما مستمرة.

كما احتج الطلاب على إصدار مقترح لائحة داخلية من قبل الإدارة دون التشاور مع اتحاد الطلاب، ويتضمن هذا المقترح تقييد أي نشاط أو حراك طلابي في الكلية سواء سياسي ثقافي أو ديني.

بدأ طلاب كلية هندسة التجرك بالتعبير عن رأيهم مع بداية العام الدراسي الجديد بتنظيم الوقفات داخل الكلية كل يوم، وتوعية الطلاب بقضية المعتقلين، كل هذه الفعاليات بترتيب بين اتحاد الطلاب وبعض القوى السياسية الموجودة في الكلية.

ولكن بدأت فعالية أمس الثلاثاء الموافق الأول من أكتوبر الساعة 10 صباحا بشكل مختلف، فكانت عبارة عن سلاسل بشرية في ساحة مبنى هندسة القاهرة الرئيسي للتعريف بالمعتقلين وللمطالبة بالإفراج عنهم، بالإضافة إلى الدعوة إلى الإضراب والاعتصام داخل الكلية، خاصة وأن بعض الدفعات في قسمي اتصالات وpower  (دفعات بعض المعتقلين) أعلنت الإضراب بالفعل.

وعندما حاول بعض الطلاب الدخول للكلية وبحوزتهم خيام للاعتصام، تصدى لهم أفراد من أمن الكلية واستدعوا عضو هيئة تدريس وبعض أفراد الإدارة، ومنعوا الطلاب من الدخول وبحوزتهم الخيام وتناقشوا مع بعض الطلاب وأوضحوا موقف الإدارة من الاعتصام ورفضها التام له، وردد أحد أفراد الإدارة للطلاب المشاركين في السلسلة: “عايزين تضربوا.. اقعدوا في بيوتكم”، وعضو هيئة التدريس رد على طالب عندما تناقش معه بحدة: “أنا هاعرف أجيبك”.

قرر بعض الطلاب الممثلين للاتحاد والقوى السياسية لقاء عميد الكلية، المعروف بوقوفه في صف الطلاب خاصة خلال قضية معتقلي العام السابق. أثناء الاجتماع أوضح العميد أن الإدارة لم تتخاذل في أية إجراءات قانونية تخص المعتقلين وأن الاعتصام لا فائدة له، وشرح وجهة نظره ووجهة نظر الإدارة من فكرة الاعتصام في المطلق وانها وسيلة غير مجدية، ولكنه بالرغم من رفضه للفكرة سمح بها العام السابق وذلك نزولاً على رغبة الطلاب، ولكن نظراً لما تم في الكلية أثناء أحداث فض اعتصام النهضة، فمجلس إدارة الكلية يرفض إقامة أي اعتصام يُعرَض الكلية لأي ضرر وأنه لا يضمن عدم مشاركة أحد الطلاب الذين شاركوا في اعتصام النهضة.

ورد الطلاب بأن الاعتصام وسيلة لنشر القضية وكسب الطلاب على أساسها والتواصل مع الإعلام لحل القضية بشكل أسرع، وان  اعتصام النهضة يختلف عن اعتصام الطلاب في كليتهم، وأن التأمين مسؤلية الكلية ومن الممكن حلها عن طريق تزويد الكلية بالحرس الاداري لها أثناء الاعتصام، بالإضافة لتواجد بعض أعضاء هيئة التدريس في الاعتصام، كما أن الطلاب الذين شاركوا في اعتصام النهضة يدرسون في الكلية بالفعل مع بقية الطلاب ولهم الحق في الاعتصام السلمي.

ولكن العميد رفض الاقتراح، وأصر على قرار مجلس الإدارة، فابدى الطلاب استنكارهم من حرمانهم من ممارسة حقهم بحجة عدم قدرة الإدارة على تأمين الكلية، وكان الرد أن ليس من حق الطلاب الاعتصام في الأساس، وبعد نقاش من الطرفين، صرح العميد بأن الاعتصام حق للطلاب تبعا للائحة الطلابية، ولكن نظرا لظروف الكلية فالإدارة تمنع هذا الحق، وأوضح أنه اذا لم يرضي الطلاب بهذا القرار فمن الممكن التوجه إلى رئيس الجامعة لعرض المشكلة عليه.

وعندما سأله أحد الطلاب عما سيحدث إذا أصر الطلاب على الاعتصام، واعتصموا بالفعل؟ فكان الرد “هانلجأ لإزالة الخيام”. أبلغ الوفد الطلابي الطلاب المتظاهرين بقرارات العميد، فأبدوا تعجبهم واستياءهم، ولكنهم أكدوا على تمسكهم بحقهم وقضيتهم.