الفساد في الجامعة الألمانية
يفتح اعتصام طلاب الجامعة الألمانية والذي بدأ يوم 28 فبراير الماضي، ملفات الفساد لدى إدارة الجامعة؛ فالأمر لم يعد يتعلق بحشود من طلاب الجامعة الذين تظاهروا هاتفين ضد العسكر وعلى إثر ذلك تم فصل عدد منهم، بل يتعلق بإدارة غارقة في الفساد تسعى لتكميم أفواه الطلاب.
تم إنشاء الجامعة عام 2002 بشراكة مع جامعة "أولم شتوتجارت" الألمانية، تحت إشراف وزارة التعليم العالي وعدة هيئات ألمانية، في إعفاء تام من الضرائب لمدة 10 سنوات. صاحب الجامعة هو الدكتور أشرف منصور أحد أصدقاء جمال مبارك، وتضم إدارة الجامعة إبراهيم الدميري، والذي كان يشغل منصب وزير النقل في حكومة عاطف عبيد أثناء كارثة قطار الصعيد. فيما كانت الجامعة الألمانية قد منحت أكثر من دكتوراه لسوزان مبارك والتي كانت نفسها تشغل منصباً في مجلس أمناء الجامعة.
لدى الجامعة مصنعين لإنتاج قطع غيار السيارات، وهذين المصنعين من المفترض أنهما مخصصان لتدريب طلاب هندسة الإنتاج بالجامعة، إلا أن هناك الكثير من العقبات الإدارية التي تضعها إدارة الجامعة أمام الطلاب كي يتلقوا تلك التدريبات. علماً بأن إدارة الجامعة تحقق مكاسب هائلة من هذين المصنعين اللذين يوردان منتجاتهما لشركات كبرى مثل شركة مرسيدس لإنتاج السيارات.
ذلك طبعاً بالإضافة إلى المصاريف الهائلة التي تجنيها الإدارة من الطلاب، حيث تتراوح مصاريف الطالب الواحد من 40 إلى 70 ألف جنيه كل عام، مع زيادة سنوية تقدر في المتوسط بحوالي 7%. وبذلك تجمع إدارة الجامعة بين أيديها على أقل تقدير 320 مليون جنيه سنوياً هي حصيلة مصاريف الطلاب الذين يبلغ عددهم 8 آلاف طالب. ناهيك عن المعونات التي تتلقاها من خلال الشراكة مع جامعة "أولم شتوتجارت"، والمنح التي تتلقاها من الدولة.
أما عن أجور وظروف العمل للعاملين بالجامعة فحدث ولا حرج، فعمال الأمن الذين قضوا في العمل أقل من 4 سنوات يتقاضون 800 جنيه شهرياً، في حين أن ساعات العمل تبلغ 12 ساعة يومياً، والأجازات السنوية 12 يوماً فقط مع المنع التام للأجازات المرضية أو العارضة إلا بإذن من مدير الأمن. أما عمال الكافيتيريات فتبلغ عدد ساعات العمل الرسمية 10 ساعات يومية لكنهم يضطرون للعمل 12 ساعة دون أجر إضافي، كما لا يحق العامل تناول الطعام أثناء العمل. وعمال الزراعة يتقاضون أجوراً أدنى تتراوح بين 600 إلى 950 جنيه شهرياً.
إن إدارة الجامعة الألمانية ليست فقط إدارة قمعية على استعداد تام للبطش بالطلاب المتظاهرين ضد حكم العسكر، بل أيضاً هي إدارة فاسدة تجني ثروات طائلة من مصروفات الطلاب واستغلال العاملين لديها.