بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

“مدينجيِ” بين الشعار الرسمي والواقع

كلمة “مدينجي” هي التعبير الدارج الذي يطلق على الصفوة التي أتاحت لها الفرصة أن تسكن في المدينة الجامعية، “لأن طبعا مش أي حد يسكن في المدينة”. التسكين في المدينة الجامعية لجامعة القاهرة له تنسيق قبول يتدرج في الدفعات من الامتياز إلى المقبول، أما في دفعة المستجدين فيتم بتدرج الدرجات بحسب كل كلية. وهنا تجدر الإشارة إلى الكتيب الذي يتم توزيعه على الطلبة في هذا العام بعنوان ” مدينتي زهرة المدن “، فالشعار الرسمي للمدينة “إقامة – تغذية – ترفيه- تعلم مهنة مجانا”.

لكن واقع زهرة المدن يختلف عن الشعار في الكثير. حيث تبدأ إجراءات السكن في المدينة بدفع الطالب أو الطالبة ل 70 جنيها قيمة مظروف الالتحاق، هذا فضلا عن رسوم الدمغات والأوراق الأخرى، التي تشترط الإدارة استيفاءها، والتي تتجاوز تكلفتها 20 جنيها. الخطوة اللاحقة، في حالة القبول، هي دفع 187 جنيه كرسوم للالتحاق. جدير بالذكر، أن الرسوم في العام الماضي كانت 124 جنيها، بذلك تكون الرسوم قد زادت خلال عام بنسبة 25% دون توافر مبرر منطقي للزيادة. خاصة وأن الخدمات في تقلص مستمر، وأن الظروف المعيشية بالمدينة تأخذ في التردي. أيضا، تتعامل إدارة المدينة مع الطلبة باعتبارهم عملاء لمشروع استثماري، فكل خطوة تستلزم دفع المزيد من الأموال. للانتقال من مدينة إلى أخرى 50 جنيه، وللانتقال من حجرة إلى أخرى 17 جنيه! وفي سياق متصل، الرسوم الشهرية للسكن بالمدينة في تزايد مضطرد: في عام 2004 كانت 30 جنيه وفي 2005 أصبحت 40 جنيه، وأخيرا في هذا العام وصلت إلى 50 جنيه. الأمر الذي يعني أنه خلال سنتين ارتفعت الرسوم بنسبة 31%.

أضف إلى كل ما سبق ذكره، الدواعي الأمنية لاستبعاد الطلبة من السكن بالمدينة. فهناك موظف بمقر إدارة المدن الجامعية (جامعة القاهرة) مخصص لاستلام الالتماسات، رفض ذكر اسمه. وعندما سألناه عن مهام وظيفته قال، “علشان أساعد الطلبة. أفهمهم أسباب استبعادهم وإزاي يكتبوا الالتماس”، ثم استطرد قائلا ” هي محاولات وخلاص. الالتماس اللي بيتنظر لازم يكون وراه واسطة ثقيلة، واللي بيستبعدوا لأسباب أمنية مش حيسكنوا ولا بالطبل البلدي”.

أما الحدث الذي وجدنا له صدى كبير بين صفوف سكان المدينة فهو إلغاء الملاعق والأكواب البلاستيك من المطعم في هذا العام. والتفسير الساخر الذي يتردد بين طلبتها ” هم رفعوا المصاريف الشهرية 10 جنيه علشان يسددوا ثمن الملاعق بتاعت السنين اللي فاتت”.