بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

طلاب

هندسة القاهرة

اعتقالات ومحاولات لحصار الحركة الطلابية

منذ بداية الثورة المصرية، 25 يناير2011، شارك قطاع من طلاب كلية هندسة جامعة القاهرة كجزء من أي حراك ثوري سواء كان سياسي أو طلابي، وفي كل مراحل استكمال الثورة التي تبعت خلع مبارك قدمت الكلية شهداء ومعتقلين من طلابها، بداية من مذبحة بورسعيد في عهد المجلس العسكري التي استشهد فيها كلا من مهاب صالح ومحمد عبدالله ومحمد مصطفى، مروراً باعتقال الطالب عبد الرحمن موافي في أحداث وزارة الداخلية التي تبعت المذبحة. وفي عهد مرسي تم اعتقال ثلاث طلاب لتضامنهم مع قضية الطالبة جهاد، التي قُتلت دهساً بجامعة المنصورة، وهم عمرو ربيع، وأحمد لطفي، ومصطفى سيد.

 لكن بعد موجة 30 يونيو وخصوصا من يوم التفويض، 26 يوليو 2013، هجمت الثورة المضادة، المتمثلة في المؤسسة العسكرية تدعمها وزارة الداخلية، هجمة شرسة على أي تحرك جماهيري بحجة محاربة الإرهاب. ونظرا لأن الطلاب باختلاف انتمائاتهم جزء من أي حراك فقد نالوا جزءاً كبيراً من هجوم الثورة المضادة، وخاصة طلاب هندسة القاهرة حيث ازدادت وتيرة قتل واعتقال الطلاب بشكل ملحوظ. فمن بعد التفويض ومذابح فض اعتصامات الإخوان مروراً بالمظاهرات التي تبعتها حتى أحداث الهجوم على الأولتراس في مطار القاهرة، وصل عدد شهداء الكلية لخمس شهداء هم: عمر عزت، ومحمد صلاح، وإبراهيم عامر وشهيدين اسمهما عبد الرحمن أحمد.

كما وصل عدد المعتقلين لعشر طلاب هم: خالد الخطيب، وعبدالله هلال، وعمر خطاب، ومحمد أحمد، ومحمد عبدالله، ومحمد عبده، ومحمود سامح، وحسام الدين مصطفى، وأحمد عبد الحميد، وعبدالله صلاح عبدالله. بالإضافة إلى طالبين آخرين تم توجيه تهم جديدة لهم مثل حيازة كاميرا وكمامات، وبرغم إخلاء سبيلهما إلا أن قضية كلا منهما مازالت مستمرة.

معظم هؤلاء الطلاب المعتقلين قُبض عليهم عشوائياً ولُفِقَت التهم لهم، بل والمبالغة فيها مثل حيازة سلاح، وترهيب مواطنين، والشروع في قتل، والشروع في تفجير بنك، واستعراض قوة.
 
واجه طلاب الكلية، منذ بداية الثورة، أي قمع لزملائهم بحراك واسع داخل الكلية وضغط قوي على الجهات المسئولة عن قتل أو اعتقال زملائهم، وذلك عن طريق التظاهر داخل الكلية أو تنظيم مسيرات للجهات مسئولة، أو إعلان إضراب عن الدراسة أو الاعتصام داخل الكلية.

ولكن نظرا للهجمة الشرسة للثورةالمضادة، فقد واجه التحرك الطلابي عدة عقبات، من قبل أن يبدأ العام الدراسي، أولها كانت الضبطية القضائية، التي تم تطبيقها بجامعات أخرى ولم تُنفذ بجامعة القاهرة لكنها قابلة للتنفيذ في أي وقت برغبة رئيس الجامعة. وبسبب عدم تنفيذها، فقد لجأت إدارة الكلية لإصدار مقترح لائحة داخلية لكلية هندسة دون مشاورة الطلاب أو اتحادهم، ويتضمن هذا المقترح عرقلة لأي نشاط أو حراك طلابي في الكلية سواء سياسي أو ثقافي أو ديني، وهو بمثابة ثاني العقبات التي واجهتها الحركة الطلابية.

إدارة الكلية التي كانت تعتبر أقل صدامية مع نضالات طلاب هندسة واعتصاماتهم خلال العام الماضي، صارت مدعومة بدولة العسكر، وفي سياق الحرب المزعومة على “الإرهاب” بدأت في التصدي لمحاولة الطلاب للاعتصام داخل الكلية بحجة عدم حقهم في الاعتصام، ثم التصريح بحقهم في الاعتصام والتحجج بعدم القدرة على تأمين الكلية بل والتهديد بإزالة الخيام إذا تم الاعتصام.
 
من جانب آخر، تمثلت العقبة الثالثة أمام الطلاب في تعتيم الإعلام الفلولي على أي تحرك للطلاب داخل الكلية أو تشويه احتجاجاتهم بنسبها للإخوان. وفي نفس الوقت استغلال الإعلام التابع للإخوان المسلمين للاحتجاجات ونسبها إلى تحركاتهم.
 
وهنا يتضح صعوبة الطريق أمام الحركة الطلابية في هندسة القاهرة، بل الحركة الطلابية بشكل عام، فأصبح على الطلاب مواجهة القرارات المقيدة لتحركاتهم وفي نفس الوقت تنظيم أنفسهم للدفاع عن زملائهم والمطالبة بالقصاص لهم، والاستمرار في المطالبة بحقوقهم في العملية التعليمية، وخلق طريق جديد لمواجهة السلطة العسكرية القمعية التي تعمل على إجهاض الثورة بشكل كامل.
 
وبرغم محاولات التقييد، تستمر الحركة الطلابية في تنظيم فعاليات تخدم قضاياها من وقفات ومسيرات داخل الكلية وسلاسل بشرية خارجها رغم محاولات إفشالها. هذه العقبات لم ولن تمنع الطلاب من مقاومة أي انتهاك لحقوقهم، أو استكمال طريق ثورتهم، بل سيظل القطاع الطلابي في قلب الثورة المصرية رغم القمع الشديد الموجه له من قبل السلطة الحالية.