بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

أ.ب اشتراكية: الجبهة المتحدة

يرى الاشتراكيون الثوريون أن نجاح الثورات في ظل النظام الرأسمالي لن تكون إلا من خلال تحرك الطبقة العاملة لتقود تحرر الجماهير، وأن تحرر الطبقة العاملة وشركائها من القطاعات المضطهدة لن يكون إلا تحرراً ذاتياً، تختار فيه الجماهير تحركاتها بناءاً على إيمانٍ تام بضرورة تكوين سلطتها القاعدية التي تعلو فوق أي سلطة.

ولكن، وصول الجماهير إلى هذه الدرجة من الوعي والتنظيم يحتاج إلى الكثير من الوقت والعمل الشاق، فهم خاضعون طوال الوقت لتأثير الوسائل الدعائية للنظام التي تؤكد على أن النظام الحالي هو الحل الأفضل والوحيد، وأن كل المشاكل الاقتصادية والسياسية أسبابها أشخاص فاسدون أو ظروف قهرية، وبالتالي يكون أقصى أهداف العمال في تصاعد وقت حراكهم هو رفع سقف مطالبهم الإصلاحية لتغيير مدير المصنع أو قد تعلو للمطالبة بتغيير أحد رموز الدولة، فالوصول للوعي الثوري الذي يطالب بتغيير شكل النظام بأكمله وليس فقط قياداته قد لا يحدث أبداً إذا كان ينتظر حدوث ذلك  بصورة تلقائية. إذاً، ما العمل؟ كيف يتم جذب الجماهير نحو الأفكار الأكثر ثورية؟ هنا يأتي دور الجبهة المتحدة.

يتبع الاشتراكيون الثوريون تكتيك الجبهة المتحدة في الوقت الذي تظل فيه أغلبية الجماهير تتبع أحزاب إصلاحية لا يعلو سقف مطالبها عن حد معين، حيث يهدف الحزب الثوري وقتها إلى الدخول في العمل الجبهوي مع هذه الأحزاب على أساس برنامج من المطالب المتفق عليها،غالباً تقع بين مطالب الإصلاحيين والمطالب الثورية، أو قضية سياسية مشتركة، ويكون هدف الحزب الثوري هنا هو جذب الجماهير نحو معارك أكثر ثورية من معاركهم المعتادة، وبالتالي الدفع بوعي هذه الجماهير، وبحركة الثورة تباعاً، إلى الأمام. كما سيكشف للجماهير العمل في الجبهة أيضاً حدود طموحات قيادات أحزابهم الإصلاحية، وسيتضح لهم حقيقة من هو انتهازي ومن هو مستعد لاستكمال الثورة حتى نجاحها في تحقيق مطالبها الحقيقية.

من البديهي إذاً أن الحزب الثوري لن يتخلى عن عن رؤيته الحقيقية عن كيفية انتصار الثورة، ولن ينزل راياته ليذوب داخل الجبهة المتحدة وتحولها إلى كيان وسطي بين أفكار الأطراف المشاركة، بالعكس فطبيعة الجبهة تقوم على احتفاظ كل الكيانات المشاركة باستقلاليتها وخطابها السياسي، فالهدف هو العمل على أرضية مشتركة لدفع الثورة للأمام، ولكن يستمر كل كيان مشارك في عرض رؤيته الكاملة، ويظل له نشاطه المستقل، ويبقى حق الاختيار للجماهير الأفكار الأقرب إلى طموحاتهم الحقيقية.

الجبهة المتحدة ضرورة ملحة في ظل ظروف كالظروف الحالية، حيث مازالت الطبقة العاملة غير منظمة وغير واعية بدروها التاريخي، ومازالت قطاعات عريضة من المقهورين والمضطهدين معزولة عن الحراك الثوري إلى حد كبير ومازالت لا ترى في الثورة فرصة تحررها الحقيقية. الجبهة المتحدة فرصة سانحة لاكتساب قطاعات واسعة من الجماهير في صف الثورة والانطلاق نحو بناء الحزب الجماهيري القادر على القيام بمهام الثورة.