بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

فلتبدأ الثورة الاجتماعية

بدأت الثورة وظهرت معها مظاهر ما وصفه البعض بالتصالح الطبقي بين الشعب؛ فالفقير وأولاد الشوارع والعامل والطالب وصاحب المارسيدس كانوا يسيرون جنبا الى جنب في كل تلك المظاهرات الحاشدة , وبنوا مع بعضهم البعض نجاح أول خيط من الثورة المصرية بخلع مبارك.

بعدها نزل حتى من لم يكن ينزل المظاهرات فقط للاحتفال.. فزادت أعداد الناس, وعندما قرر الشعب استكمال الثورة وعدم المثول لاخماد العقول وعدم الهدوء حتى محاكمة الفاسدين، بدأ العدد في التناقص مرة أخرى- دون أن يفقد قوته- وعندما قرر العمال أن يأخذوا حقوقهم المهدرة منذ أعوام وعقود ظهر من يهاجم ويعترض، لماذا يا ترى؟

لقد ظهر هؤلاء لأن مصالحهم انتهت عند حد إسقاط مبارك, وبعضهم رأى أنه بذلك قد أسقط النظام وبعضهم الآخر لم يشعر بمشكلة بعد سقوط مبارك وإننا اتممنا الثورة فهيا بنا لنبني مصر!

ولكن تلك الفئة هي نفسها الفئة التي كانت تقود المرسيدس والشيروكي بجانب المظاهرات. ولكي أكون موضوعية، فهي الفئة التي لم تر أن على الجانب الآخر من الصورة يوجد أشخاص معدمين وآخرون لم يصرفوا رواتبهم وحوافزهم مع مرورهم بأزمة مالية شديدة في أيام الثورة، علاوة على أزمتها المزمنة, ولم يدركوا كيف تعيش أسرة البعض براتب شهري 150 جنيها..! هي الطبقة التي لم تدرك كيف تعيش أسرة، يعمل عائلها باليومية، أو بتعيين مؤقت لمدة 10 أو 15 عام.

تلك الطبقة كانت معنا عندما كنا نهتف بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية, ولكنها من الواضح أنها لم تعي معنى المساواة والعدالة الاجتماعية, فقد كانت معنا إلى أن تحققت مطالبها بالحرية, وعندما قرر العمال والكادحين استكمال مطالب الثورة بالمساواة والعدالة الاجتماعية اتهمتهم بالفوضى والعبث والتسرع, وهذا هو الفرق مابين الثورة الديمقراطية والثورة الاجتماعية, في هذه اللحظات من النضال يظهر الصراع الطبقي بشكل طبيعي وملموس, وتغطي المصالح الطبقية للأغلبية الساحقة على المصالح الشخصية لطبقة البرجوازية.

هؤلاء العمال والكادحين هم غالبية الشعب المصري وليس انتم , هم من ذاقوا مرارة النظام البائد في لقمة العيش والتعليم و …. الخ وليس أنتم… هم من يجب أن يقرر مصير تلك البلاد وليس أنتم. تلك الطبقة هي التي غيرت مسار الثورة في الأيام الثلاثة الأخيرة قبل تنحي مبارك باعتصاماتها واضراباتها التي تحاربونها اليوم, هم من يصنعون ثروات البلاد دون أن ينالوا منها سوى الفتات.

اصرخ بصوت مسموع
وحياة سنين الجوع
إضرابنا شيء مشروع
وطريق ما منه رجوع
..والله.. راح نقدر 


اقرأ أيضاً من جريدة الاشتراكي، العدد 59:
سلسلة أ.ب اشتراكية: إصلاح الرأسمالية مستحيل

في ذكرى النكبة:حي على الثورة