في ذكرى اغتيال تروتسكي

هذا المقال كتبه حفيد ليون تروتسكي – إستيفان فولكوف. ورغم اختلافنا مع الكاتب حول تقديره لأفكار تروتسكي عن طبيعة البيروقراطية الستالينية، ورؤيته لطبيعة الدولة الروسية والتطورات التي لحقت بها، إلا أننا رأينا ترجمة المقال كلمسة طيبة تقديرا وعرفانا للقائد الثوري العظيم ليون تروتسكي في الذكرى التاسعة والخمسين لاغتياله على يد المخابرات الروسية. وقد قدمت الاشتراكية الثورية في أعداد سابقة عرضا نقديا لحياة وأفكار ليون تروتسكي والتي مثلت جانبا ثريا في التراث الماركسي الأصيل.
لقد مرت تسعة وخمسون عاما منذ ظهيرة يوم 20 أغسطس 1940 الحارة، عندما سقط الماركسي الثوري ليف دافيدوفيتش برونشتاين الشهير بليون تروتسكي الذي كان، مع لينين، أحد أبرز قيادات ثورة 1905 وثورة أكتوبر في روسيا. ففي بيت قديم محاط بالأشجار الكثيفة والصبار في ضاحية هادئة من ضواحي العاصمة المكسيكية، سقط تروتسكي ضحية اغتيال نفذ بأوامر من جوزيف ستالين.
في ظهيرة يوم العشرين من أغسطس قام قاتل محترف، يعمل لدى الـ جي بي يو التي كان مجرد ذكرها يلقي الرعب في قلب أي مواطن سوفييتي، بتنفيذ خطة غادرة وقذرة كان قد أعدها بعناية. فتحت ذريعة مراجعة أحد مقالاته استطاع هذا السفاح الدخول إلى مؤسس الجيش الأحمر، وبينما كان الاثنان وحدهما ضربه السفاح من الخلف باستخدام بلطة حادة من الصلب، وفي ثوان معدودة تهشمت رأس أحد عباقرة المناضلين من أجل الاشتراكية.
وباغتيال ليون تروتسكي – هذا العدو اللدود للبيروقراطية الستالينية التي انتزعت السلطة من أيدي البروليتاريا الثورية – اكتملت خطة ستالين المضادة للثورة بتصفية قائمة طويلة من قادة ثورة أكتوبر وممن شاركوا فيها. وهكذا تأكدت طبيعة ستالين كحفار لقبر الثورة البلشفية، وهو اللقب الذي أطلقه عليه ضحيته تروتسكي قبل ذلك بوقت طويل.
إن مأساة ظهيرة يوم العشرين من أغسطس الدموية تبدو بالنسبة لي كما لو كانت حدثت بالأمس. كنت وقتها شابا في الرابعة عشر من العمر، حفيدا لتروتسكي من ناحية الأم، وقد وصلت إلى المكسيك قبل الحادث بعام واحد فقط بعد فترة من العيش مع عائلة روزمارز أصدقاء ناتاليا وليف دافيدوفيتش. وكانت غرفتي هي الغرفة المجاورة لغرفة جدي، وقد ذقت بالفعل طعم البارود واستشعرت حرارة الرصاص في قدمي اليمنى خلال الهجوم الأول على العائلة الذي قاده رسام ستاليني يدعى ألفارو سيكويروس، مع فرقته المسلحة في الساعات الأولى من يوم 24 مايو 1940.
وبعد ثلاثة أشهر من ذلك تقريبا كنت عائدا من المدرسة في حالة مزاجية جيدة، وكنت أتمشى في شارع فيينا الذي كان البيت القديم يقع في نهايته. وفجأة لاحظت شيئا غير عادي على البعد، كانت سيارة مركونة بطريقة سيئة يتناثر حولها الغبار وعدد من ضباط الشرطة في زيهم الأزرق الرسمي وبقبعاتهم العسكرية يقفون في مدخل البيت. وكان ذلك أمرا غير عادي إلى حد ما، فقفز قلبي في انقباضة حادة من الألم حيث شعرت بأن شيئا فظيعا قد حدث في البيت وأننا لم نكن سعداء الحظ في هذه المرة.
وبطريقة غريزية تسارعت خطواتي، وعبرت البوابة التي كانت مفتوحة على مصراعيها في خطوات سريعة، وانطلقت عبر الحديقة حيث اصطدمت برفيق أمريكي وهو هارولد روبينز، أحد مساعدي جدي وحارسه الخاص، وكان في شدة الانفعال، ويحمل رشاشته في يديه، وبصوت بائس لم يستطع النطق إلا بكلمة واحدة: “جاكسون، جاكسون”.
في ذلك الوقت، لم أستطع إدراك معنى ذلك الاستطراد المتعجل. فما علاقة زوج أو صديق التروتسكية الأمريكية سيلفيا أجيلوف، وصديق عائلة روزمارز، وصديق الحرس الخاص بجدي، بكل ما يحدث؟ ولكن عندما عبرت الممر نحو المنزل مررت على رجل لم أعرفه على الفور فقد كان وجهه مغطى تماما بالدماء، وكان يمسك به اثنين من رجال الشرطة. وكان هذا الرجل الذي خمنت أنه جاكسون الذي تحدث عنه هارولد يثير صخبا وضجيجا في صورة شكوى ونحيب اقترن بنوع من العواء.
عندما دخلت المكتبة ونظرت خلال الباب نصف المغلق لحجرة الطعام، أدركت على الفور حجم المأساة. كان جدي ملقى على الأرض في بحيرة من الدماء تتدفق من جرح كبير في رأسه بينما تقف ناتاليا ومجموعة من الرفاق إلى جانبه، يضعون الثلج على جرحه لوقف نزيف الدم.
هكذا كان جاكسون – الزوج الرقيق والكريم للرفيقة التروتسكية سيلفيا أجيلوف، الرجل الذي استقلت عائلة روزمارز سيارته إلى فيراكروز في رحلة عودتهم إلى أوروبا، والذي كان يدعو بعض الحراس إلى المطاعم الجيدة في وسط مدينة مكسيكو، الرجل الذي أبدى لامبالاة تامة بالسياسة، والذي تظاهر بأن له أما بلجيكية ثرية توفر له حياة مادية رغدة – هذا الرجل لم يكن أكثر من عميل قذر للمخابرات الروسية استطاع أن يتسلل إلى حياة الزعيم الثوري. لقد كان ينتمي إلى ذلك الجيش من السفاحين والزبانية الذين فرضوا سلطانهم بالإرهاب على الشعب الروسي. وكان هؤلاء هم القوة الضاربة للثورة المضادة، والعمود الفقري لديكتاتورية ستالين وبيروقراطيته، يتصرفون في ثروات غير محدودة نهبت من الطبقة العاملة السوفيتية بواسطة البيروقراطية. وكانوا نخبة النخبة وحاشية الديكتاتور المدللة.
كان جاكسون يصرخ قائلا بين النحيب والشكوى: “لقد أخذوا أمي رهينة معهم، وأجبروني على ذلك.” حيث سارع الحرس، الذين انتبهوا مع سماع الصرخات المفزعة الأولى “للرجل العجوز” إلى مسرح الجريمة وأمسكوا القاتل وأوسعوه ضربا. “جاكسون!” صرخ ليف دافيدوفيتش (تروتسكي) متعلقا بزاوية باب مكتبه وغارقا في دمه، مشيرا إلى القاتل لناتاليا التي جاءت مسرعة. كان يبدو كما لو أنه أراد أن يقول: هاهو هجوم ستالين الذي كنا ننتظر. وبإشارة مجهدة على مكتبه استطاع أن يقول: “لا تقتلوه – يجب أن يتكلم”، بينما كان مرميا على الأرض في غرفة الطعام. ولقد كان محقا في ذلك. كانت هذه أفضل طريقة للكشف عن طبيعة الجريمة.
والآن ليس هناك أسرار، فقد مرت هذه المؤامرة بعدة مراحل: ستالين، وبيريا، وليونيد إتينجون وعشيقته كاريداد ميركادير وابنها رومان ميركادير (جاكسون كان اسما مستعارا)، هؤلاء هم الذين قتلوا مؤسس الجيش الأحمر ورفيق السلاح مع لينين.
لقد اعتاد دافيدوفيتش أن يقول بمرح لرفيقة عمره ناتاليا سيدوفا كل صباح: “لقد منحنا يوما جديدا في الحياة يا ناتاشا.” عندما كان ضوء النهار يندفع إلى حجرتهما المظلمة، نفس المكان الذي أفلتا فيه بمعجزة من الموت في ليلة الرابع والعشرين من مايو عندما هاجمت فرقة من 20 رجلا يقودهم سيكويروس منزلهما بالبنادق الآلية. ولكن الهدنة كانت قصيرة للغاية، وذات مرة قال تروتسكي لمجموعة من الرفاق الشباب: “الموت لا يكون مشكلة عندما يحقق المرء رسالته التاريخية.”
لم يكن ليون تروتسكي ذلك النوع من الرجال الذين يموتون في فراشهم بهدوء نتيجة لكبر السن، لقد سقط وهو في الصف الأول في جبهة النضال من أجل الاشتراكية الحقيقية – الاشتراكية التي ناضل من أجلها ماركس وإنجلز ولينين وتروتسكي نفسه. هذه هي الطريقة التي يسلم بها أبطال الثورة البروليتارية أرواحهم – براية حمراء في يد والبندقية في اليد الأخرى. لقد ترك هذه الحياة برصانة وثبات أولئك الذين أنجزوا دورهم وحققوا رسالتهم التاريخية.
فجنبا إلى جنب مع لينين قدم تروتسكي أساسا ماركسيا نظريا لكل من ثورة 1905 المهدرة وثورة أكتوبر المنتصرة في 1917. وفي الثورة الأخيرة كانت مشاركة تروتسكي حاسمة. وحتى نزيل أية شكوك أو رواسب من التزييف الستاليني، نورد هنا تعليقا للخبير العسكري السويسري لو دراي: “كان الجيش الأحمر الذي أسسه وقاده ليون تروتسكي عاملا أساسيا في انتصار الثورة البلشفية.” وقد انتخب ليون تروتسكي مرتين رئيسا لسوفيت بتروجراد، مرة في 1905، ومرة في 1917. وقد عين كذلك وزيرا للشئون الخارجية في الدولة السوفيتية.
ولكن الصفحات التي ستظل إلى الأبد محفورة في كتب التاريخ هي تلك المرتبطة بالفترة الأخيرة من حياته: وهو الصراع البطولي والدؤوب الذي خاضه حتى الموت مع مجموعة صغيرة من رفاقه ضد واحدة من أشد الديكتاتوريات دموية ووحشية عرفتها الإنسانية، والتي نشأت على أنقاض وبخيانة أول ثورة اشتراكية في العالم.
وفي البداية، منذ عام 1923 خاض تروتسكي نضالا داخل الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي من خلال المعارضة اليسارية، في محاولة لإعادة توجيه الحزب بعيدا عن طريق الانحطاط البيروقراطي والتخلي عن الماركسية اللينينية، والعودة إلى تراث أكتوبر والثورة البروليتارية. ولكن الحزب فعليا كان قد وقع تحت هيمنة أتباع ستالين. وكانت الحالة السائدة هي الرغبة في الترقي وتحقيق الطموحات الشخصية، أو الخوف من الديكتاتور الناشئ.
وفي 1927 طرد تروتسكي من الحزب وتم ترحيله إلى ألما أتا، وتوقفت المعارضة اليسارية عمليا عن النشاط. ثم طرد من روسيا في عام 1929. وبداية من تركيا بدأ تروتسكي رحلته الطويلة خلال ما أطلق عليه “كوكب بلا تأشيرات”. ثم ذهب بعد ذلك إلى فرنسا، والنرويج، وأخيرا استقر في المكسيك. وكان واعيا تماما أن أيامه في الحياة معدودة. فكان منذ بداية منفاه بصحبة زوجته ناتاليا وابنه ليون سيدوف، وبمساعدة رفاقه المخلصين، يستغل كل دقيقة من حياته في الحفاظ على شعلة الفكر الماركسي الثوري متقدة، ويدين أمام الرأي العام العالمي وجماهير الطبقة العاملة كل جرائم وخيانات الستالينية.
وبعد الهزيمة المريعة للطبقة العاملة الألمانية وانتصار الفاشية وصعود هتلر إلى السلطة كنتيجة لتواطؤ وخيانة وأخطاء الحزب الشيوعي الألماني والأممية الثالثة التي سيطرت عليها الستالينية، والتي وصفها تروتسكي بـ”جثة نتنة”، رأى أن محاولة إحيائها محكوم عليها بالفشل، ومنذ تلك اللحظة وهب نفسه لما اعتبره أهم الأولويات في حياته – وهو تأسيس حرس ثوري متقدم وجديد في شكل الأممية الرابعة، والذي نجح في بدئه قبل اغتياله على يد ستالين بعامين فقط.
لقد أنجز ماركس وإنجلز دراستهم الشاملة والمتميزة للمجتمع الرأسمالي، والتي طورها لينين في تحليله لمرحلة الإمبريالية في الرأسمالية. وقد قام تروتسكي أيضا، إتباعا لنفس النهج، بتحليل متميز للفترة الانتقالية التي تلي الإطاحة بالرأسمالية. لقد شرح كيف نشأت الستالينية كقوة سياسية مضادة للثورة، في صورة بونابرتية بيروقراطية في الاتحاد السوفييتي. ولازالت تحليلاته ومقولاته في كتاب “الثورة المغدورة” – والذي كتب منذ أكثر من 60 عاما مضت – شديدة الحدة وصالحة تماما حتى اليوم. ففي هذا الكتاب نجد وصفا لمجتمع انتقالي – لا رأسمالي ولا اشتراكي – تحت سيطرة فئة من الطفيليين البيروقراطيين.
تلك التشكيلة الاجتماعية لم يكن لها أي دور في الإنتاج، ولم يكن لديها أهمية دائمة، ولذا فهي في حد ذاتها لا ترقى إلى مصاف الطبقة بالمعنى الماركسي للكلمة. ولم تستطع الحفاظ على سلطتها إلا عبر تزييف التاريخ والإرهاب. وكانت النتيجة النهائية هي عودة الرأسمالية في روسيا. كان تروتسكي يدافع بإلحاح عن ضرورة الثورة السياسية في روسيا، والتي يكون على الطبقة العاملة أن تستعيد من خلالها السلطة التي سلبتها منها البيروقراطية، وتستبقي ما بقي من مكاسب ثورة أكتوبر، وتعيد وضع الأساس للاشتراكية الحقيقية التي تقوم على الديمقراطية العمالية بسوفيتات حقيقية، وإلغاء حكم الحزب الواحد، وتطبيق السيطرة العمالية الديمقراطية على إدارة الاقتصاد المخطط.
وحتى يومنا هذا لم يتحقق ذلك كنتيجة للتراجع السياسي للطبقة العاملة الروسية بعد 70 عاما من حكم الديكتاتورية البيروقراطية الخانق. وحسب ما أعلنه المؤرخ فولكوجونوف، فقد أدى نشر كتاب الثورة المغدورة في 1936 (والذي تمت ترجمته فورا للغة الروسية من أجل ستالين) إلى التعجيل من خطط اغتيال تروتسكي منذ ديسمبر في ذلك العام. ويذكر فولكوجونوف، الذي استطاع الإطلاع على ملفات الـ كيه جي بي، أن ستالين كان دائما خائفا من تروتسكي، لذا كان نشر السيرة الذاتية لستالين، والتي كانت في مرحلة الإعداد في 1939/1940 ما كان ليفعل الكثير لتهدئة الحقد الدموي القاتل لسيد الكريملين. فعلى العكس مما قد يعتقد المرء، كتب تروتسكي هذا الكتاب (السيرة الذاتية لستالين) دون حماس وبسبب الضرورة الاقتصادية، وبطلب من ناشر أمريكي، وترك جانبا السيرة الذاتية للينين وهو العمل الذي كان أكثر أهمية بالنسبة له.
إن إسهام تروتسكي في ترسانة الحركة العمالية غزير ومتنوع: في النظرية الماركسية، والسجالات، والأعمال التاريخية، والسيرة الذاتية، وهذا على مستوى الأعمال الرئيسية فقط. وكما كتب إرنست ماندل الذي مات مؤخرا: “إن تروتسكي سيذكره التاريخ دائما كأبرز وأهم من وضعوا استراتيجيات الحركة الاشتراكية.”
في صراعه العنيد والمتواصل ضد ديكتاتورية البيروقراطية الستالينية، التي عملت على تشويه صورته واضطهاده في كل مكان في العالم، هناك شيء أشد بروزا بسبب أهميته التاريخية: وهو المحاكمة المضادة التي نظمها ردا على تطهيرات ستالين. فبعد فترة منفاه القصيرة في سكندنافيا التي تحولت إلى ستة أشهر من الصمت الإجباري وتحديد الإقامة الذي فرضته حكومة النرويج “الاشتراكية” بإصرار من ستالين، انتقل تروتسكي أخيرا إلى المكسيك. وبعد حصوله على اللجوء من الرئيس المكسيكي الجنرال لازارو كارديناس بمجرد وصوله في يناير 1937، بدأ تروتسكي في العمل. فقد أصبحت لديه الحرية الكاملة الآن في إعداد دفاعه ودفاع ابنه وجميع الثوريين الآخرين الذين أدينوا زورا في مهزلة محاكمات موسكو الدموية. فعبر تلك المحاكمات أمل ستالين ومجموعته في الكريملين في أن يجدوا غطاءا قانونيا لتبرير إبادتهم لكل من يستطيعون تقديم شهادات حية على تراث ثورة أكتوبر.
وباقتراح من تروتسكي تم تشكيل لجنة التحقيق برئاسة الفيلسوف والتربوي الأمريكي الشهير جون ديوي، وتشكلت من أشخاص لهم مكانتهم ولم يكن لهم أي علاقة بالمتهمين. وأعلن تروتسكي استعداده لتسليم نفسه للمخابرات الروسية لإعدامه إذا ثبتت صحة أي من الاتهامات الموجهة إليه. لم يكن هدفه من تنظيم تلك المحاكمة المضادة مجرد الحفاظ على شرفه وسمعته كثوري أو مجرد فضح جرائم الستالينية أمام الإنسانية والتاريخ، ولكن أيضا ليجعل من الصعب على ستالين والبيروقراطية الاستمرار في عقد محاكماتها وحملات الإبادة. وبعد 13 يوما من الجلسات المرهقة، وطرح 18 تهمة ضده ورده الحاسم عليها، أصدرت اللجنة حكما بالبراءة، ووصفت محاكمات موسكو بأنها أبشع تزوير في تاريخ البشرية.
إن سيرة ليون تروتسكي الثورية – في الإعداد للثورة وتنفيذها، وبعد ذلك في الدفاع عنها ضد أعداءها ومستغليها – كانت تعتمد في كل الأوقات على الماركسية، وتقدم دليلا دامغا على حيويتها ودقتها حتى يومنا هذا. وقد تأكدت صحة تحليلاته أكثر بانهيار الأنظمة الستالينية والستالينة الجديدة، الأمر الذي تنبأ به تروتسكي بثقة لم تهتز حتى النهاية. وتظل حياته البطولية مصدرا للإلهام ومثالا عظيما لجميع الثوريين.