بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

أ ب اشتراكية: الديمقراطية البرلمانية

في عالمنا اليوم، يكاد لا يكون هناك دولة بدون برلمان، ولكن عالمنا اليوم، أبعد مايكون عن الديمقراطية. ففي الولايات المتحدة، تسيطر الشركات الاحتكارية على الاقتصاد والسياسة الأمريكية، الداخلية والخارجية، بشكل فج.

وفي أوروبا، قارة الديمقراطية العتيدة، بينما كانت الشوارع تغلي بمظاهرات مناهضة الحرب على العراق، صوتت البرلمانات مع قرار المشاركة. وأصوات المظاهرات المليونية لم تصل للبرلمانات التي تقر سياسات اقتصادية معادية للجماهير، في فرنسا، وغيرها. لم تمنع الديمقراطية البرلمانية من صعود حكومات يمينية ومن تفشي العنصرية ضد المهمشين والضعفاء، من عرب وافارقة وأسيويين وغجر، بل وحتى في توزيع الثروة بين فئات الشعب الأوروبية على اساس عرقي(بلجيكا).

البرلمانات كانت ايضا واجهة لأنظمة عسكرية، في باكستان وتركيا ومصر، وغيرها، لم يمنعها البرلمان من الاستغلال والقمع، والاضطهاد العنصري والطائفي. بل أن هناك أنظمة عنصرية، مثل إسرائيل وجنوب افريقيا، لم يتعارض احتفاظها ببرلمان مع طبيعتها العنصرية. في المقابل لم يكن النظام البرلماني ضمان لحماية رؤساء وحكومات يسارية اختارتها الجماهير، مثل دول أمريكا اللاتينية وابرزها شيلي.

مصر، بعد 25يناير، لاتزال الأحزاب القائمة، أو التي يمكن ان تقوم في ظل القانون الجديد، غير معبرة إلا عن مصالح الرأسماليين، بشرائحهم، في حين يعبر الإخوان، بدرجة، عن الطبقة الوسطى، بينما لا تجد الجماهير العريضة من عمال وفلاحين من يمثلها، أصلا. علينا أن ندرك أن "الديمقراطية البرلمانية" في حد ذاتها، لا تعبر عن شيء إلا عن توازنات القوى خارجها، وقد تكون لعبة، بل وآداة للسيطرة المقننة، في أيدي الطبقة الحاكمة، رأسمالية كانت، أو عسكرية، أوتركيبة من النوعين، ما لم توجد حركة جماهيرية منظمة تعدل موازين القوى لصالحها.

اقرأ أيضاً من سلسلة أ.ب اشتراكية: الثورة الدائمةالديمقراطيةالحزب الثوري.. حياة أو موت اقرأ من جريدة الاشتراكي العدد 54، 1 أبريل 2011: حزب العمال هو صوت العمال.. وسيبنيه العمالالثورات العربية وأزمة الرأسمالية العربيةالحزب الثوري.. حياة أو موتمرسوم سيطرحه العمال أرضاًيوم الأرض.. يوم الصمودبصمة الثورة المصرية على فلسطينالثورات العربية وأزمة الرأسمالية العربية