بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

نظرية

سلسلة أ.ب اشتراكية:

الصهيونية

الصهيونية: مشروع استعماري إحلالي عنصري، يقوم على تهجير اليهود الفقراء بالذات، وتوطينهم في اراضي الفلسطينيين.

الصهيونية مشروع استعماري:

فهو جزء من المشروع الاستعماري، الذي تبلور في مرحلة الرأسمالية الاحتكارية، في إطار السعي للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي البلدان الأقل تقدما واستغلال ثرواتها وشعوبها.

وبالتالي لا يصح النظر للمشروع باعتباره صراعا دينيا ولا قوميا، لأن ذلك يعني اعتباره ملف من بين ملفات الكثير من الطوئف والاعراق التي تنتمي حضاريا إلى منطقة الوطن العربي، وعوامل الترابط بينها أقوى من عوامل التناحر. فالصهيونية ولدت في رحم الاستعمار، وليس قبل ذلك، وهي آداته أوكلب حراسته الشرس، ولا يمكن ان تنفصل عنه.
الصهيونية مشروع إحلالي، لأنه يقوم على تهجير شعب من أرضه بكل الوسائل المتاحة من تلابب واحتيال، وحتى القمع المسلح، من أجل خلق أمر واقع جديد، يدعمه اعتراف الدول ذات المصالح.

وهو عنصري لأنه يقوم اساسا عل بث نزعة التفوق العرقي بين اليهود، في مقابل وصم العرب بالدونية، لتبرير عدوانه، ولا ستمرار احتفاظه بهذا الخط الفاصلن والحيوي لاستمراره كآداة للاستعمار. لا يختلف في ذلك عن الاوروبيين والهنود الحمر مثلا.

وهو خطر على اليهود إذ أنه عمل، ويعمل ، على فصلهم عن الشعوب التي عاشوا بينها قرونا، سواء ببث الأفكار الصهيونية، وتشجيعهم على الهجرة، وحتى التواطؤ مع الأنظمة، بل واستخدام الإرهاب لدفعهم للهجرة والاستيطان في فلسطين.

ويواصل ذلك في انتهاج سياسة عدوانية تمنع اية محاولة او إمكانية لاندماج هؤلاء المستوطنين في المحيط العربي الشاسع الذي ظل آلاف السنين قادر على استيعاب شعوب أكبر وأقوى، وعلى هضم ثقافات وحضارات.

كون المشروع جزء من الاستعمار يمثل عنصر حاسم في رؤيتنا للصراع معه، فهو ليس صراعا دينيا ينتهي بالاعتراف بحقوق دينية ووصاية على المقدسات، ولا هو صراع قومي ينتهي باعتراف متبادل او بترسيم حدود.

إنه مشروع يقتضي دائما ان يظل متناقضا واستعدائيا.

منذ إعلان قيام الدولة في 1948، وبعد 1967 على وجه الخصوص، تراجعت الإيديولوجية الصهيونية عن لعب الدور الاساسي في جلب المستوطنين، وحلت محلها عوامل الجذب المادية البحتة، خاصة مع اتباع سياسات الخصخصة وتحرير السوق.

الطابع الاستعماري، ومحورية الدعم الخارجي للدولة وللمستوطن الفرد، يحول دون تطور الصراع الداخلي إلى صراع طبقي، كأن يتحالف العامل العربي مع العامل اليهودي، خاصة الشرقي والإثيوبي، ومع العامل الاسيوي المهاجر.

والطابع القطاعي للاحتجاجات الأخيرة-بمعنى نزاع بين قطاعات صهيونية كالمستوطنين القدامى ضد المتدينين والروس- يجمعها الارتباط بالمشروع الصهيوني، اتضح في تجاهل قضية الفلسطينيين، وفي عدم مقاومة السياسة العدوانية للإسرائيليينن كذلك في عدم إعلان التضامن، ولو رمزيا، مع الثورات العربية، ولا مناشدتها للتضامن مع الاحتجاجات في إسرائيل.