أ ب اشتراكية: التنظيمات العمالية
بدأ ماركس البيان الشيوعي بعبارة ( تاريخ كل المجتمعات الموجودة حتي الأن هو تاريخ للصراع بين الطبقات) وغالبا ما تكون الغلبه في هذا الصراع لصالح الطبقة المستغلة للثروه فمن هبات العبيد في روما القديمة وحتي الحروب الاهلية الكبيره في اوروبا العصور الحديثة تفشل الطبقة المضطهدة في الوصول للسلطه ويرجع ذلك الي عاملين رئيسيين فمن فقرهم الذي يقف عقبة في طريق تجهيزهم لحكم المجتمع وكذا كان لتعزيز الرأسماليه لمبدأ المنافسة فيما بينهم علي الفرص الضئيلة التي تقدمها عامل الحسم في خضوعهم لسيطرة اصحاب العمل
ومن هنا تأتي فكرة التنظيمات العمالية كمحاولة من العمال لاعادة تنظيم انفسهم في مواجهة مبدأ المنافسة المفروض عليهم وتوحيد صفوفهم بهدف الدفاع عن حقوقهم وتمثيل مهنتهم والنهوض بأحوالهم الأقتصادية والأجتماعية والثقافية والسعي لتحسين شروط العمل في مواجهة اصحاب العمل ويظل ذلك رهين باستخدامهم أدوات الكفاح الجماهيري والتي أكتسبوها تاريخيا من حق في الأجتماع والتظاهر والأعتصام والأضراب
وتعد القوعد العمالية داخل هذه التنظيمات صاحبة السلطة العليا والولاية الكاملة في وضع القوانين واللوائح المنظمة للعمل داخلها وتعد ادارات النقابات المنتخبه ديمقراطيا أدوات تنفيذ قرارات هذه القواعد
ويري لينين أن التنظيمات العمالية تختلف باختلاف المناخ الاجتماعي السائد ففي ظروف الثوره يتلاشي الحد الفاصل ما بين الوعي النقابي التفاوضي وما بين الوعي الثوري ولكن في الاوقات غير الثورية تبدأ المسافة في الاتساع وتبدأ البروقراطيه النقابية في الظهور حيث يتحول النقابي الي وسيط بين العمال والادارة وهذا يقوي من مركزه داخل الجهاز النقابي وداخل العمل مما يجعله مستقلا عن تذبذبات الانتاج الرأسمالي فلا يتأثر بتقليص العمالة كما لا يهتز دخله ويصبح جوهر العمل النقابي لديه هو تقديم التنازلات والمصالحة ما بين العمال وصاحب العمل وهذا يظل دائما رهين ميزان القوي ما بين الدوله والرأسماليين من جهة وما بين القواعد العمالية من الجهة الاخري
وينبع الخلاف ما بين الحزب الثوري والنقابات في العديد من الوجوه منها طبيعة العضوية ومدي تنظيم القواعد ولكن ما يبدو جوهريا في الخلاف هو اتساع مظلة الحزب الثوري وتجاوزه للمسألة التفاوضية ليكون هدفه الرئيسي التفاعل مع النضالات العمالية من نقطة التناقض الرئيسية وهي التناقض بين مصالح الطبقة العاملة والرأسماليين وكذلك التناقض ما بين القواع العمالية وبيروقراطيتها النقابية من جهة اخري ونهاية يهدف الحزب الي الاطاحة الكاملة بالنظام الرأسمالي واقامة الدولة العمالية وليس التفاوض معه.