بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

في واقعة تكشف حجم الفساد في الإدارة التعليمية بمحافظة الشرقية

محسوبية ونقل تعسفي.. أنقذوا وفاء صالح قبل أن تموت

الأستاذة وفاء صالح أثناء إضرابها عن الطعام
الأستاذة وفاء صالح أثناء إضرابها عن الطعام

واقعة تكشف عن حجم الاستغلال والفساد وتغلغل النفوذ من أجل تحقيق المصالح.. البطولة هذه المرة كانت مشتركة محافظ الشرقية.. رئيس مجلس المدينة.. ومن ورائهم الإدارة التعليمية بالشرقية والضحية كانت من نصيب إحدى المواطنات والتي دفعها حظها العاثر إلى تحدي المحسوبية والفساد بمفردها.

في يوم الاثنين الموافق 4 أغسطس الجاري صدرت نشرة من مدير الإدارة التعليمية بخصوص نقل الأستاذة وفاء صالح مديرة بإدارة “ههيا” التعليمية إلى مدرسة القنايات، المدرسة الجديدة تبعد حوالي 100 كيلو ولا يوجد مواصلات مباشرة وتحتاج إلى استقلال ثلاث مواصلات أخرى من محل إقامتها والذي يكلفها حوالي ساعتين للوصول للمدراسة المراد نقلها فضلاً عن إرتفاع تكاليف النقل والمواصلات هذه الأيام، بالنسبة لمديرة مدرسة في العقد الرابع من عمرها فإن هذا القرار يعد بالنسبة لها انتحاراً!

بعد صدور النشرة حاولت السيدة وفاء صالح مقابلة محافظ الشرقية ووكيل أول المحافظ فيما كانت الإجابة الرسمية من المسؤلين هي الرفض، فيما كان الرد الفعلي والحاسم على هذا التعنت هو إعلان الإضراب عن الطعام في يوم الثلاثاء 5 أغسطس والاعتصام أمام مبنى ديوان عام المحافظة، تم إبلاغ ديوان المحافظة بذلك وبشكل رسمي وتم تحرير محضر إعلان اعتصام في قسم شرطة ثاني الزقازيق، هذه استجاب المحافظ هذه المرة وقام بمقابلتها والوعد بحل مشكلتها مقابل فض الاعتصام، فتم تعليق الاعتصام من جانب السيدة وفاء فيما استمر الإضراب عن الطعام كما هو.

في يوم الأربعاء فوجئت السيدة وفاء صالح بإصدار نشرة أخرى تؤكد نقلها إلى مدرسة القنايات مرة أخرى، وكأن شيئاً لم يحدث، فتوجهت السيدة مرة أخرى إلى مبنى ديوان عام المحافظة وأعلنت الاعتصام مرة أخرى، لتفاجأ السيدة وفاء صالح بتعنت من قبل رجال الشرطة ومماطلة في تحرير محضر إثبات حالة بالإعلان عن الإضراب يوم الخميس 7 أغسطس، لتستمر السيدة بالإضراب عن الطعام وسط تجاهل “متعمد” من قبل المسؤلين، ليتم نقلها إلى مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق بسبب تدهور حالتها الصحية، لتفاجأ مرة بتعنت هذه المرة ولكن من قبل إدارة مستشفى الأحرار والتي رفضت أستقالبها بناءً على تعليمات مُسبقة من مسؤلين ديوان عام المحافظة والذين أجابوها بأنه لا يوجد مكان لها هنا بالرغم من تدهور حالتها الصحية ودخولها المستشفى بشكل رسمي بعد نقلها بعربة إسعاف أثر تدهور حالتها الصحية من أمام مبنى المحافظة.

توجهت السيدة وفاء إلى مستشفى “ههيا” من أجل أستكمال العلاج، فقام رئيس مجلس المدينة بتهديدها وقال لها سوف يتم تكليف أي شخص أخر وإبعادها عن أي عمل قيادي بوزارة التربية والتعليم، في تصريح خاص لمراسل الاشتراكي تحدثت السيدة وفاء صالح بأنه تم تهديدها من قبل رئيس مجلس المدينة حيث قال لها بالنص “تقبلي النقل أو تترمي في أي مكان في المدرية”!

ليس هذا فحسب و كيل وزارة التربية والتعليم صلاح عتمان قام بتهديدها بشكل صريح والدفع باتجاه اتهامها بأنها تقوم بعمل تخريبي! على الرغم من وجود تضامن كبير من قبل العاملين و المدرسين في مدرسة ههيا ومن نقابة الزقازيق الفرعية.

السيدة وفاء صالح ترقد الآن بالعناية المركزة في مستشفى “ههيا” مستمرة بالإضراب عن الطعام ومتمسكة بمطالبها المشروعة، ومواجهة في نفس الوقت لكل أشكال التعسف والقهر والفساد المستشري.. أنقذوا وفاء صالح من الموت.