محمد السيد وإسلام رمضان.. صوت العامل الحر
محمد السيد وإسلام رمضان اثنان من عمال مصر حلموا بالتغيير وآمنوا أن بيد العمال سيكون التغيير ومثلهم كتيرمن عمال شركة نايل لنين جروب والتى يملكها المستثمر”سعيد أحمد” رئيس المجلس التصديري للمفروشات المنزلية.
في أبريل 2014 أعلنت إدارة الشركة عن نسبة توزيع أرباح بانخفاض أكثر من 50 % عن العام المالي السابق ليصبح نصيب العامل 2180 جنيه فى مقابل 5000 جنيه للعامل فى العام السابق، وهو ما يخالف كلام رئيس مجلس إدارة الشركة حيث تحدث فى نهاية 2013 مع العمال قائلا أن الشركة حققت أرباح أكثر من السنوات السابقة.
فى منتصف أبريل بدأ تفاوض المجلس التنفيذي لنقابة العاملين بالشركة مع مجلس إدارة الشركة واستمرت الجلسات لمدة ثلاث أيام بلا جدوى، وبعدما وجد العاملون بالشركة أنه لا جدوى من التفاوض قرروا الاعتصام بدون إضراب عن العمل واستمر اعتصامهم أربعة أيام متواصلة.
وبعدها أنهى رئيس نقابة العاملين بالشركة الاعتصام بعد ضغوط من رئيس مجلس الإدارة ووعد بزيادة نسبة الأرباح زيادة عادلة ، وبعد ساعات من جلسة التفاوض بين المجلس التنفيذي للنقابة وإدارة الشركة تأتي الأخبار صادمة للأغلبية من العمال
حيث تقرر صرف منحة للعيدين بالإضافة لنفس الأرباح المقررة والمنحة لم تتجاوز الـ800 جنيه.
من هنا قرر محمد السيد وإسلام أن يعلنوا عن رفضهم واستياؤهم وأن يعبروا عن صوت العمال بداخل الشركة، فاستغلوا صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ليعلنواعن سخريتهم من ظلم إدارة الشركة وأسسوا صفحة يوميات النيل للمفروشات.
واستغلوا أيضا الصفحة فيما بعد ليعلنوا عن الأوضاع السيئة للعمال داخل الشركة واستمرت الصفحة تحت إدارتهم دون أن يعلنوا عن أنفسهم خوفا من بطش رجل الأعمال “المهندس سعيد أحمد” وحازت الصفحة على إعجابات كثيرة من العمال.
ولكن يبدو أنه كُتب على العمال تلثيم أفواههم وتكبيل أيديهم، واستغل رئيس مجلس إدارة الشركة نفوذه واستطاع بمعاونة مباحث الإنترنت الوصول للعاملين مديري الصفحة.
في الساعة الثانية صباحاً في ليلة من ليالي رمضان، يدق باب المنزل بعنف في ضاحية من ضواحي الأسكندرية، ليجد محمد السيد نفسه أمام 13 رجلا مسلحا علم فيما بعد أنهم من المباحث، فتشوا منزله بالقوة واقتادوه إلى قسم المنتزه أول وعند وصوله القسم وُضعت الكلبشات في يديه غموا عينيه بقطعة قماش حول رأسه، وطلب منه ضابط المباحث الاعتراف بمسئوليته عن صفحة الفيس بوك المذكورة ،كما طلب منه أيضاً الإرشاد عمن يدير معه الصفحة، فقال الشاب أنه مدير الصفحة ولكنه رفض الإدلاء بأسماء زملائه في إدارة الصفحة، فضربه الضابط بعنف على وجهه ليسقط أرضاً ثم ضيقوا الكلبشات على يديه لأقصى درجة ممكنة حيث سببت جروحاً حول معصميه وورماً وتخديراً في اليدين، ليتناوب الضابط والمخبرين على ركله بعنف في أماكن متفرقة من جسده مما تسببله فى شرخ فى القفص الصدري. ووضعوا وجهه على الأرض وهو نائم على بطنه وأخذوا يدوسون على رقبته من الخلف مما أفقده القدرة على التنفس لانسداد القصبة الهوائية في هذا الوضع.
بعد ذلك أمر الضابط المخبرين بسحبه وإجباره على الوقوف على قدميه ثم أمرهم بفك حزام بنطلون الشاب المعتقل فسقط البنطلون وبقى الشاب بالملابس الداخلية السفلية، عندها هدده الضابط بأنه سوف يقوم بإدخاله للمسجونين الجنائيين لاغتصابه “لغاية ما يجيب دم” إذا لم يعترف على من معه في إدارة الصفحة. تماسك الشاب ورفض الاعتراف،عندئذٍ قال له أنه إذا لم يعترف فسوف يعتبر أن زوجته هي التي تدير الصفحة معه وطلب من المخبرين إحضارها للتعامل معها بمعرفته، وقتها استجاب الشاب للضغوط واعترف على زميله الذي يدير معه الصفحة وأعطى للضابط بعض “الأمارات” على هذا.
ويستكمل محمد السيد ماحدث معه فيقول:
“ثم انتقلت إلى النيابة وأخبرت وكيل النيابة بما حدث لى من تعذيب وإهانات فرفض إثبات ذلك فى التحقيقات وادعى أنه لا يوجد أي إصابات سطحية فى الجسم ماذا لو كنت أعاني من ارتجاج أو كسر فى الجمجمة هل هذا يظهر على الجسم؟! ورفض عرضي على مجلس طبى أمر بحبسي أربعة أيام على ذمة التحقيق، ثم بعد ذلك تم عرضي على المحكمة وحكم القاضى بكفالة 1000 جنية واستمرار القضية يوم 6/9/2014 الموافق السبت القادم في المحكمة الاقتصادية فى الدخيلة ولم تستمر الجلسة مع القاضى سوى دقيقة واحدة ثم هددوني أنا وإسلام رمضان بالفصل من الشركة والكلية وأنه إن لم أوقع على الاستقالة سوف يلفقون لى قضية سرقة لاب توب المهندس سيد الوكيل والإبلاغ عني، وأخبرونى أنني مطلوب القبض علي وقاموا بفصلي أنا وزميلى قبل أن تصدر المحكمة قرارها، والقضية مستمرة وكلكم مدعون لحضور الجلسة “.
وأضاف أيضا: ” القضية ليست مستمرة فى المحكمة فحسب القضية قضية نكون أو لا نكون، فإذا كنتم تؤمنون بأن العمال هم من يصنعون طريقم بأنفسهم فنحن ننتظركم فى المحكمة وجودكم أهم من القضية نفسها موعدنا السبت 6-9-2014 بالمحكمة الاقتصادية بالدخيلة الساعة التاسعة صباحا”.