عمال طنطا للكتان يعدون رؤية لتطوير شركتهم

أعد عمال شركة طنطا للكتان دراسة لتشغيل شركتهم، للرد على حجج الدولة بأن الشركة تحتاج إلى أموال ضخمة لتشغيلها من جديد، وبالتالي لن تكون هناك فرصة لعودة العمال الخارجين على المعاش المبكر الإجباري للعمل من جديد.
العمال – حوالي 300 عامل – يخوضون معركة طويلة مع الخصخصة، وبعد أن حصلوا على حكم نهائي بعودة الشركة، وعودة العمال تصر حكومة رجال الأعمال على عدم تنفيذ الحكم، وفي الوقت الذي تعد فيه قوانين لتحفيز المستثمرين وإعادة عجلة الخصخصة من جديد.
وقال جمال عثمان القيادي العمالي بالشركة: “كفاحنا متواصل من أجل تنفيذ الحكم، وفي هذا السياق أعددنا هذه الدراسة لكى يعرف الرأي العام عدالة قضيتنا، ومدى تواطؤ الحكومة مع المستثمرين الذين اشتروا المصانع بتراب الفلوس. وندعو الحركة العمالية وخاصة الشركات المشابهة، للتضامن معنا، وكذلك القوى السياسية والثورية المنحازة للعمال”.
وفيما يلي نص الورقة التي أعدها العمال وأرسلوها لكل المسئولين بالدولة:
“شركة طنطا للكتان ذاع سيطها وسمع بها القاصي والداني وعرف مشكلتها كل الاقتصاديين والمهتمين بالشأن الاقتصادي والعمالي. لما لا، وهي إحدى نتاج الخصخصة المتوحشة التي تجسدت فى عصر بائد أكل كل ما أمامه تحت مسمي بيع الشركات الخاسرة ثم بعد ذلك بيع الرابح والخاسر على حد سواء.
لم تكن شركة طنطا للكتان عند تصنيفها من قبل اللجنة الوزارية للخصخصة كشركة خاسره ولكن صنفت على أنها شركة قليلة الربحية.
بيعت طنطا للكتان فى 2005 لمستثمر رئيسي دون الالتفات لأي بعد اجتماعي عمالي أو اقتصادي أو سيادي.
حدث ما حدث ودمرت صناعة الكتان على مدى 8 سنوات هي عمر المستثمر فى الشركة تخللها صراع طويل امتد من 2008 حتي 2014 بين العمال والمستثمر انتصر في هذا الصراع العمال ليس لأنفسهم ولكن لصالح الدولة، وإعادة الشركة لها وتسخير كل جهودهم إلى إعادة هذا الكيان إلى ما كان عليه فكان بحق كفاح عمالي بطولي يحسب لهم وهم يواجهون ليس مستثمر وحده ولكن حكومة تطعن على أحكام العودة وتلاحقهم أينما كانوا، ولن يثنيهم ذلك على تكملة المشوار وعودة الشركة إلى الدولة بحكم تاريخي يكفي أن قاضيه قال بالحرف الواحد أن شركة طنطا للكتان كانت بالنسبة لهم شيطان رجيم وشر مطلق لابد من التخلص منه.
كان ما كان وعادت طنطا للكتان إلي الدولة. فما هي طنطا للكتان؟
شركة تابعة للقابضه الكيماوية. بها 10 مصانع مختلفه الإنتاج. مساحتها 74 فدان. عدد عمالها الحاليين 176 عامل دائم و 300 عامل بعقد مؤقت. تابعة نقابياً للغزل والنسيج. عدد عمالها السابقين قبل البيع 2300 عامل.
أنشئت فى 4/11/1954 وكانت شركة مساهمة مصرية من مجموعه مصانع. وأممت عام 1962 (والمؤمم لا يباع).
شركة وحيدة في مصر والشرق الأوسط فى صناعه الكتان ومشتقاته فما هي مصانعها؟
1 – مصنع الكتان
2 – مصنع الخشب السميك
3 – مصنع الخشب الرفيع
4 – مصنع الدبارة “السميك”
5 – مصنع الدباره “الرفيع”
6 – مصنع الكونتر
7 – مصنع اليوريا
8 – مصنع الزيت
9 – مصنع الميلامين
10 – مصنع المنتجات الخشبية
كيف تعمل الشركة وما هي منتجاتها؟
الشركة تعمل فى صناعة الكتان وزراعته بدءاً من إنتاج التقاوي بالتعاون من مراكز البحوث الزراعية وانتهاء بتصدير الكتان إلى أكثر من 7 دول أوروبية.
تنتج الشركة شريط الكتان بأنواعه وكذلك الدبارة ” غزل الكتان ” إلى خيوط ومن ضمنها الخيوط الرفيعة التي تستخدم فى نسيج القماش، وتنتج الشركة الخشب الحبيبي الأكثر مبيعاً فى السوق ويحظى منتج الشركة بسمعه عالية وجودة فائقة وكذلك خيوط الدبارة بسماكات متفاوته تتعدى أرقامها 135 كما تنتج الشركة زيت بذرة الكتان “لتصنيع البويات” وكذلك الزيت الحار بدرجاته العالية 1 , 2 , 3 ويصدر بالكامل.
بعد صناعة الخشب الحبيبي يتم كسوته بورق الميلامين ليصبح خشب حبيبي ميلامين عال الجودة ويصدر للدول العربية ويستخدم فى نطاق واسع فى مصر كما أن ناتج عصر بذرة الكتان هو علف حيواني عالي القيمة الغذائية الحيوانية.
أما مصنع اليوريا أو ما يسمى بالعامية الصمغ الخاص بالخشب فهو من مستلزمات الإنتاج التي توفر بالشركة بديلاً عن شرائها من خارج الشركة، وفي النهاية مصنع المنتجات الخشبية الذي يزخر بالماكينات العتيقة في تصنيع الموبيليا والأبواب والشبابيك التي كانت تحظى بسمعة جيدة جداً. هذا حصر قليل من كثير ويجب أن نقول أن أردأ ما ينتج من مخلفات الكتان يصنع منه أفخر أنواع الورق “البنكنوت”.
هل تعلم:
أن عود الكتان قائم عليه كل هذه الصناعات وأن 7 مصانع من 10 قائمة على عود الكتان.
هل تعلم أيضاً أن عمل كل هذه المصانع مرتبط ببعض ويعمل تباعاً.
كيف نطور الشركة؟
لحسن الحظ أن صناعة الكتان ليس بها الطفرة الصناعية الكبيرة والماكينات المتطورة الحديثة التي تتطلب التجديد والتحديث الدائم ولكنها تعمل حسب منظومة بسيطة وغير معقدة وتعتمد على الخبرة فى المجال أكثر من اعتمادها على التطور الصناعي المنشود في بعض الصناعات الأخرى.
ما هي متطلبات التطوير بالشركة؟
عندما عادت شركة طنطا للدولة اقترح العمال أن ما تحتاجه الشركة من مقومات لنجاحها بسيط جداً بالمقارنهة لما قد يدهش البعض من شركة خاسرة على حد قولهم إلى شركة ناجحة بإمكانيات مالية بسيطة لا تتعدى 15 مليون جنيه على مراحل، ونعتقد أن ذلك مبلغ بسيط لتطوير وتشغيل شركة مثل طنطا للكتان.
تطوير مصنع الدباره بماكينات حديثة في أوقات زمنية لاحقة للخيوط الرفيعه التي يحتاجها السوق الخارجي وعليها طلب كبير وملح ولا يمنع ذلك من تشغيل المصنع بالإمكانيات الحالية وتحقيق نتائج مرضية بإجراء بعض الصيانة العاجلة والغير مكلفه نسبياً.
مصنع الكتان المصنع الرئيسي بالشركة يعمل بحالة مرضية ولا يحتاج إلا إجراء بعض الصيانة الممكنة بالإمكانات المتاحة ويجب تشغيلة ثلاث ورادي حتى يحقق الهدف المرجو من تشغيلة وهو المصنع الأساسي بالشركة إلي جانب مصنع الشخب الرفيع وهو المصنع الوحيد الذي يحتاج إلى حوالي 2 مليون جنيه لإجراء صيانة حقيقية يعمل بعدها بحالة جيده حيث أن إمكانياته عاليه جداً ولا مثيل له فى السوق المحلي لذلك يجب انتداب شركة متخصصة في مجاله لكي تقوم بإجراء الصيانة اللازمة له.
مصنع الخشب السميك: نستطيع أن نقول أنه المصنع الوحيد الذي يكلف صيانة وقطع غيار وتشغيلة غير مجدي لأن مصنع الخشب الرفيع يقوم بنفس الدور تقريباً ولا حاجة له فى الوقت الحالي لانه يستنزف موارد الشركة عند تشغيلة نظراً لأعطاله المتكررة.
مصنع الميلامين: أحد أهم المصانع بالشركة ويحتاج إلى بعض الصيانة من متخصصين خاصة أن المتواجدين بالشركة الآن غير مؤهلين لتشغيلة بالصورة المرضية وتكمن مشكلته الأساسية في متخصصين وهم متواجدون من العمال الذين خرجوا على المعاش المبكر وكذلك يحتاج إلى ورق الميلامين الذي يستورد من الخارج ويحتاج إلى حوالي 5 مليون جنيه لفتح إعتماد وإستيراد الورق الخاص بالمصنع الذي يتم لصقه على لوح الخشب الحبيبي.
تتبقى مشكلة أخرى وهي توفير المبالغ اللازمة لذلك وكذلك المبالغ اللازمة لشراء “الساس” وهو الخام الذي يصنع منه الخشب الحبيبي وكذلك الميلامين وهو متوافر بالسوق لعدم توافر الكتان الخام الذي يستخرج منه هذا الخام بالشركة حالياً لعدم زراعة كتان هذا الخام مما سيعود بالسلب علي الشركة لمدة عامين وهو ما بح صوتنا لزراعته لضمان تشغيل الشركة لمدة عامين على الأقل يتبقي شيء آخر وهو إعادة الهيكله للشركة بالكامل بالنسبه للعمال والموظفين والمهندسين وتشغيل ما يجب أن يشغل بدراسة واقعية على أرض الواقع يشارك فيها العمال لأنهم أصحاب الخبرة وأصحاب الرؤية الصحيحة الحقيقية لنمو الشركة وازدهارها.
مجلس إدارة منتخب:
لابد من تشكيل مجلس إدارة منتخب لأن وجود مفوض بالشركة لا يتم محاسبته أو إلزامه بأية خطه يفسح المجال للفساد وعدم الرؤية الواضحة لسياسة التشغيل بالشركة وكذلك المحاباه لأنه لا يوجد رقيب.
بقى أن يعلم الجميع أن شركة طنطا عادت إلى الدولة ولابد أن يكون الأداء أفضل من ذلك مائة مرة لكي نثبت أن عودتها والمحاربة من أجل استردادها لم يكن إلا لشيء يستحق أن يعود.
الشركة في النهاية شركة واعدة ستحقق أرباح ونتعهد بذلك في غضون 3 سنوات بشرط إعادة الهيكلة الصحيحة ومشاركة العمال وضخ الأموال لتشغيلها وتشكيل مجلس إدارة منتخب وعمل نقابة تدافع عن حقوق العاملين لأن الشركة ليس لها نقابة حالياً ويتم دفع الاشتراك للنقابة العامة للغزل والنسيج.
ما هو احتياج الشركة من العمال؟
بدراسة بسيطة يعلمها عمال الشركة قبل إدارييها أن مصنع الكتان عندما يعمل بكامل طاقته يتاج إلي 280 عامل، ومصنع الدوباره 190 عامل، ومصنع الخشب الرفيع 100 عامل ومصنع الميلامين 60 عامل ومصنع المنتجات 40 عامل ومصنع الكونتر 80 عامل ومصنع اليوريا 50 عامل ومصنع الزيت 60 عامل والورش الهندسية 50 والأمن والحراسة 80 والصيانة والتركيبات 40.
بخلاف إدارات أخرى مثل الخدمات العامة وشئون العاملين والإطفاء والأمن الصناعي والمشتريات والمبيعات بإجمالي تقريبي 170 تمهيداً لعمل كل الأقسام بكامل طاقتها.
لم يتبق إلا الإرادة الحقيقية في إعادة طنطا للكتان إلى ما كانت عليه”.