الإدارة والقابضة والقوى العاملة “إيد واحدة” ضد “غاز مصر”
واصل عمال شركة غاز مصر أمس، الخميس، إضرابهم عن العمل في كافة مواقع الشركة ردا على فشل المفاوضات مع الشركة القابضة التي رفضت الاستجابة لمطلب العمال بتوحيد اللوائح الداخلية على كافة العاملين، في حين اشترطت القوى العاملة على العمال فض الإضراب قبل التفاوض. فيما هددت الإدارة بتحرير محاضر تحريض على التجمهر والإضراب ضد عدد من القيادات العمالية بالشركة.
ووفقا لتصريح قيادي عمالي لجريدة “الاشتراكي” فقد “نفذنا منذ 19 يوما إضراب كلي في كل المحافظات، ماعدا حالات طوارىء الحريق وكسر الغاز، لتطبيق مواد اللائحة حيث لا يتم تطبيق أي بند من بنودها إلا الجزء الخاص بالجزاءات”.
وينتقد الفني أحمد، الأوضاع المثيرة للسخرية حيث التعيينات بالجملة للمقربين وأبناء أصحاب النفوذ، كتعيين صاحب توكيل سيارات مشهور وقريبه طبيب مشهور بالمنصورة، ويضيف “تتبع الشركة أساليب ملتوية للتفريق بين المؤهلات العليا (مستوى أول) والفنيين (المستوى الثاني) في المعاملة المادية وغيرها، كما أن الشركة تدخل في سباق استغلال عمال اليومية بـ 1500 عامل توردهم لها شركة اليسكو، والتي تعاملهم كالعبيد، فليس لديهم أىي حق، وإذا حاول العمال مساندة زملائهم، كما حدث في الإضراب الأخير، تهددهم الشركة بالطرد.
كما أضاف “الفنيين الذين يتعرضون لأخطار التعامل مع الغاز لا يتم إمدادهم بالمهمات اللازمة، كما لا يوجد مكان لقضاء الحاجة في مواقع العمل، ولا تُصرف أي من البدلات كبدل المخاطر، ولا تتحمل الشركة إصابات العمل، كما حدث مع أحد الفنيين عندما انهار عليه جدار أحد العقارات، ودخل في غيوبة دون التزام الشركة بتكاليف علاجه”. في حين لم تُصرف الأرباح حتى الآن والتي تقدر حسب القرب من الإدارة والولاء لها.
ويؤكد العمال على أن غياب الشفافية وآليات المحاسبة داخل الشركة هي السبب الرئيسي للفساد المستشري، ولذلك يرفعون مطلبا واضحا في تطبيق اللائحة، وإيقاف الخصومات من المرتبات، حتى أن الشركة أعطت العمال 3 أيام إجازة جبرية مخصومة من المرتب عقابا لهم على الإضراب. لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل اعتدى أحد المهندسين على العمال المضربين بالسب.
ويضيف إسلام، قيادي بالنقابة المستقلة “قامت الشركة مؤخرا بنقل عمال مضربين إلى أماكن أبعد كعقاب لهم، لكن رغم كل محاولات التفريق أو كسر شوكتهم، فإن عمال غاز مصر يدركون أن المعركة مازالت طويلة وإنهم مستمرون حتى الحصول على حقوقهم المشروعة، مطالبين كل القوى النقابية والسياسية بالتضامن مع إضراب العمال، وموجهين نداء خاص لعمال مصر في شركات البترول. فالتضامن هو سلاحنا، ليس فقط من أجل تلبية مطالب المعينيين في لوائح موحدة وعادلة، لكن أيضا في تثبيت عمالة المقاول، فيجب أن يكون كل العمال ايد واحدة”.