“النقل العام” تتحول الى ثكنة عسكرية لمنع التضامن مع العمال المعتقلين
تحوَّلت جراجات هيئة النقل العام بالقاهرة الكبرى إلى ثكنة عسكرية لقمع أي تحرك تضامني مع قيادات الهيئة الستة المعتقلين، الذين جرى اعتقالهم السبت الماضي، وأُحيلوا لنيابة أمن الدولة بتهمة التحريض على الإضراب والانتماء لخلية إرهابية.
ويقول عامل بالهيئة، إن عناصر مباحث الأقسام ومخبرين من الأمن الوطني منتشرين بكثافة في كل الجراجات (27 جراجًا) وورش الصيانة، وخصوصًا في الجراجات، التي يعمل بها العمال المقبوض عليهم، وبحسب كلامه: “المخبرين عاملين ترهيب كبير للعمال، أي عامل بيسلم على زميله أو حتى مجرد يقوله صباح الخير يأتي مخبر المباحث يفرقهم، وبصراحة الوضع في الجراجات صعب، والعمال مبقوش يتجمعوا مع بعض ولا حتى بيفطروا مع بعض زي زمان”.
ويضيف، على سبيل المثال في جراج إمبابة، والذي يعمل به القيادي المعتقل طارق البحيري، تجمع عدد من العمال الغاضبين، وهددوا بالإضراب لمعرفة مكان زملائهم المعتقلين، وللمطالبة بالإفراج عنهم، وفي دقائق هجمت قوات أمن كبيرة على الجراج واصطحبوا العمال المضربين، وهددوهم بالاعتقال مثل زملائهم في حال تكرار ما جرى، كما رفع الأمناء السلاح في وجوهم مما أجبر العمال على التراجع.
ولفت عامل بالهيئة، إلى أن العمال ينقسمون حاليًا ما بين قسم مستعد للحركة دعمًا لزملائهم المقبوض عليهم، ولكنهم ينتهزون اللحظة المناسبة للتحرك، وبين فريق آخر بدأ يخاف من الهجمة الامنية ملقيًا باللوم على زملائه المحبوسين، لأن “الوضع بايظ كدا كدا، وأن الإصلاح مستحيل وعلينا أن نقبل بالقدر والنصيب”.
في حين أن فريق آخر من العمال تُحرِّكه الإدارة ويقوم بتوصيل رسائلها سواء بالتهديد او الترغيب، ودومًا ما يثير مشاكل في كل اجتماع يستهدف بحث سبل التضامن مع العمال المعتقلين.
وبشأن النقابة المستقلة التي وقفت في وجه الإضراب، أشار إلى أن عددًا من العمال تركوا النقابة وقرروا عدم مواصلة العمل النقابي كليةً بسبب الإحباط والخوف، مشيرًا إلى أن النقابة أصبحت “شِلة” من العمال المحسوبين على الإدارة، وكل محاولاتها لرأب الصدع بينها وبين باقي العمال فشلت.. وأصبح العمال يتجنبون الكلام مع النقابيين الباقين.
يُشار إلى أن أكثر من مائتي نقابي وناشط سياسي وحزبي أصدروا بيانًا الخميس، يرفضون فيه اعتقال القيادات العمالية بهيئة النقل العام، وهم يمارسون العمل النقابي والنضال مع زملائهم لوقف الخصخصة ورفع الأجور.
وقالوا في البيان إن العمال بالهيئة يناضلون من أجل حقوقهم المشروعة في الوقت الذي ترتفع فيه الأسعار، وقد أظهروا حسن النية وطلبوا الجلوس للتفاوض مع رئيس الهيئة من خلال وفد التفاوض الذي اختاره العمال بشكل ديمقراطي، واستمرت المفاوضات لمدة سنة ونصف على مدار جلسة أسبوعيًا ولم تسفر عن أي نتيجة إيجابية، على الرغم من أن الوفد كان قد أعد لائحة بديلة للائحة الهيئة ذات العوار.