بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

قصور واستراحات وفنادق للديكتاتور وجنرالاته

حملة إزالة مدعومة بقوات أمنية تهدم منطقة عين الحياة بحي الخليفة

في ظلِّ إهدار مليارات الجنيهات من أموال المصريين على قصور واستراحات وفنادق للديكتاتور الحاكم وجنرالاته، حاصرت حملة إزالة مدعومة بمئات الجنود من قوات أمنية منطقة عين الحياة بحي الخليفة بالقاهرة على مدار اليومين السابقين، وهدمت قوات الإزالة كل شيء وقف في طريقها، حتى أنها لم تكترث لسحق المقابر الموجودة في المنطقة فوق عظام الموتى، تاركةً رفاتهم طعامًا للكلاب الضالة.

وبحسب ما جاء على لسان وزير الإسكان والمرافق، فإن الغرض من الإزالة هو تحويل المنطقة إلى “مزار سياحي عالمي“.

ونفى مصدرٌ من الأهالي رواية الدولة بتوفير شقق سكنية في مشروع الأسمرات، قائلًا: “المفاوضات كانت مستمرة مع المحافظة منذ عامين، وسُلِّمَت بالفعل 12 وحدة سكنية لبعض الأهالي وقتها، ولكن فوجئنا بطرد 10 أسر منها بعد شهرين”. وأضاف أن الأهالي رفضوا الحوار معهم حتى جاءتهم بعد القيادات الأمنية منذ عدة أشهر ليخبروهم أن الإزالة سوف تُنفَّذ بعد شهر ولا حل أمامهم إلا التفاوض من جديد مع المحافظة، لتخبرهم هذه المرة بأن التعويض المقترح من الدولة هو وحدات بديلة في مدينة 6 اكتوبر وأن لا مجال للتفاوض في ذلك.

رفض الكثير من الأهالي هذا الاقتراح بسبب عملهم في منطقتيّ الحسين والإمام القريبتين من المنطقة، معتبرين نقلهم إلى 6 أكتوبر “قطع عيش دون توفير بديل”. وأضاف المصدر أن حتى الأُسر التي قدمت طلبات التعويضات لم يستلمها منهم إلا 8% فقط، فلجأت تلك الأسر للعيش داخل الخيام بجوار جبل عين الحياة مثل أهالي أكشاك أبو السعود.

وأضاف المصدر أن المنطقة، التي كانت تسكنها أكثر من 1200 أسرة، كانت بها بعض ورش صناعة الفخار يعمل بها عشرات الشباب وكانت تمثل مصدر دخل لعشرات الأسر في المناطق المحيطة.

وأضاف مصدرٌ آخر من إحدى الجمعيات الأهلية التي كانت مسئولة عن تنمية منطقة عين الحياة: “اعتدنا كل عام على النزول في المنطقة في رمضان لتقديم المساعدات الغذائية، غير أننا فوجئنا رمضان الماضي باتصال من إحدى الجهات الأمنية طالبًا وقف النزول للمنطقة”. واضاف: “حدَّدَت الجمعية ميزانيةً، وأعدَّت خطةً بالتعاون مع عدة مؤسسات أخرى لتطوير المنطقة بشكل كامل، بداية من البنية التحتية بالتعاون مع بعض شركات الهندسة إلى التطوير الثقافي بالتعاون مع بعض أساتذة الجامعات. وحين قدمنا الخطة لصندوق تطوير العشوائيات ومحافظة القاهرة فوجئنا بالرفض دون أسباب”.

وأوضح أن هناك بالفعل “آلاف الجنيهات أُنفِقَت في هذا المشروع، ودخلت خدمات المياه والكهرباء للعشرات من البيوت بجهود الجمعية، ولكننا أُصبنا جميعًا بصدمة عند توقف المشروع، وأيضًا لأن الأموال وجهد الشباب المتطوعين راحوا هكذا دون فائدة”.

ولا يختلف الوضع كثيرًا في منطقة أكشاك أبو السعود المجاورة لمنطقة عين الحياة، حيث حاصرت قوات الأمن المنطقة على مدار الأسابيع السابقة بالتزامن مع إزالتها بعد إزالة منطقة المدابغ. في المقابل، تظاهر العشرات من أهالي المنطقة أمام مبنى محافظة القاهرة يوم الإثنين الماضي، مطالبين بوحدات بديلة.

وقد نصبت عشرات الأسر خيامهم فوق أنقاض بيوتهم، إلى جانب إقامة العشرات من أُسر مساكن أبو السعود خلال الأسابيع السابقة في حديقة ملاصقة لمبنى حي مصر القديمة، على طريق صلاح سالم، بعد هدم منازلهم وعدم تعويضهم.