«سماد طلخا»: صمود العمال في وجه التصفية والقمع الأمني

أكمل مئات عمال شركة الدلتا للأسمدة بطلخا احتجاجاتهم لليوم 38 على التوالي، ونظَّم العمال أمس الجمعة مسيرةً بين عنابر الشركة لليوم الثالث احتجاجًا على تصفية الشركة والمطالبة بوقف الحملات الأمنية تجاه العمال والإفراج عن العمال المعتقلين.
كانت قوات الأمن قد شنَّت فجر الأربعاء الماضي حملة أمنية على منازل عمال شركة الدلتا للأسمدة، رغم تعهد العمال بإزالة خيام الاعتصام في مقابل الإفراج عن العمال المعتقلين. وأكَّدَت مصادر لبوابة الاشتراكي اقتحام الأمن منازل 4 عمال على الأقل وتكسير محتوياتها لإرهاب أسر العمال وإلقاء القبض على شقيق وابن شقيق العامل إبراهيم الفلفل للضغط عليه لتسليم نفسه، مما دفعه لتسليم نفسه صباح الأربعاء ليرتفع عدد العمال المقبوض عليهم إلى 11 عامل على الأقل منذ بداية الأزمة.
ووفقًا لبيان أصدرته دار الخدمات النقابية والعمالية، كان العامل إبراهيم فلفل من ضمن 200 عامل آخرين وضعوا في قائمة المطلوبين من قبل أجهزة الأمن لمشاركتهم في الاعتصام المستمر من قرابة الشهر ونصف على خلفية مطالباتهم بتطوير الشركة وإعادتها للعمل.
واعتقلت قوات الأمن يومي 31 ديسمبر و1 يناير الجاري 10 من العاملين في الشركة من بينهم العضو المنتخب من العمال في مجلس الإدارة و4 من اللجنة النقابية، واقتادتهم إلى مقر الأمن الوطني بالدقهلية، حتى قرَّرت نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيق.
ويشهد محيط الشركة منذ بداية الشهر تشديداتٍ أمنية وسط تخوفات بين العمال من اقتحام الشركة، خاصةً بعد قرار إغلاقها ونقل العمال الي مدينة السويس، إلا أن أحد العمال بالشركة قد أوضح لبوابة الاشتراكي أن قرار النقل شمل 600 عامل فقط، ولا يزال مصير بقية العمال مجهولًا.
وبدأ عمال الشركة اعتصامهم يوم الخميس 3 ديسمبر، بعد أن فوجئوا بلجنة من المساحة يرأسها نقيب من القوات المسلحة تقوم برفعٍ مساحي لأرض الشركة بقرار من محافظ الدقهلية، وأن المحافظ قرَّر إنشاء مجمع سكني عليها بعد أن حصل على موافقاتٍ من الشركة القابضة والمسئولين على إنشاء المجمع، مما يعرِّض أكثر من 2500 عامل وأسرهم للتشريد.
وترجع بداية الأزمة إلى شهر أبريل الماضي عندما حدث عطلٌ بأحد أقسام المصنع الرئيسية، قسم الغاز – الأفران، مما تسبَّب في توقُّف المصنع بالكامل، وكان العمال قد نظَّموا وقفةً احتجاجية الشهر الماضي مطالبين بتطوير الشركة والمصنع عقب تسريب أنباء عن بيع مقر الشركة بسبب توقف الإنتاج.