بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

إبراهيم حسن.. مناضل عمالي في النقابة العامة

انتهت مرحلة انتخابات النقابات العمالية فى اللجان القاعدية لتؤكد على حقيقة ساطعة كالشمس هى أن النظام الحاكم وطبقته الرأسمالية احترفوا أدوات القمع والفساد والبلطجة لتزوير إرادة العمال لضمان استمرار السيطرة على التنظيم النقابي ليسهل لهما تكثيف استغلال العمال. ثم أتت بعد قليل انتخابات النقابات العامة لتؤكد على نفس الحقيقة. لكن معركة الانتخابات النقابية علمتنا أيضاً أن هناك مناضلين “أصلب من الحديد”، تصدوا لمحاولات التزوير وخاضوا المعركة بكل جسارة وبسالة دفاعاً عن حقوق العمال وضد الفساد والاستغلال. واستطاع بعضهم رغم الصعاب الفوز بمقعد اللجنة النقابية، والبعض الآخر وضع قدمه رغم أنف الفاسدين داخل النقابة العامة.

الأستاذ إبراهيم حسن أحد هؤلاء الذين حال بينه وبين الترشيح لمقعد لجنته النقابية اضطهاد الإدراة المنظم له لا لشئ سوى لأنه اختيار الانحياز إلى مصالح العمال والدفاع عنها إيماناً منه بأن “المال مالهم والخير منهم” على حد قوله. إلا أنه لم ييأس بل واصل المعركة وتقدم لانتخابات النقابة العامة وسط صعاب شديدة واستطاع بفضل ثقة زملائه فيه وتاريخه النقابي النضالي الطويل، استطاع الفوز بمقعد النقابة العامة.

يعمل الأستاذ إبراهيم حسن فى شركة النيل العامة للنقل المائي (قطاع أعمال حالياً)، حيث تم تعيينه فى شركة النقل النهرى عام 1972 قبل دمجها مع شركة النقل المائي عام 2001.

انخرط عم إبراهيم فى العمل النقابي منذ منتصف الثمانينيات حيث فاز بمقعد اللجنة النقابية لأول مرة، ليواصل مواقفه النضالية دفاعاً عن مصالح العمال داخل النقابة، الأمر الذى أهله للفوز بمقعد عضوية مجلس إدارة الشركة فى دورة عام 1996 وظل محتفظاً به حتى الدورة الأخيرة التى لم يرشح نفسه بها.

كشف عم ابراهيم وتصدى من خلال موقعه فى النقابة ومجلس الإدارة للكثير من مخططات الفساد. كان أهمها، كما يقول، التصدي لعملية بيع أراضي الشركة برملة بولاق على كورنيش النيل بجوار المركز التجارى أركاديا، حيث كان من المخطط بيع قطعة الأرض لأحد ضباط الجيش الكبار، والذى يمتلك شركة للسياحة، بثمن بخس يقدر بثمانية ملايين جنيه. استطاع العمال بالفعل فضح الصفقة، وتأكد موقف العمال الصحيح عندما بيعت نفس قطعة الأرض بعد ثلاثة أشهر فقط بـ 54 مليون جنيه.

كما خاض المناضل إبراهيم حسن، إلى جوار زملائه العمال، العديد من المعارك والاحتجاجات ضد محاولات الإدارة لتقليص امتيازات العمال والانقضاض على حقوقهم. كان آخر هذه النضالات الإضراب الذى نفذه العمال لمدة 15 يوماً احتجاجاً على محاولات خصخصة الشركة. ورغم أن دور اللجنة النقابية كان سلباً ومضللاً للعمال، إلا أن إبراهيم حسن وقف فى خندق العمال متبنياً مطالبهم وفاضحاً لموقف النقابة المتخاذل، حتى نجح العمال وتم وقف البيع.

هذا التاريخ النضالى لإبراهيم حسن جعله هدفاً للاضطهاد المنظم من قبل إدارة الشركة. كانت آخر مظاهر هذا الاضطهاد صدور قرار بنقله تعسفياً من مكان عمله إلى مكان آخر بالإضافة، إلى توقيع جزاءات عليه وصلت إلى خصم 37 يوم من مرتبه، وهو أمر مخالف للقانون. لكن فى المقابل فإن هذا التاريخ النضالي هو ما أهل إبراهيم حسن للفوز أولاً بثقة زملائه العمال ليس فقط فى موقع العمل بالقاهرة ولكن فى فروع الشركة بالمحافظات. وهو ما شجعه ثانياً على الترشح لعضوية النقابة العامة رغم عدم تمكنه من الترشح لعضوية اللجنة النقابية بسبب تعسف الإدارة والنقابة العامة ضده.

لم تكن المعركة سهلة، على حد وصف عم إبراهيم. فكان عليه القيام بدعايته الانتخابية فى فروع الشركة المتواجدة فى ست محافظات بالإسماعيلية والسويس وبورسعيد والبحر الأحمر وأسوان والأقصر، فى وقت محدود للغاية، ناهيك عن تكلفة ذلك المادية. هذا بالإضافة إلى العدد الكبير من المرشحين الذى وصل إلى 34 مرشح والمنافسة الضارية بينهم، ورغم ذلك خاض عم إبراهيم المعركة واستطاع الفوز.

تحية نضالية إلى الأستاذ إبراهيم حسن وكل النقابيين والمناضلين الذين يدافعون عن حقوق العمال ضد الظلم والفساد والاستغلال.