بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

وسط زخم عمالي وأفراح النقابة المستقلة

أبو عيطة يعلن عن تشكيل حركة عمالية جديدة

دعوات إلى جبهة عمالية من أجل انتزاع الحد الأدنى للأجور
العمال يهتفون: قولوا لحسين مجاور.. طلقناك بالتلاته

عكست حالة الصعود التي شهدتها الحركة العمالية نفسها على احتفالات عيد العمال هذا العام ..الاحتفالات التي نظمها حزب التجمع ولجنة الحريات في نقابة الصحفيين واللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية شهدوا حضورا حاشدا من مواقع عمالية متباينة، وتصدرت المطالب العمالية التي رفعتها الاحتجاجات العمالية المشتعلة كلمات المتحدثين سواء من القيادات العمالية أو المثقفين المنتمين لمشروع الطبقة العاملة في التغيير.

وسادت حالة من الفرح والبهجة والثقة الحضور لانتزاع الحركة العمالية لأول نقابة مستقلة في مصر منذ ما يزيد على خمسين عاما. وانطلقت الزغاريد لترج قاعة نقابة الصحفيين بإعلان كمال أبو عيطة عن موافقة وزير المالية على إنشاء صندوق الرعاية الاجتماعية لموظفي الضرائب العقارية كثمرة كفاح للنقابة المستقلة .وبدا واضحا نزوع عدد غير قليل من القيادات العمالية الشابة إلى توحيد حركتها في لجنة جديدة أعلن عنها نقيب الضرائب العقارية كمال أبو عيطة، تسعى للنضال وسط العمال من أجل تنظيم أنفسهم لتأسيس نواة اتحاد عمال مستقل خلال السنوات القليلة المقبلة.اللجنة الوليدة تضم قيادات عمالية من غزل المحلة والسكة الحديد والضرائب العقارية والأسمنت وغيرها.

وتحت تأثير نجاح موظفي الضرائب العقارية في انتزاع نقابتهم التي تشكل مرحلة جديدة بحق في تاريخ الحركة العمالية ،ارتفعت أصوات عديدة معادية للتنظيم الرسمي وتطالب بإنشاء تنظيمات عمالية مستقلة ومن غزل شبين وقف قيادي شاب: النقابة الرسمية لم تفعل لنا شيئا، بل “باعت” عمالنا المنقولين، بالتعاون مع سعيد الجوهري رئيس النقابة العامة..والحل، كما يقول، هو الإضراب عن العمل، والتنظيم المستقل”.

حرارة كلمات القيادي، ترددت في مطالبات واسعة ، والأهم الاستعداد، للتنظيم في شركات مختلفة، ولكن كان أبرزها دعوة فوزي عبد الفتاح رئيس لجنة الإداريين “المتعجلة ” لإنشاء نقابة مستقلة،لإداريي التربية والتعليم.

وفي كلمته أوضح البدري فرغلي رئيس اتحاد المعاشات أن الاتحاد المستقل قادم قادم ، وتحدى الحكومة أن تواجه غضب الجوعي مشيرا إلى أن اتحاد المعاشات سينظم قريبا سلسلة من الاحتجاجات والوقفات للمطالبة برفع قيمة المعاشات، ووقف استيلاء الحكومة على أموال اليتامى والأرامل.

وشدد على أن الحركة العمالية نجحت في هز “أركان النظام” ، ولكنه لم يع الدرس بعد، وما وزال مصرا على أن يلعب بالنار، مشددا على أن المستقبل سيشهد ولادة حزب العمال.

وبغض النظر عن حالة التعجل، وعدم القراءة الصحيحة لتجربة الضرائب العقارية التي اعتمدت لفترة طويلة على البناء وسط قواعد الموظفين، إلا إن النزوع العمالي للتنظيم يلقى أولا على عاتق كل المهتمين بالحركة العمالية مهمة بالغة الأهمية في مساندة العمال والموظفين في تنظيم أنفسهم ، وثانيا على عاتق قيادات الضرائب العقارية مهمة نقل خبرتهم إلى الفئات الراغبة في التنظيم.

نكتة العلاوة

واحتلت “نكتة العلاوة الاجتماعية” نصيب الأسد في أحاديث القيادات العمالية وقال قيادي عمالي من شركة غزل المحلة: العصابة الحاكمة تنهب مصر، ورجال الأعمال يحصدون المليارات، بينما يرفض النظام منح العمال علاوة اجتماعية لا تقل عن علاوة العام الماضي (30%)..مشيرا إلى أن النظام يطرح علينا جميعا النضال من أجل حد أدنى للأجور .

وقال المناضل الاشتراكي كمال خليل ” يستطيع النظام وبالأرقام توفير 80 مليار جنيه لرفع الحد الأدنى للأجور من الموازنة إذا تبنى سياسة أكثر عدلا ، ولكنه يرفض ،فهو يريد الخروج من الأزمة التي صنعها بسياساته على حساب الكادحين، ولكننا نقول له :إن الإضرابات والاعتصامات التي أرغمتك على الإقرار بحق الإضراب، والاعتراف بالنقابة المستقلة لقادرة على انتزاع مطلب حد أدنى للأجور، داعيا في الوقت ذاته إلى بدء تشكيل جبهة عمالية متحدة من كل الفاعليات العمالية المكافحة لكي تتحرك معا نحو هذا الهدف عبر آليات جديدة ومعركة قاعدية تسعى للتعبئة وسط القواعد العمالية.

ومن جانبه قال النائب محمد عبد العليم داود عضو مجلس الشعب ..إن مصر تفتقد إلى حزب العمال ..مشيرا إلى أن أحزاب المعارضة باتت كلها في حجر السلطة، ولم يعد هناك سوى لجنة السياسات لرئيسها جمال مبارك الوريث المقبل.وأضاف إن عمال مصر لقادرين على تشكيل حزبهم السياسي لمواجهة سياسات الإفقار والاستبداد.

اضطهاد العمال والأزمة المالية

ووسط الجموع التي حضرت احتفالات عيد العمال تستطيع أن تلمح بسهولة اتساع عدد المضطهدين بسبب نشاطهم العمالي، ولكنها وسط طوفان الاحتجاجات العمالية لا تنال الاهتمام الكافي ..وفي هذا السياق تحدثت قيادات عمالية من مواقع مختلفة كغزل المحلة وغزل شبين وأطلس للمقاولات وغيرها ..ودعا عدد من القيادات العمالية إلى أهمية تشكيل صناديق التضامن في المواقع العمالية وداخل الشركات ..مشيرين إلى أن الحركة العمالية ينبغي أن تقرأ دروس معارك الحناوي،والعامرية حيث نجحوا في إعادة العمال المنقولين والموقوفين عن العمل تحت ضغط إضراب العمال.

ومن أجل التضامن الفوري مع عمال شبين نظمت حملة جمع توقيعات من الحضور وقع عليها ما يقرب من 400 قائد عمالي للمطالبة بعودة القيادات العمالية الأربعة المنقولة، ورفع الاضطهاد عن كافة القيادات العمالية ..وهتف العمال الذين احتشدوا على سلالم نقابة الصحفيين: الإضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع.. قولوا لحسين مجاور ..طلقناك بالتلاتة..و ..حركة عمالية واحدة ..ضد السلطة اللي بتدبحنا.

وناقشت احتفالية اللجنة التنسيقية آثار الأزمة المالية على عمال مصر، ودعت إلى رفع شعارات عمالية في مواجهة حكومة رجال الأعمال من قبيل صرف إعانة بطالة، وتفعيل صندوق الطوارئ..وفضح الحكومة التي تدعم رجال الأعمال المتعثرين بينما تترك العمال بلا سند.

واعتبر عدد من المتحدثين أن الأزمة تعد فرصة للهجوم على سياسات الخصخصة التي فشلت في كافة أنحاء العالم، وللدفاع عن بديل أخر هو بناء مجتمع المنتجين من عمال وفلاحين.. البديل الاشتراكي.

وعلى هامش الاحتفالات تم تكريم عدد واسع من القيادات العمالية التي ناضلت في كافة المواقع العمالية بالإضافة إلى عدد من المحامين العماليين وأعضاء مجلس الشعب والشخصيات العامة المعروفة بانحيازها إلى حركة الطبقة العاملة. وكل عام وانتم مناضلون.