بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

في المصانع والغيطان والحواري

المقاومة مستمرة

يتطور المشهد الاجتماعي في مصر بسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة بدرجة تدفع بالقوى السياسية الفاعلة إلى اللهاث وراء الجماهير لملاحقة الأحداث وليس العكس. فبعفوية تتقدم الجماهير يوما بعد يوم في تطور وعيها ملقنة من امتهنوا السياسة من المعارضة أو الحكومة على السواء دروسا في النضال والمقاومة.. ولا يمر يوما بدون أن نسمع خبرا عن اعتصام، إضراب، تجمهر، أو وقفة احتجاجية، وعن جبهات جديدة تفتح في معركة المقاومة الاجتماعية.

لم يعد الأمر يقتصر على الطبقة العاملة فقط، والتي مازالت تتحرك ملقية الرعب في قلوب النخبة الحاكمة بإضراباتها مثل إضراب غزل العامرية الأخير، فبعد انتفاضة العمال وفقراء المدن بالمحلة إبريل الماضي، انتفض صيادو وأهالي البرلس واشتبكوا مع قوات النظام مطالبين بتوفير الدقيق المدعوم، وبعد سلسلة من التظاهرات والتعبئة انتصر أهالي دمياط على شركة «إجريوم» التي كادت أن تدمر رزقهم.. ويتصاعد الاحتقان في الريف المصري مع تصاعد هجمة الحكومة وملاك الأراضي والبلطجية ضد مزارعي عزبة محرم وعزبة البارودي. وفي نفس الوقت انتصر فلاحو سراندو في ساحة القضاء بعد استبسالهم في وجه الاقطاعي صلاح نوار وجزار الداخلية محمد عمار لمدة أربع سنوات.. ويتحرك الآن فقراء المدن لمواجهة خطر الإزالة وهدم المساكن في طوسون وشمال الجيزة..

وتستمر معاناة الأقباط ومقاومتهم لطائفية النظام والمجتمع على حد سواء.. إذا كانت الثورة هي احتفالية المضطهدين»، فمصر مقبلة على احتفالية صاخبة وعلى الثوريين الالتحام بأسرع وقت بالقيادات النضالية التي تفرزها الانفجارات الاجتماعية الحالية.