هنا المحلة الكبرى صوت الطبقة العاملة
هكذا كان إضراب عمال غزل المحلة الـ 27 ألف كافيا لكي ينتبه الجميع، فالطبقة العاملة قررت أن توقف جميع أشكال المهاترات السياسية وأن تعلن عن حقيقتها… حقيقتها كطليعة للنضال في المجتمع. فبعد أكثر من 15 عاماً ضرب فيها إعصار الخصخصة وسياسات السوق مواقع الطبقة العاملة في المدن القديمة والجديدة علي حد سواء. وبعد أن شمت الأعداء، ويأس الأصدقاء، وتحديدا بعد انتخابات نقابية احتفلت بعدها الحكومة بانتصار ظنته نهائي علي الطبقة العاملة. جاء إضراب عمال غزل المحلة صفعة مدوية على وجه الجميع لتعود إلي الأذهان صور الإضرابات الجماهيرية في المحلة وكفر الدوار وشبرا وحلوان والسكة والحديد، ولترتفع أخيرا راية عمالية يتطلع إليها عمال العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر ومدن القناة الذين يعانون أكثر من غيرهم من جراء مذابح السوق.
وكما فتح إضراب عمال غزل المحلة آفاقاً جديدة للنضال العمالي، فقد أعطي أيضاً درساً هاماً لكل الحالمين بالتغيير والحرية والديمقراطية، لكل الذين يبحثون عن طريق للإطاحة بالديكتاتورية والاستغلال والفساد، وعن العدالة الاجتماعية.
يقدم الاشتراكي التحية والتقدير لنضال عمال المحلة ولكن علي طريقته، من خلال تسليط الضوء علي حركتهم باعتبارها نقطة هامة في تاريخ نضال عمال مصر، خاصة في إطار الحراك السياسي المشتعل في مصر الآن، في محاولة للمساهمة في إعادة الاعتبار لدور الطبقة العاملة كفاعل رئيسي ومحوري لأي حديث عن تغيير حقيقي في مصر.