بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

حركة التضامن مع الإضراب

كان أحد التجليات الهامة للإضراب الثاني لعمال غزل المحلة في 23 سبتمبر الماضي حالة التضامن الواسعة مع الإضراب، سواء على مستوى القوى السياسية أو العمال في مواقع مختلفة، حتي أن بعض المنظمات العمالية العالمية أصدرت بيانات تضامنية مع العمال أثناء الإضراب.

فبعد ساعات قليلة من بداية إضراب المحلة نظم عمال المطاحن بالقاهرة وقفة تضامنية رمزية معلنين تأييدهم الكامل لمطالب عمال المحلة، وفي اليوم التالي للإضراب فعل عمال غزل كفر الدوار نفس الشئ، وقام عمال غزل شبين بصياغة بيان تضامني أرسلوه للعمال المضربين، وفي ثالث أيام الإضراب نظم وفد من طلاب جامعة طنطا زيارة تضامنية للعمال أبلغوهم فيها تأييدهم الكامل لمطالبهم واستعدادهم لمآزرتهم بكل أشكال الدعم.

وفي ثاني أيام إضراب واعتصام عمال غزل المحلة، بادر عدد من القوى السياسية واللجان العمالية بتشكيل “لجنة التضامن مع عمال غزل المحلة”، وقد ضمت ممثلين عن اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية، وحركة عمال من أجل التغيير، ودار الخدمات النقابية، ولجنة التضامن العمالي، وحركة كفاية، كما وقع علي البيان الأول للجنة العديد من المراكز والمجموعات، وعمال كل من المطاحن، والأسمنت والحديد والصلب، وتابعت اللجنة إصدار بياناتها التضامنية لعمال غزل المحلة من خلال متابعتها لأخبار الإضراب بشكل يومي، كما تم تشكيل وفد قانوني لحضور التحقيقات مع العمال اللذين تم القبض عليهم. كما ناقشت اللجنة في سبل التضامن فكرة صندوق التضامن مع العمال، ليس فقط لدعم إضراب المحلة ولكن لكل الإضرابات المرشحة للانفجار في الفترة القادمة.

لم تكن أشكال التضامن مع عمال المحلة محلية فقط، وإنما تلقي العمال العديد من الرسائل الإقليمية والعالمية للتضامن معهم، فقد تلقوا بيانات تضامنية من اتحاد نقابات القطاع العام بجنوب أفريقيا، واتحاد العمال العرب، والنقابات اﻻيطالية واﻻتحاد الدولى لنقابات النسيج، واﻻتحاد الدولى لنقابات العمال.

كل هذه الأشكال التضامنية مع إضراب المحلة، أوضحت من ناحية أننا على أعتاب مرحلة جديدة من الحركة العمالية المصرية تمتلك من القوة ما يجعلها محط أنظار كل الراغبين في تغيير حقيقي، ومن ناحية أخري أصبح واضحاً أيضاً أن هناك تغييراً في تفكير حركة التغيير الديمقراطي التي يبدو أنها بدأت تلتفت لأهمية الحركة العمالية.