بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

هؤلاء أطفال وأبناء الإضراب

عقب انتهاء كل مسيرة أثناء الإضراب، تصاب الأجساد بالإرهاق –الذي لا يؤثر علي تماسكها- و يزداد احتقان الأحبال الصوتية، و يسترخي المعتصمون بساحة الشركة، ونجد عربة صغيرة تحمل حوالي عشرة أطفال و يدفعها العديد من رفاقهم –الذي يبلغ عمر أكبرهم عشرة أعوام- تجوب أنحاء الشركة المقامة علي خمسين فدان هاتفة “الجبالي حرامي والجيلاني حرامي … إطلع يا حرامي”.

كانت المسيرات لا تنقطع، يستلم الأطفال راية النضال من آبائهم وأخوتهم الأكبر ليكملوا المسيرة. لا يقولون لكل سائل سوى “أبويا في محنة ولازم اقعد معاه في الشركة عشان نجيب فلوس المدارس والعيد الصغير”. يذهبون كل يوم لمدارسهم و دروسهم ثم يعودوا ومعهم كراستهم وأقلامهم الرصاص ليستذكروا دروسهم في قلب ساحة الإضراب. يقول ذووهم “بنعلمهم إزاي يكونوا رجالة وياخدوا حقوقهم ولو من بق الأسد”.

شاركوا في كل فنون ونواحي الإضراب والاعتصام بالميدان؛ دقوا الطبول؛ أطلقوا الصفارات؛ وزعوا المياه و التمر هندي والعرقسوس على المعتصمين، حتى في دوريات الحراسة عند البوابات والمصانع وأسوار الشركة كانوا يمارسون مهامهم بكل الحماس والجدية. فتنظر لهم ولاتتذكر سوي المتهم في قضية إضراب كفر الدوار عام 1952 ذو الاحدى عشر ربيعا، وتتذكر أطفال الحجارة في فلسطين وحينها تدرك أن هناك في هذا البلد أطفال أبطال هم أطفال الإضراب.