بعد نصف قرن جاء ربيع الاستقلال
جاءت خطوات النصر بأسرع مما توقعنا

تم إيداع أوراق النقابة المستقلة للعاملين بالضرائب العقارية، يوم الثلاثاء 21/5 2009، بوزارة القوي العاملة، وأستقبل أعضاء 27 لجنه نقابية والنقابة العامة، استقبالاً حضارياً من قبل وزيرة القوي العاملة، حيث لا أمن، ولا ظهور للون الأسود الكئيب، في هذا اليوم، مما يخيل لك أن في بلد ديمقراطي بجد.
ثم جاءت موافقة المجموعة العربية في الاتحاد الدولي للعمال، ثم موافقة المجموعة الإفريقية في الاتحاد الدولي للعمال.
يوم الجمعة 24 / 5/ 2009 قبول عضوية النقابة العامة للعاملين بالضرائب العقارية عضوا في الاتحاد الدولي.
كيف تفسد النقابات
إذا فعلها الأبطال، نجحوا في استعادة حقهم المنصوص عليه في الدستور، وأسسوا نقابتهم بحرية دون تدخل من أحد. طبقوا بسواعدهم نصوص الاتفاقيات الدولية الملزمة، علي الرغم من تباطؤ السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، بسواعدهم الفتية يدفعون بلادهم قدما وإلي الأمام، هؤلاء الشياطين ما أعجبهم، بسطاء نعم، لكن أقوياء، لم تنفع معهم عصا مجاور ولا ذهبه، زهدوا في معبده، فتركوه لينهار علي رأس من فيه، تركوه هربا من فحيح الأفاعي، التي انتشرت فيه، وعلي كراسيه، وموائده، تركوه بعد أن أصبحت اللافتة المعلقة عليه عكس ما يدور بداخله، أصبحت كالموظف المرتشي الذي يعلق خلفه حديث ” لعن الله الراشي والمرتشي”، ويفتح الدرج.
التوفيق حالف موظفي الضرائب العقارية بإصرارهم علي ألا يكرروا خطأ، وخطيئة التنظيم النقابي الحكومي الرسمي، حيث حصنوا أنفسهم ضد تكرار الجريمة، تعهدوا علي مبدأ إعادة التنظيم النقابي إلي أصله، حيث النضال من أجل تحسين ظروف وشروط العمل، وأزالة التراب والقازورات، التي لوثها المرتزقة والبلطجية، لابد من تصحيح صورة التنظيم النقابي، التي ارتبطت بالتزويغ من العمل، والتنطع علي أبواب المسئولين، طلبا للمنافع الشخصية، والمسئولين يعملون بمبدأ “أطعم الفم تستحي العين”، فأطعموا أفواه النقابين فباعوا مصالح زملائهم، واشتروا بها ثمننا قليلاً، مكافأة هنا، وترقية هناك، فضعفت هيبتهم وخف تأثيرهم، اقرأوا جرائدهم ومجلاتهم، التي امتلأت بالتهاني والشكر للمديرين ورؤساء مجالس الإدارة والوزراء، اختفت منها مطالب العاملين، أنها أوراقهم الصفراء بلون نقابتهم.
فساد يزكم الأنوف
لابد من تغير هذه الصورة الوضيعة، التي جعلت من التنظيم النقابي مسخاً مشوهاً، لا يمت للعاملين بصلة، هذا التنظيم الشائن الذي تخصص من قبل في رحلات الحج والعمرة، حتى فاحت رائحتهم، وامتلأت تقارير الجهاز المركزي بالمخالفات والتجاوزات، كما ضمت عنابر السجون الجنائية كثير منهم، ممن استباحوا أموال الشعائر الدينية في الحج والعمرة، لدرجة أن قيادة هذا التنظيم الشائن حظرت تنظيم رحلات الحج والعمرة بواسطة النقابات، فالتفوا حولها بتكوين جمعيات للحج والعمرة، واستداروا لمعارض السلع المعمرة، التي انتشرت، وقتها، لتعطي القائمين في العمل النقابي من تحت الترابيزة عمولات بنسب مئوية من المبيعات، وزادوا عليها بتمرير شيكات مضاعفة بقيم السلع المباعة للعاملين، بالتواطؤ مع التجار ضد زملائهم، وسدد زملائهم العاملين ثمن السلع مرتين، حتى لا يسجنوا في قضايا شيكات، فأصدر الكبار منهم قراراً بوقف معارض السلع المعمرة، عن طريق النقابات فاستداروا إلي المصايف، وما إدراك ما المصايف، يحصلون تكاليفها ثلاث مرات، مرة من العاملين، ومرة من صناديق الجزاءات، والثالثة من أموال النقابة، ولا مانع من بعض العمولات من أصحاب المصايف، أو من أصحاب شركات النقل الأتوبيسات.
لدرجة أن نقابة عامة لها مصايف، عبارة عن عدة عمارات على إحدى السواحل، رئيس النقابة العامة يرفض طلبات العاملين الذين يرغبون في المصيف، ويجلس ابن أخته في المصيف المبني من أموال النقابة، التي هي اشتراكات العاملين، يقوم ابن أخته بتأجير المصيف للمصطافين من غير العاملين، ويدس حصيلة الإيجار في جيبه وبقيته مع خاله، وليه تروح بعيد مصيف الاتحاد العام في قرية الأحلام، بالساحل الشمالي، الملاصقة لمارينا، يعلم الجميع والأجهزة المعنية أن رئيس الاتحاد العام لعمال مصر أنفق في بنائه 12 مليون جنية.
رئيس إحدى النقابات العامة، التي كانوا يتبعونا له ظلماً، وعدوانا، انفق من اشتراكاتنا في دورة واحدة، 200 ألف جنية، علي سفريات لدول أجنبية، برفقة مترجم حاصل علي الإعدادية سنه 73، ولا أفهم سببا واحدا لسفره برفقة مترجم.
قصص الفساد والانحراف لهذا التنظيم المشوه الشائن لا حصر لها، وهناك وقائع لكل واحد فيهم، لا تصلح للنشر في هذا المكان ومكانها الحقيقي مجلات “البلاي بوي”، كما أن لهم وقائع مصورة ومسجلة لا تصلح للنشر في هذا المكان.
سمات النقابة الرسمية
مأزق التربيط يصر زملائي، في النقابة المستقلة، علي الإفلات من عيب خطير، و هو التربيط، حيث تنفرد مجموعة صغيرة بالعمل النقابي، وتمنع زملائهم منه، وطبعا محترفي العمل النقابي، وأصحاب المصالح الشخصية، يجيدون أساليب التربيط وألاعيب الانتخاب ووساخاته، مأزق التزوير، والذي لا ينحصر فحسب في تزوير الانتخابات، وهي ضربة ألفتها الحكومة، وحزبها، ونقاباتها، بل تجيد ما هو أسوأ من التزوير، ليصل الي حد المنع من الترشيح، والترشح والانتخاب، الذي هو حق لأفراد الجمعية العمومية، النقابات الصفراء حظرته بعدم إعطاء الشهادة المطلوبة من المرشحين في المستويات المختلفة، لدرجة أن النقابات تغلق أبوابها، وتختبئ بعيدا بعد أن تقدم أوراق مرشحيها فحسب، ويسمون هذه الجريمة (تزكية)، ويعلنوا فوز اللجان النقابية، والنقابات العامة، بل الاتحاد العام ذاته بالتزكية، وهي طريقة بعيدة عن أي صفة ذكية، كما أنها تخلو من أي ذكاء.
مأزق الإجبار علي الرغم من أن الدستور المصري نص علي حق العاملين في تشكيل نقاباتهم بحرية تامة، والقانون المرفوض ذاته، 35 لسنة 76، نص علي أن عضوية التنظيم النقابي اختيارية، والانسحاب منها اختياري، إلا أن العضوية الأغلب عضوية جبرية والانسحاب منها ممنوع ومحظور، كما أن سحب الثقة من اللجان النقابية مستحيل، لأن القانون حدد اختصاص سحب الثقة من الجمعيات العمومية التي لا تنعقد علي الإطلاق.
مأزق الشيخوخة : أغلبية قيادات هذا التنظيم الرسمي تخطو سن المعاش، بسنوات عديدة، شاخوا على الكراسي، وشاخت العقول، وتوقفت عن الإبداع والخيال والتفكير.
نقابة جديدة بروح جديدة
حاول زملائي في النقابة المستقلة الإفلات من المآزق السابقة، أجهزوا عليها من خلال:
أولا: أن نقابتهم العامة ولجانها ال27 خرجت من رحم إضراب ناجح، حقق زيادة في أجور العاملين، وصلت إلي 350%، ورفع مستواهم الوظيفي، وأطلق حق الترقي الوظيفي بعد أن كانت متجمدة.
لم ينشئوا نقابتهم بقرار علوي من سلطة أو حزب أو جماعة أو تنظيم، كما أن قرارهم بتحويل اللجنة العليا للإضراب، الممثلة لجمع مواقع العمل علي مستوي الجمهورية، إلي نقابة عامة للضرائب العقارية مستقلة ، هذا القرار جاء بإجماع آرائهم، ولم يأتي بقرار فردي، أو حتى بأغلبية بسيطة، أو كبيرة بل بالإجماع.
إن أتون الإضراب صهرت تنظيما صلباً قوياً، تلقي دورات تدريبية علي إسفلت شارع حسين حجازي، وليس في غرف مكيفة.
ثانيا: لائحة النقابة وضعت بأيدينا – حتى المساعدة القانونية في الصياغة، جاءت بناء علي رؤية العاملين أنفسهم في لائحة نقابتهم. هذه اللائحة وضعت قواعد تضمن عدم الوقوع في مستنقع التنظيم النقابي الرسمي.
من أهم خصائص هذه اللائحة، أنها استبدلت بالتمثيل الشخصي الفردي تمثيل الموقع ذاته، بما يضمن اشتمال تنظيمنا النقابي في التعبير عن كافة المواقع في أنحاء الجمهورية، وعددها 400 موقع، و300 مأمورية، و100 مديرية وإدارات تابعة، فلا إقصاء، ولا استبعاد، تمثيل المواقع جميعها يضمن عدم الوقوع في مستنقع التربيط البغيض، الذي كان لا يأتي بالعناصر الأفضل.
كما أن الزملاء أصروا علي أن تكون الدورة النقابية عامان فقط، بحيث يبذل الزميل أقصي طاقة ممكنة في أثناء هذه الفترة ويقابلها في التنظيم النقابي الحالي خمس سنوات ، علاوة علي أن الموقع من الممكن أن يستبدل ممثله في أي وقت، إذا ما قصر في أداء دوره النقابي، هذان الأمران يضمنان حيوية دائمة، وشباب دائم في التنظيم النقابي، ودماء جديدة تتحدي حالة الركود، التي أصابت التنظيم النقابي الرسمي حيث شاخت قياداته علي الكراسي وأصبح أشبه ما يكون بدار للمسنين.
نوبة صحيان
إلي جانب وسائل الاتصال والربط، التي تضمن التوصيل السريع من أسفل إلي أعلي، وبالعكس، فان جريدة “نوبة صحيان” مدت النقابة العامة المستقلة للضرائب العقارية بوسيلة، تضمن التواصل بين جميع العضوية، حيث تصل المعلومة للجميع، في وقت ذاته، فتحافظ علي وحدة الرؤية، كما تضمن التفاعل الخلاق بين جميع أعضاء الجمعية العمومية، وفي جميع المحافظات، وتضمن وحدة موقفهم، كما تضمن انتظام أدائهم، في كافة المواقف، وتكون بديلا عن أسلوب الشائعات، والزنب، والحوارات الجانبية، التي يتمتع بها إخواننا في النقابة الصفراء، وستكون الجريدة مشتملة علي آخر الأخبار، التي تهم العاملين، كما أنها تنشر فيها تعازي الزملاء بما يضمن التفاعل الإنساني، والترابط الاجتماعي بين أعضاء النقابة.
كما أنها تحدد المطالب التي يريدها العاملون أولا بأول. وتتجه الجريدة لنشر بعض مشاكل العمل وأساليب التصدي لها، بما يعوض عملية التدريب الصورية التي يقوم بها الجهاز الإداري للدولة، والتي لا تدرب أحداً، بمعني أننا سندرب أنفسنا بأنفسنا، كما تشتمل الجريدة علي باب يتناول بالتعريف والتوضيح مشاكل قطاعات أخري من الطبقة العاملة من مواقع مختلفة، حتى نتعرف علي طبيعة مشاكلهم، وطرق حلها للاستفادة من الخبرات الأخرى، كما يمكن أن يكون هذا الباب منبرا لهم ومتضامنا معهم.
يوزع جزء أعداد الجريدة مجانياً علي المسئولين في وزارة المالية، وفي المصلحة، حتى يقف المسئول علي حقيقة أوضاعنا، ويتعرف عليها ويحل بعضها، وذلك عوضا عن أساليب التقارير التي ترفع للمسئولين عن أحوالنا ، وأغلبها يكون قاصر، أو مضللا، ويؤدي إلي تفاقم مشاكل لا حلها.
شرعنا في البحث عن مقرات لنقابتنا العامة ولجان المحافظات ، ووفقنا في فتح بعض المقرات، وفي الطريق سنتمكن من فتح مقرات في جميع المحافظات، علما بأن تكاليف فتح المقرات باهظة، لكن من الممكن أن يعوضها اتساع عددنا، حيث مساهمات بسيطة منتظمة تنهي المشكلة.
الموقع الالكتروني
قام عدد من شباب النقابة المستقلة النابهين بإنشاء موقع علي الشبكة العالمية للمعلومات، وسيكون موقعا معبرا عنا، ويمكن للجميع علي مستوي الجمهورية من خلال الدخول علي الإنترنت، من التعرف علي ما يحدث، أتخذ الموقع عنوان نوبة صحيان، وهو ذاته أسم جريدتنا،
سنبدأ في اتخاذ الخطوات في طريق عمل الأختام اللازمة، وكذلك أخطار كافة المديريات بممثلينا في اللجان المختلفة، لجنة شئون العاملين، لجنة التظلمات، لجنة الجزاءات، وكافة اللجان المعنية، حتي يتسنى للنقابة القيام بدورها الأصيل في الدفاع عن مصالح العاملين.
بالنسبة للعضوية، قد تخطينا الآن ال35 ألف عضواً ، وتتوالى استمارات العضوية من جميع المحافظات، بهدف الوصول إلى نقابة معبرة عن جميع العاملين.
أما عن القلة القليلة جدا بسيناء المقيدة جبراً، في نقابة البنوك، فان الزملاء تقدموا بطلبات للاستقالة، ولا يزال القائمين علي النقابة يراوغون ويماطلون في قبول الاستقالات ، وسنرفع دعاوى ضد المسئولين لمخالفتهم لنصوص الدستور والقانون، الذي جعل عضوية النقابة اختيارية انضماماً وانسحاباً.
ومن هنا سيبدأ مشوار إعادة العمل النقابي في بلادنا إلي أصوله الصحيحة، دفاعا عن مصالح العاملين، ونضالاتهم من أجل تحسين ظروف وشروط العمل ، ولتتسع دوائر الحركة النقابية المستقلة، وتتبني مطلبا واحدا جامعا وهو رفع الحد الأدنى للأجور، بما يعني اجراً عادلًا لكل من يعمل بأجر في هذا الوطن، ونقابة مستقلة تحمي الحقوق المكتسبة وتنميها. أنها خطوة أولي من أجل بناء وطننا، وتأكيد قواه الاجتماعية من أجل مجتمع يسوده العدل والمساواة.