بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

توابع زلزال غزل المحلة

كفر الدوار تشتعل

كان مركز الزلزال العمالي الذي يهز مصر الآن في غزل المحلة، وانطلقت بعده توابع ظهرت في المواقع العمالية من حلوان إلي السكة الحديد إلي غزل شبين وأخيراً وليس آخراً كفر الدوار.

فقد أعلن ما يقرب من عشرة آلاف عامل من شركة مصر للغزل الرفيع بكفر الدوار يوم 3 فبراير الجاري الإضراب عن العمل احتجاجاً علي قرار الإدارة بصرف الأرباح بواقع 15 يوم فقط.

بدأ الإضراب بعمال الوردية الأولي الذين أعلنوا الاعتصام اعتراضا علي قرار الإدارة، وعند قدوم الوردية الثانية انضموا إلي زملائهم وحدث نفس الشئ مع الوردية الثالثة، حتى تجمع ما يقرب من عشرة آلاف عامل في المصنع، وفي اليوم التالي ذهب رئيس النقابة العامة للغزل والنسيج “سعيد الجوهري” إلي العمال وحاول إقناعهم بصرف 21 يوم بدلاً من 45 يوم، الأمر الذي رفضه العمال، وقرروا الاستمرار في الإضراب.

يقول أحد العمال إن عمال كفر الدوار يطالبون بمساواتهم بزملائهم في المحلة، وتطبيق قرار رئيس الوزراء بصرف الأرباح بواقع شهرين عن الأجر الأساسي، ويقول عامل آخر إن مشاكل عمال كفر الدوار لا تتوقف فقط عند الأرباح وإنما تمتد لتشمل جميع الحقوق المهدرة، فالخدمة العلاجية متدنية للغاية ولا يستطيع العمال الحصول عليها دون تقديم رشوة للأطباء المسئولين عن العيادة، هذا بالإضافة إلى تهالك أتوبيسات الشركة فلا يوجد بها زجاج والكراسي “متكسرة”، أما بالنسبة للحافز الشهري فمازال إلى الآن 11 و12و 17 جنيه رغم زيادة الإنتاج والشغل، في الوقت الذي يوجد بالشركة عدد من المستشارين أجر الواحد منهم يتراوح بين 3 إلي 5 آلاف جنيه في الشهر، مشيراً إلي أن الشركة ليست في حاجة إلي هؤلاء المستشارين في شئ، ويضيف العمال بأن الأرباح متجمدة عند حد 89 جنيه منذ الثمانينات وحتى الآن، وعن موقف النقابة يقول العمال، أنه غير واضح فنصفهم مع العمال والنصف الآخر ضدهم، ولم يقدموا أي شئ حتى الآن.

وحتى كتابة هذا التقرير كان إضراب العمال قائماً، والمفاوضات التي يحضرها مساعد مدير أمن البحيرة مستمرة، وقرار العمال هو استمرار الإضراب حتى تلبية مطالبهم.

لم يمض وقت طويل علي إضراب الغزل الرفيع حتى امتدت أصداءه إلي المصانع المجاورة، فامتنع ما يقرب من نصف عمال شركة أصباغ البيضة عن صرف المكافأة مطالبين بنفس مطالب الغزل الرفيع وعمال المحلة، وهددوا بالإضراب عن العمل في حالة عدم الاستجابة لمطلبهم، نفس الشئ حدث مع عمال شركة الحرير الصناعي المجاور، الذين هددوا بالإضراب مطالبين أيضاً بمطالب شركة البيضة والغزل الرفيع وغزل المحلة، ولم يتراجع العمال في البيضة والحرير الصناعي عن تهديداتهم إلا بعد تلقيهم وعود من إداراتهم بأنه سيطبق عليهم ما سوف يحصل عليه عمال الغزل الرفيع.

والجدير بالذكر أن القاسم المشترك بين جميع هذه الاحتجاجات بالإضافة إلى التوحد علي المطلب، هو خيانة النقابات ومعاداتها لحركة العمال، علماً بأن الانتخابات النقابية لم يمض عليها أكثر من شهرين، الأمر الذي يعد تصويتاً جديداً علي شرعية التنظيم النقابي الرسمي وإدانة من العمال بشكل عملي لتزوير الانتخابات التي أتت بهذا التنظيم.