اسم الراسل/ الضرائب العقارية.. اسم المرسل إليه/ عمال البريد.. العنوان/ بر مصر

يا صحبتي في الهم، يا أخوتي في الدم، عزوتنا لو نتلم، ونغني للفقرا،

أبعث إليكم بتحياتي وتحيات إخوانكم زملائكم في الضرائب العقارية، تحية مهداه إلى كل شريف فيكم، يطالب بحقه في الحياة وحقه في نصيب عادل من ثروة بلاده، نهديها إليكم جميعاً، ونخص بالتحية أخوكم/ ممدوح فزاع، واخوته في كفر الشيخ، الذي ترصوا في الشارع في إضراب عظيم، سيفتح بوابات الوطن، بالإضافة لفتح صناديق البريد المغلقة في وجه العاملين عليها. وسلامنا للي في الطريق جايين، من جميع المحافظات والمكاتب.

شدوا الخطاوي

رسالتنا لكم شدوا الخطاوي، وشدوا الحيل، وتأكدوا من أن طلباتكم عادلة ومشروعة، ولا يستطيع أي إنسان أن يواجه حقكم المشروع في الأجر العادل. ونرى أن مطالبكم الثلاثة، التي رفعتموها خلال الإضراب، عادلة، للأسباب التالية:-

أولا: مساواتكم في الأجور مع زملائكم في المصرية للاتصالات، الذين يتبعون الوزارة التي تنتمون إليها، ويمارسون عمل مماثل، ويخضعون لذات القانون، أي أن المراكز القانونية متساوية وواحدة، بينما الأجر غير متساو، ومبدأ المساواة مبدأ أقرته كافة الشرائع السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام، وكذا التشريعات الأرضية جميعها، بما فيها البوذية مع المساواة، والدستور المصري أعلي مراتب التشريع، وأبو القوانين مع مبدأ المساواة، ونص علي أن المواطنين متساوين جميعاً أمام القانون، إن الذي يميز بينكم وبين أقرانكم يصطدم بالشرع والتشريع، وأبسط مبادئ الدستور والقانون ولا يوجد له أي سند.

ثانياً: تثبيت العمالة المؤقتة، حيث أن العقد المؤقت في حال تجديده ليوم واحد من نص السنة يعد بمثابة عقد دائم وتنتفي فيه صفة المؤقت، وهذا الأمر ممكن إثباته بطرق عدة.

ثالثا: الاعتراض علي لائحة “شئون العاملين” الظالمة:-

ذلك أن هذه اللائحة اجتهدت في أموراً، نص عليها قانون العاملين، ولا اجتهاد مع وجود نص، فقانون 47 لسنة 78 نص علي مراتب تقرير الكفاية، ولا يحق لكائن من كان أن يتدخل ليقلل من هذه المراتب، أو يلغي إحداها.

كما أن تقرير “ضعيف” الزم المشرع واضع التقرير بذكر أسباب كونه “ضعيف”، حيث توجد حالتين لابد من ذكر الأسباب قرين تقرير الكفاية، في حالة الحصول علي الممتاز، وفي حالة الحصول علي ضعيف، حيث الزم القانون ذكر الأسباب في تلك الحالتين، كما الزم جهة الإدارة أن تخطر الموظف الضعيف، كل ثلاثة اشهر كتابة، باتجاه نيتها في خفض تقديره إلى مرتبة ضعيف، حتى يحسن من أدائه، وفي حالة الحصول علي تقرير ضعيف لعامين متتاليين، أجاز إحالته إلى للجنة شئون العاملين للنظر في أمره، ولاحظوا هنا أن العرض علي لجنة شئون العاملين أمر جائز، أي أن الأمر ليس إلزامياً لكنه جائز، كما أن قرار لجنة شئون العاملين يحتمل أمور عدة غير الفصل.

طريق الانتصار

من كل ما سبق نخلص إلى أن طلباتكم عادلة ومشروعة، ولها سند من الدستور والقانون، و يبقى أمر جد خطير، وهو تشكيل الأداة اللازمة للحصول علي هذا الحق، واري من واقع تجربة زملائكم في الضرائب العقارية، ضرورة تشكيل لجنة، في كل محافظة، تضم ممثل أو أكثر، من كل مكتب وموقع للعمل لكم، هذه اللجنة تختار من بينها ممثل أو أكثر يمثل جموع العاملين في البريد في لجنة عليا علي مستوي الجمهورية، هذه الإدارة تكون معبرة عن زملائكم علي مستوي الجمهورية، تدير التفاوض، وتتخذ القرارات بعد الرجوع للجان الفرعية، هكذا تصبح مقاليد حركتكم بأيديكم.

علي الرغم من أن حركتكم بها عناصر من التنظيم النقابي الرسمي، وهي حالات نادرة، إلا أن أمركم يجب أن يظل بأيديكم، لا تثقوا في التنظيم النقابي الرسمي، ولا تسلموا أموركم له، وإلا باعها عند أول منعطف، لا تأمنوا لهم ، التنظيم النقابي الرسمي أصبح الآن محامي الشيطان، لأنه يدافع عن صاحب العمل، ولا توجد لديه أي مساحة للدفاع عن مصالحكم، قاطعوه احرموه من اشتراكاتكم، التي يبددها في حربه ضد مصالحكم، احرموهم من شرف تمثيلكم، ابدءوا بمنع الاشتراكات عنهم، والاستقالة من نقابتهم، ولا تلتفتوا لأكاذيبهم، هم أعداء فأحذروهم، التزموا بقرارات لجانكم، التي أسستموها بسواعدكم، أعطوها ثقتكم كونوا معها علي قلب رجل واحد.

الثقة بالنصر

عندما تثقون في قضيتكم، وأنتم واثقون، وعندما يعي كل فرد منكم عدالتها، وانتم واعون، الثقة في النصر ستأتي لتقوي عملكم، وأعلموا أننا في الضرائب العقارية متشابهون في أمور عديدة أهمها:

1. إن عددنا تقريباً واحد في البريد وفي الضرائب العقارية.
2. إننا وأنكم منتشرون في كل ربوع هذا الوطن المصري، نجوب الشوارع، والحارات، والأزقة، والحقول، والصحاري، أثناء عملنا.
3. نحن وأنتم من أكبر المستهلكين للأحذية سعياً وراء الرزق.
4. يشكو كلانا من التفرقة في المعاملة، بين أبناء العمل الواحد في الوزارة الواحدة، والخاضعين لذات القانون.
5. إننا وأنكم جاهزون للتضحية من أجل الحصول علي الحق، هتفنا وهتفتم “بالروح والدم، رزق عيالنا أهم”.
6. نحن وأنتم نمارس عملاً أخلاقياً للمطالبة بالحق، بدلاً من الانحراف، أو النظر لما في أيدي الناس.

ولذلك فنحن معكم، بكل ما نملك، لأن انتصاركم حماية للمكاسب التي حصلنا عليها، كما أنه قوة لنا، ولكم في الوصول لكامل حقوقنا في أجر عادل، وفي رفع الحد الأدنى للأجور لكل من يعمل بأجر في هذا الوطن، كما أننا وأنتم قوة أساسية في بناء التنظيم النقابي المستقل، لأن تجربتنا لن تظل وحيدة، وكما أن الوحدة العربية لا يمكن أن تبني في بلد عربي واحد، وكذلك الاشتراكية لا يمكن أن تبني في بلد واحد، وكذا فكرة الاستقلال النقابي، التي يجب أن تنتشر في ربوع مصر.

لذلك فإننا نناديكم، نشد علي أيديكم، نبوس الأرض تحت نعالكم، ونقول نفديكم، فمأساتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم،

نناديكم أن تشدوا الخطى حتى تساندوا تجربتنا الوليدة، فأنتم الأجدر، والأكفأ بالنصر، ونحن في انتظاركم سنداً وعوناً وناصراً، ونرجو ألا تتأخروا في الرد.

في الختام – ليس بيننا ختام- نلتقي دائماً علي درب النضال الشريف من أجل حصولنا علي نصيب عادل من ثروة بلادنا، وحتى لا يتحول الموظفين والعمال في هذا الوطن إلى عمال تراحيل، وحتى يعود الناس لغناء “البوسطجية اشتكوا من مراسيلي، روح يا قمر، والنبي، علي الحلو مسي لي”. وحتى لا يشتكي البوسطجية والعقارية، وكل من يعمل بأجر في هذا الوطن من العوذ والحاجة وذل الدين وقهر الرجال وختاماً لكم منا سلام.