من قصص العذاب في مستشفيات المحروسة
إلى متى يُحرم الفقراء حق العلاج
إن اية الفاظ لايمكن أن تصف أبدا هذا الشكل المرعب الذي عجز الكلام والقلم عن وصفه، ففي تلك الحالة سببها هنا الاهمال الجسيم وهو قادم علي هيئة خنجر مسموم ممن يجب ان يكونوا ملائكة الرحمة أو حراس الحياة
سوف اسرد القليل منها لكم نبدا باهل الفقيد/ محمد حسن الذين وصفوا مدي المعاناة والألم في مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر فأية خطوة تخطوها أو مساعدة تستوجب دفع رشوة، طرق المعاملة والعلاج تتسم بلا انسانية، حيث كان الفقيد يترك لساعات طويلة بدون اي رعاية أو متابعة رغم مدي تدهور حالته التي كانت توصف بالميئوس منها.
المحاليل قد تعلق علي اسلاك الكهربائية الموجوده علي حائط غير متخوفين من وقوعها او تلويثها لكن مع ذلك تلك الحالة لاتقارن بحالة الشاب/ هاني الذي نزل من عطلة المصيف بعد كان مريض وزار أحد مستشفيات اسكندرية، كانت حالته الصحية متدهورة، ولكن قرر العودة إلى القاهرة بصحبة أخته، لكي يعيش تجربه تمنى بسببها الموت.
بدأ هاني مشواره في أحد المستشفيات بالعجوزة وتركه منتظرا بالاستقبال لاكثر من نصف ساعة بدون متابعة او حتي سؤال عن حالته، والاكثر غرابة تواجد دكتور معهم بالاستقبال، لكن كان شديد الانشغال بمحاولة التقرب والتودد لاخت المريض، التي ذهبت الي احد الأطباء المسئوليين ولكن رفضوا قبول حالته متعللين بعدم وجود مكان له.
فتحرك الي مستشفي اخر وهناك قابلوا طبيبين استشاريين تعاملا معهم اسوا معاملة، ورفض الدكتور استقباله. وقامت اخته بالتوسل لدكتور لمراجعة نفسه مرة اخرى، ولكن رد بسخرية وعجرفة حتي لو بدأتي بالبكاء والنحيب فهذا لن يفيد وانه قد جائته من قبلها حالة طفل صغير مصاب بالسرطان، ومع ذلك قام برفض استقباله.
أخيرا وجد هاني مستشفى يقبله، وعلق الطبيب لو حدث أي تأخير لدخل في مرحلة حرجة تقارب من الموت.
واخيرا الشاب جمال محمد الذي دخل مستشفي القصر العيني مصاب باصابة خطيرة في قدمه، التي استدعت عمل جراحه وتركيب شريحة ومسامير لقدمه ورغم سوء ظروفه المادية، اضطر غلى الدخول في دوامة البقشيش والرشاوى التي يجب ان يمنحها لطاقم التمريض حتي يحصل علي المتابعة الطبيه، علاوة على قيامه بشراء كافة الادوية بسبب عجز المستشفي، كما ادعوا.
لكن حدث معه امر غريب حيث عند تحويله من قسم الي اخر، رفض الدكتور المسئول عن القسم دخوله، دون اي سبب حتي ان بعض الأطباء اندهشوا من موقفه، وقدروى لنا والد جمال بأنه قد حدثت مشادة مع الدكتور المذكور، بسبب سوء معاملته وإهماله، وبعد تلك الحادثة فوجئ بقرار إخراجه من المستشفي مع أن حالته لا تسمح بذلك إطلاقا.
يدعونا ذلك للوقوف وللتساؤل هل أصبحت المادة والاعتبارات الشخصية والوساطه، هي اساس الحصول علي ابسط حقوق الإنسان وهي العلاج.
هل معني ذلك أن الطبقة الفقيرة ليس لها الحق في العلاج، وإلى متى ستظل الخدمات الصحية في بلدنا بهذا القدر من التدني؟