حوار مع محمد زهران نقيب المعلمين بالمطرية:
لم تختلف مطالبنا كثيرا ومازلنا نطالب برفع ميزانية التعليم

مر عام كامل على إضراب مئات المعلمين في عدد من محافظات مصر وسط تعتيم إعلامي وتجاهل النقابة المهنية الرسمية، واليوم يعود المعلمون بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم رافعين نفس المطالب مرة أخرى في نفس الأجواء من التعتيم والتجاهل، بل والتحدي من قبل الحكومة، حيث صرح وزير التربية والتعليم في جريدة الشروق (عدد 19 سبتمبر 2012) بأنه لا ميزانية للمعلمين ولو أضربوا عاما كاملا.
الاشتراكي التقى مع د. محمد زهران نقيب المعلمين في المطرية ومنسق الإضراب والمضرب عن الطعام منذ 11 سبتمبر فكان هذا الحوار:
الاشتراكي: ما هي المرتبات وظروف العمل الحالية؟
د. زهران: المعلمون يعملون في ظروف بالغة السوء من فصول رديئة ومكدسة وفي وسط تعنت من النظار والمديرين. وهو في الحقيقة ما يضر ليس فقط بنا كمعلمين ولكن أيضا بالطلاب ويؤثر على جودة التعليم. أما بالنسبة للمرتبات، فالمعلمون يتقاضون أجورا متدنية جدا بحجة الدروس الخصوصية وهذا غير حقيقي، فلدينا الكثير من المعلمين لايعطون دروسا خصوصية بحكم طبيعة المواد التي يدرسونها (موسيقي– ألعاب). وبالنسبة للعقود والمرتبات فقد توقف التعيين للمعلمين منذ عام 1998 والمدرسين الجدد يعملون الآن بعقود سنوية تسمح لمدير المدرسة بفصلهم في الأجازة الصيفية. وتتراوح المرتبات من حد أقصى 640 جنية إلى لا شيء!! فقد يعمل المعلم طوال العام مقابل 10% من أرباح الكتب المدرسية. فإن لم يكن هناك أرباح، لا يحصل المعلم على أي شيء. وهناك المعلمين بالحصة الذين يحصلون على جنيه وربع للحصة أي 60 جنية في الشهر.
الاشتراكي: في العام الماضي رفعتم مطالب مثل رفع ميزانية التعليم و زيادة الأجور. هل تختلف مطالب العام الحالي عن العام الماضي؟
د. زهران: لم تختلف مطالبنا كثيرا عن العام الماضي إلا أن سقف المطالب ارتفع. فمازلنا نطالب برفع ميزانية التعليم إلى 6.5% لتحسين أوضاع المدارس ومنظومة التعليم ككل، أجر عادل 3000 حد أدنى، تجريم الدروس الخصوصية، تثبيت العاملين من 6 شهور وتعيين السابقين، وأن يحصل المعلم على معاشه على آخر مرتب شامل له (3000 جنيه) وليس الأجر الأساسي (700 جنية)، والحصول على الترقيات المتوقفة منذ سنوات والحصول على الكادر الخاص، وإعادة التكليف لخريجي كلية التربية. فلماذا ننكر عليهم حقهم في العمل في مجالهم وما أعدوا للعمل به؟
الاشتراكي: أحد مطالب الإضراب هو كادر خاص للمعلمين فما سبب الاعتراض على الكادر الخاص المطروح الآن؟
د. زهران: لأنه كادر وهمي فهو مجرد اقتراح بل هو مشروع حافز.
الاشتراكي: منذ أيام سمعنا عن نقل بعض المضربين عن الطعام إلى مستشفي القصر العيني، ما هي أوضاعهم الآن؟ وهل هناك طرق أخرى للتصعيد؟
د. زهران: هناك 6 مضربين عن الطعام نقل اثنان منهم إلى المستشفي وهم رفعت السنوسي ورأفت السنباوي، وقد عادوا إلى مدارسهم للإضراب وتوعية المعلمين بأهمية المطالبة بحقوقهم. ونحن ندرس الآن طرق أخرى للتصعيد سوف نعلن عنها في موعدها في حال عدم الاستجابة لمطالبنا.
الاشتراكي: ماذا عن موقف النقابة الرسمية من الإضراب؟
د. زهران: موقف النقابة الرسمية موقف سلبي جدا فقد هاجم النقيب المضربين مستنكرا تواجدهم على رصيف رئاسة الوزراء. ونحن نقول له، لو أن النقابة قامت بدورها في الدفاع والمطالبة بحقوق العمال لما كنا على الرصيف مضربين عن الطعام. نحن نطالب بحل هذه النقابة التي أصبحت تتحدث بلسان الحكومة لا بلسان المعلمين.
الاشتراكي: هل اتُخِذت إجراءات تعسفية في حق القيادات النقابية المشاركة في الإضراب؟
د. زهران: لقد كنت واحدا ممن قُدم فيهم تقريرا أمنيا لأنني طالبت في الإعلام بتطهير الوزارة من القيادات الفاسدة التي تجلس الآن في السلطة فطلب مسئول أمن الوزارة (أحد رجال المخابرات) من مدير عام إدارة المطرية التي أعمل بها الآن أن يكتب تقريرا أمنيا عن أني أثير بلبلة وهي نفس السياسات السابقة في التعامل مع الإضرابات وقياداته؛ فيتم تخويف واضطهاد المضربين لوقف الإضراب بدلا من الاستماع إلى مطالبهم.
الاشتراكي: منذ أيام انطلقت حملة بعنوان معا من أجل اطلاق الحريات النقابية فهل ستشاركون في فعاليات الحملة؟
د. زهران: بالتأكيد نحن نعي أهمية إصدارقانون يضمن إنشاء نقابات تدافع عن حقوق المواطن المصري وكرامته وفي حال وجهت إلينا دعوة للتواجد في أي فعالية سنرحب بها.
الاشتراكي: تجتاح مصر الآن موجة من الإضرابات. فهل هناك تواصل بين إضراب المعلمين وإضرابات أخرى كإضراب النقل العام و إداريي الجامعات؟
د. زهران: نعم فأحد أعضاء نقابة الأطباء حضر إلى الإضراب للنقاش حول إضرابهم القادم في سبتمبر وتبادل الخبرات لما للمعلمين من السبق في الإضرابات. كما رأينا عمال النقل المضربين يشيرون إلينا بعلامات النصر معلنين عن تضامنهم معنا ومع مطالبنا المشروعة.