بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

المعلم قاهر أحيانا.. مقهور دائما!

المعلم يتلقي أوامر الادارة التي تنفذ أوامر المنطقة والجميع في خدمة مَن يدفع.
العملية التعليمية تتكون من الإدارة المدرسية والمعلم والطالب بالإضافة إلى أولياء الأمور.
العلاقة بين الإدارة المدرسية والمعلم تحولت إلى علاقة تبادل منفعة أكثر منها تفاعل من أجل خلق مناخ تعليمي صحي يساعد على تطوير العملية التعليمية وتنشئة جيل يساعد على تطور المجتمع.

تلاحظ أن الاجتماعات التي تدار في المدرسة من أجل تنظيم العمل وتوزيع الأدوار على العاملين تنقسم دائما إلى محورين: محور قائم على إلقاء الأوامر دون ترك مساحة للتحاور والمناقشة وعلى المعلمين تنفيذها وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية بمعنى إلقاء الأوامر المختلطة بصيغه تهديدية، أما المحور الثاني فهو التشديد على تفعيل المجموعات المدرسية لأن الإدارة التعليمية تقدر مدير المدرسة الذي يورد أكبر نسبة من ممكنه من أموال المجموعات و هذا هو الجانب المرئي من محور المنفعة، لأن هناك جوانب أخرى غير مرئية تتمثل في الإتاوات التي تفرض من مديرى المدارس على المدرسين مقابل السكوت على من يعطي دروس خصوصية من المدرسين وهذا يخلق نوع من الفرقة بين المدرسين لأن من يدفع نسبه أكبر من المعلمين تكن له امتيازات خاصه بينما الآخرين تقل الامتيازات التي تقدم لهم بالتدريج إلى أن تصل إلى مجموعه من المعلمين يعتبروا من المضطهدين لأنهم لا يدفعون تلك الإتاوات.

ننتقل إلى علاقة المعلمين بعضهم ببعض تتكون تجمعات من المعلمين من مختلف فروع المواد الدراسية يصادق بعضهم بعض بهدف تبادل المتعلمين وتقسيمهم فيما بينهم لإعطائهم الدروس، لذلك يشعرون بالقلق واقتراب الخطر إذا تكونت علاقة صداقة حقيقية بين أي من المعلمين وبعضهم لا يكون قوامها تلك المصلحة و يبدأوا في محاولة التفرقة بينهم واختلاق المشاكل لأنهم يمثلوا مصدر قلق على مصالحهم، ومن خلال هذا الجو القائم المنفعة المادية تزر الكثير من الأخلاقيات الفاسدة مثل التجسس على بعضهم ونقل معلومات إلى الإدارة لضمان رضى الإدارة المدرسية التام عليهم وعدم الغدر بهم لاحساسهم الدائم بالخطر القادم عليهم، من خلال معرفة الضرائب، على سبيل المثال، أي معلومات خاصو بالدروس الخصوصية، لذلك يسود في المدرسة دائما جو مليء بالفتن و الدسائس و الترقب حاله تقتل أي رغبة في التقدم أو التطوير. عند الانتقال إلى حالة العلاقة بين المعلم والطالب، فنلاحظ أن المعلم يتعامل مع المتعلم على أساس أنه المصدر الأساسي للرزق و يحاول بكل الطرق السيطرة عليه وجذبه إليه من خلال استخدام الحيل البهلوانية لإقناع المتعلم أنه المصدر الأول والأخير لتلقي المعلومة ولا يستطيع المتعلم أن يعبر الامتحان بدونه، والطريقة الأخرى هي السماح للمتعلم بتجاوز كل الحدود فى التعامل معه ليضمن بقائه كمصدر رزق وفي كلا الحالتين تخلق هذه العلاقة جيل غير قادر على التفكير الناقد الذي يؤدي إلى التفكير الإبداعي بالإضافة إلى ضياع كل القيم التي تربطهم بعضهم ببعض لأن ما يحدث بين الإدارة المدرسية والمعلم وبين المعلم والمتعلم يعتبر مثال مصغر أمامهم يوضح طبيعة العلاقات بين أطراف المجتمع خارج إطار المدرسة.

لكن لا نستطيع التعامل مع المعلم على أنه المدان الوحيد فهناك عوامل كثيرة أدت إلى هذه الحالة من تدني الأجور وتكدس المناهج والفصول، وطريقة تقويم عملية التعلم لدى المتعلم وضيق الوقت المتاح للدرس لصغر الفترة الزمنية المتاحة للحصص، خاصة في مدارس نظام الفترتين، و ضعف الإمكانيات المتاحة لعمل وسائل تعليمية مطابقة لطرق التدريس الحديثة كل هذا ساهم في لعطاء أهمية أكبر لدروس الخصوصية، بالإضافة إلى الإهمال التام للمعلم وعدم تطويره مهنيا و السماح له بالإطلاع على الجديد في الطرق الحديثة لعملية التعلم ولذلك فإن المعلم هو القاهر المقهور في العملية التعليمية.