بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

عمال وفلاحين

أول القصيدة كفر.. حملات في الشوارع ومطاردة البائعين والسائقين

الأمن في محاسبة السفاحين ومن يطلقون البلطجية.. وليس في مطاردة البائعين

في الأيام الأولى لتولي وزير الداخلية الجديد محمد إبراهيم، وبناءً على تصريحاته أن الشرطة ستعود وبقوة، خرجت حملات مصحوبة بعربات الأمن المركزي في شوارع القاهرة، تداهم المحلات والاسواق، وتصادر البضائع، في الوقت الذي وقفت فيه مجموعات من أمناء الشرطة في التقاطعات والمواقف، بكل غرور، تسحب الرخص من السائقين.

(ن) بائعة خبز بالمنيل، تلملم فرشة الخبز وتجري لمجرد سماع الخبر، يعني هي فرشة العيش فيها مكسب كام علشان ياخدوها..حسبي الله ونعم الوكيل..”

يقول(س) بائع حمص شام، عند كوبري المنيل: “هما رجعوا تاني..يعني انا باقف طول النهار على نصبة الحمص علشان ءأكل العيال، هاعمل ايه..اسرق..دول هيرجعوا اوسخ من الاول”

يعلق(أ) قهوجي: “هما المرة دي خلونا ندخل التلاجات بس خدوا الكراسي والشيش، والراجل هيروح القسم، عادي يعني، هنظبطهم ونرجعالحاجة زي زمان، فِكرك يعني الثورة غيرت حاجة”
أما في موقف سيارات 6اكتوبر بالجيزة، فقد عاد بلطجية الكارتة من جديد، وحسب (ا) سائق ان السائقين بعد الثورة ظلوا حوالي خمسة اشهر دون ان يدفعوا قرشا للكارتة لا في الجيزة ولا في اكتوبر.. حتى عاد بلطجية الكارتة بعدد اكبر..”

وعندما استفسرت عن عدم محاولتهم طردهم قال:” دول بلطجية ومسجلين، ومحميين من القسم وبيقاسموهم في الغلة، لو وديناهم القسم هيخرجوا، ولو مادفعناش هيسلطوا الأُمنا، آخر السنة الاقي عليا يجي عشرين الف مخالفات”

يستكمل آخر: “ياريتها تيجي ع المخالفات يا باشمهندس…ممكن تلاقيهم ملفقين قضايا وحوادث ويحطوا نمرة العربية فيها.. ماهم الامنا عايزين يروحوا بيوتهم شايلين سلاح ليه؟ علشان السواقين بعد الثورة مابقوش يخافوا منهم، وهما أذوا ناس كتير بقى نفسهم ينتقموا منهم، وعلشان كده هما نقلوهم من مكان لمكان بعد الثورة”

(ع) سائق: كانوا بيتلككوا على اي حاجة.. والظابط كان يقعد تحت الشجرة، في ليلة القدر ولا الحصري –الميادين الرئيسية في 6 اكتوبر- وهما يوقفونا وياخدوا الكارتة او يسحبوا العربية، وساعات ياخدوا العربيات كده وش، ويقولوا لنا هنعمل حملة، ويفضلوا يمشورونا طول النهار.

أدت عودة بلطجية الكارتة إلى مشكلات في الموقف، فالبلطجية يفرضون الاتاوة ومن لا يدفع يتعرض للطرد او الضرب وحتى تكسير سيارته، لذا فهناك سائقين يهربون من الموقف فيتزاحم الركاب في معظم اوقات اليوم، حتى في غير اوقات الذروة، في المقابل قد تتراكم سيارات من خارج الموقف، طالا انها تدفع الاتاوة، التي تصل إلى عشرة جنيهات احيانا للدور في السيارات الكبيرة، وبالتالي يفرض السائق زيادة في الاجرة على الركاب، او يغير خط السير كما يحلو له، طالما ارضى بلطجية الموقف.

لا أحد يكره النظام، ولا احد يكره الأمان، لكن.. هل معاناة المواطن العادي من سائقي الميكروباص ومن الباعة في الأسواق، الذين هم في النهاية يشكلون ملايين المواطنين، الذين يعيشون يوم بيوم، بلا امان أو ضمان اجتماعي او تامين صحي.

.. وهل الأمن في وجهة نظر حكومة الجنزوري هو فرض السيطرة على الاسواق والمواقف، بالطريقة القديمة؛ مصادرة البضائع، والاعتماد على البلطجية والمرشدين، الذين يجمعون الاتاوات؟

ليست هناك أية نوايا لتطهير جهاز الشرطة، والجيل الجديد، أمثال الشناوي وحبلص، أشد سؤا وحقارة من آبائهم وأساتذتهم، وطالما ان طنطاوي كاد يقبل رؤوسهم في حفل تخرجهم، وطالما أنه يأمر الجنزوري، بتعيين ضابط ذو تاريخ قذر، فكيف يمكن أن نصدق أن هذا الجهاز قد تغير.