بوابة الاشتراكي

إعلام من أجل الثورة

الرجالة فين الستات أهم

«الرجالة فين الستات أهم» شعار العاملات في شركة غزل المحلة الذي أصبح بعدها شعار المرحلة. و تردد بعد ذلك في الضرائب العقارية وفي مصنع المنصورة أسبانيا وغيرهما .

هذا الشعار الذي يحوي في داخله دليل على قوة ووعي العاملات المصريات اللاتي رأين أن ما تطلبه لهن الجمعيات الأهلية الممولة خارجياً والمدعومة من الحكومة ومن سيدة مصر الأولى التي تري فى نفسها إلهة السيدات و حامية حمى الأمومة و الطفولة ليست إلا مسكنات لمعاناتهن الحقيقية والتي يتشاركن فيها مع زملائهن الرجال الذين يقعون تحت رحمة آلة الرأسمالية بكامل عتادها.

ولنأخذ عام 2008 والذي كان بحق من أكثر الأعوام التي شهدت تحركات واحتجاجات.

فقد بدأ عام 2008 من نهايات عام 2007، وكانت ملحمة الضرائب العقارية والتي استمر فيها اعتصام موظفى الضرائب العقارية. وكان هذا الاعتصام الذي استمر لمدة 11 يوم ليس دليلا فقط على أن الموظفين والعمال يعلمون من هو عدوهم الرئيسي و يعلمون أنه لا حل إلا مواجهة هذا العدو المتمثل فى نظام ينهبهم. ولكنه كان دليلا أيضاً على مدى استيعاب المرأة وفهمها لدورها الحقيقي كشريك فى المجتمع، وهناك العديد من الأمثلة الرائعة على كفاح المرأة: فى عام 2005 وفى دمنهور وبالتحديد في قرية سراندو حيث كان يعيش الفلاحون في هدوء على الرغم من فقرهم الشديد إلا أنه في فبراير 2005 وبأوامر مباشرة من الإقطاعي صلاح نوار قامت قوات أمن الدولة بمحاصرة القرية وحبسوا أغلب سيدات القرية. و تم تعذيبهم حتى يكونوا وسيلة ضغط على الرجال حتى يسلموا أنفسهم و يسلموا أراضيهم. ولكن السيدات ضربوا أروع مثال فى التماسك، وقدمت نفيسة المراكبي حياتها نتيجة لتعذيب الأمن لها.

أما في غزل المحلة، فإن دور المرأة كان واضحا في أمل السعيد ووداد الدمرداش. و التي حاول أمن الدولة أن يرهب العمال والعاملات من خلالهن عن طريق محاولة الاعتداء عليهن بالضرب والسب ثم نقلهن من عاملات فى المصنع إلى مشرفات في الحضانة مما يعني خفض لأجرهن.

وفي شركة العامرية للغزل والنسيج وعندما قام العمال بالشركة بالإضراب في شهر مايو من العام الماضي للمطالبة بصرف بدل الوجبة الغذائية والذي كان 30 جنيه وكانت مطالبهم أن يرفع إلى 90 جنيه في الشهر أسوة بباقي العمال في شركات الغزل والنسيج وصرف بدل تطوير وبدل طبيعة عمل تم فصل 6 عمال كان من ضمنهن عاملتين هن سميرة و سلوى.

وفى شركة الحناوي للدخان والمعسل فى دمنهور، كانت هناك ملحمة حقيقية كل أبطالها من النساء، فقد تم فصل أكثر من 33 عاملة و على رأسهم القيادية النقابية عائشة عبد العزيز.

نضال العاملات كشف ترديد الحكومة الدائم لبعض الشعارات الجوفاء مثل تطبيق المواطنة على المرأة، و تفعيل و تمكين المرأة. تلك الشعارات المعدة للاستهلاك الإعلامي والتي يقابلها في الواقع قمع لجميع الحريات بالتالي قمع للمرأة. فقد ازدادت أعداد السيدات المسرحات عن العمل، وتعمل المرأة في ظروف عمل سيئة جداً حيث يرى أصحاب العمل أنها يد عاملة رخيصة.

وأخيرا نستطيع القول: شتان بين المرأة المطحونة والكادحة، المرأة الموظفة أو العاملة أو الفلاحة وبين سيدات مجتمعات الروتاري. فالمرأة الكادحة أثبتت أنها أكثر وعياً وأنها شريك فعال فى المجتمع.

فعندنا الآن وجوه لسيدات فى مواجهة وجوه أخرى. أمامنا عائشة عبد العزيز، تلك المرأة الباسلة و القيادية الشجاعة والتي قامت بالحفاظ على حقوقها وحقوق العاملات معها، في مواجهة عائشة عبدالهادي الوزيرة التي أضاعت حقوق العمال نساء ورجال على السواء.

أمامنا الشهيدة نفيسة المراكبي التي ضحت بعمرها من أجل أرضها التي اعتبرتها عرضها، أمام راندا الشامي المتهمة فى قضية المبيدات المسرطنة والتي أودت بحياة الآلاف.

أمامنا وداد وأمل وسميرة وسلوى، العاملات الآتي يعملن فى أسوء الظروف ويحتجن لكل مليم ومع ذلك لم يتاوانوا في الوقوف بجانب الحق، أمام سيدات الأعمال الآتي يكسبن الملايين ومع ذلك يطحن عظام المساكين.

تحية في يوم المرأة العالمي لكل امرأة مثابرة و مكافحة أدركت أن تحررها يكمن فى تحرر مجتمع بأكمله من ظلم الرأسمالية. تحية للمرأة المصرية الكادحة.. تحية لشهيداتنا الفلسطينيات.. سناء المحيدلي.. وفاء إدريس.. آيات أخرس.. تحية لكل امرأة مقاومة للظلم والفساد.

رشيدة الجيزاوي – نعمة حافظ أبو كيلة – زاهية الأجرب – هويدا محمد محمود الفقي- رانيا سمير الصباغ – زهرة سعيد أبو العلا – سهام سعيد أبو العلا – خضرة محمد زكي – وطفلتيها (فاطمة صالح الشتاوي “خمس سنوات” – وهبة صالح الشتاوي “سنتين”) – عزيزة منصور الفقي وطفليها (أحمد إبراهيم محمد أبو كيلة “ست سنوات”- ومحمد إبراهيم أبو كيلة “سنتين).